اعترافات

ﻘﻠم ھﺷﺎم ﻋﺑدﷲ اﻟﻌﺑﺎدي


ﻟﻘد أوﺟﻌﺗﻧﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻟﺧﻣﺳﺔ اﻷﺧﯾرة وأﺻﺑﺣت اﻟﺣﯾﺎة ﻻ ﻣﻌﻧﻰ ﻟﮭﺎ ﻋﻧدي، أﻋﯾش ﻟﻣﺟرد اﻹﻋﺎﺷﺔ ، أﺗﻧﻔس ﻟﻣﺟرد اﻟﺗﻧﻔس أﻛل ﻟﻣﺟرد اﻷﻛل ، ﻟﻘد ﻓﻘدت اﻟﻛﺛﯾر ﻓﻘدت أﻣﻲ واﻟﺣﻧﺎن واﻟﺣب وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹﺑن ﻧﺣو أﻣﮫ.

ﻓﻘدت اﻟﮭدف واﻷﻣل ﻋرﻓت اﻟﻧﺎس وﻣﻌﺎدﻧﮭم ﻋرﻓت اﻟﺻدﯾق ﻣن اﻟﺻدوق، واﻟﻌدو ﻣن اﻟﺻدﯾق وﻋرﻓت ﻣن ﻋرﻓك ﻟﺷﺧﺻك وﻋرﻓت ﻣن ﻋرﻓك ﻟﻣﺣﺻﻠﺣﺔ وﻋرﻓت ﻣن ﻋرﻓك ﻟﻠﺳؤال واﻻطﻣﺋﻧﺎن واﻟوﻗوف ﺑﺟﺎﻧﺑك، ﻋرﻓت ﻣن ﻛﺎن

ﻣﺧﺎدﻋﺎً ﻋرﻓت ﻣن ﻋرف اﻟﺷﻣﺎﺗﺔ ﻋرﻓت ﻣن ﻟﮫ وﺟﮭﺎن ﻋرﻓت ﻣن ﺣﻘد وﻣن أﺣب ، ﻋرﻓت ﻣن ﯾﻧﺎظل ﻟﻠﺣﻘد ، ﻋرﻓت ﻣن ﯾﺣب اﻟﺣﻠول ﻣﻛﺎﻧك دون أي ﺿﻣﯾر أو ﻛراﻣﺔ او اﺟﺗﮭﺎد ﻋرﻓت ﺑﺄن اﻻﺟﺗﮭﺎد أﺻﺑﺢ ﻛﺳًﻼ وأن اﻟﻛﺳل

ھو اﻟﺧﻣول ﻋرﻓت ﻣن ﯾﺳﻌﻰ ﻟﻠﺧراب ، ﻋرﻓت ﺑﺄن اﻟﻛذب أﺻﺑﺢ ﺣﻘﯾﻘﺔ ، ﻋرﻓت ﺑﺄن اﻻوھﺎم ﻣﺟرد أﺣﻼم واﻷﺣﻼم اﻧﮭﺎ ﺧﯾﺎل واﻟﺧﯾﺎل ﻛذﺑﺔ ﻛﺑﯾرة .

ﻋرﻓت اﻟﺷﻌﺎرات اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﻏدت ﺻﻐﯾرة، ﻋرﻓت وﻋرﻓت ﺑﺄن اﻻﻧﺳﺎن ﻣﺗﻘﻠب ﻋرﻓت ﺑﺄن اﻟﻧﺎس ﺗﺻﺑﻎ أﻟواﻧﮭﺎ ﺣﺳب اﻻﻧﻌﻛﺎس واﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺟوي ، ﻋرﻓت ﺑﺄن اﻟﺻدﯾق ﻣﺟرد ﻛﻠﻣﺔ ﻋرﻓت ﺑﺄن اﻟﻣﻌدن ﯾﺗﻐﯾر ، ﻋرﻓت ﺑﺄن اﻟﺗرﺑﯾﺔ

أﺻﺑﺣت ﻓﻲ ﻣﻔﺎھﯾم اﻟﻛﺗب وأدﺑﯾﺎﺗﮭﺎ ، ﻋرﻓت ﺑﺄن اﻟﺣق أﺻﺑﺢ ﺑﺎطل وأن اﻟﺑﺎطل أﺻﺑﺢ ﺣق وأن اﻟﺟﺎھل أﺻﺑﺢ ﻋﺎﻟﻣﺎً واﻟﻌﺎﻟم ﻏدى ﺟﺎھًﻼ .

ﻋرﻓت ﺑﺄن اﻟﻣﺗﻘﻠب ھو اﻟﻣﺗﻠون ھو ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ وﯾﻠون ﻧﻔﺳﮫ ﺣﺳب اﻟﻠون ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ، ﻋرﻓت ﺑﺄن اﻟزﻣﺎن ﺗﻐﯾر وﻟﻛن اﻟدﻧﯾﺎ ﺑﺎﻗﯾﺔ واﻟﻣﻛﺎن ﯾﺗﻐﯾر وﻓق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ، واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﻌﯾدة ﻋن اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ﻋرﻓت

ﺑﺄن ﺷﺧوص اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ھم ﻟﯾﺳوا ﻻﻋﺑﻲ دراﻣﺎ ﺑل ھم ﻛوﻣﯾدﯾون، ﻋرﻓت ﺑﺄن اﻟﺣﯾﺎة ﻣﺳرﺣﯾﺔ واﻟﻣﺳرح ﺧﺷﺑﺗﮫ ﺻراع اﻟﺑﻘﺎء ﻛﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻐﺎب .

ﻋرﻓت ﺑﺄن اﻻﻧﺳﺎن اﻷﻣﯾن ھو ﻣﺗﮭم وأن اﻟﻣﺗﮭم ھو ﺑريء وأن اﻟﻔﺎﺳد ھو ﺻﺎﺣب اﻟﺣق وأن اﻟﻠون اﻷﺑﯾض أﺻﺑﺢ

ﻟوﻧﺎً أﺳودًا وأن اﻟﺗﺎرﯾﺦ أﺻﺑﺢ ﺟﻐراﻓﯾﺎ وأن اﻟﻣﺎﺿﻲ أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل واﻟﺣﺎﺿر أﺻﺑﺢ ﻣﺎﺿﯾﺎً واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل أﺻﺑﺢ ﺣﺎﺿرًا ، وﻟﻛن ﺑﻌد ﻛل ھذه اﻻﻋﺗراﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ اﻋﺗراف ﺑﮭﺎ . وأﻋﺗرف وﺑﺄن اﻻﻛﺗﺷﺎفًأﺻﺑﺢ اﻋﺗراف

واﻻﻋﺗراف اﻟداﺋم واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺗﻐﯾرة ﺑﺄن ﷲ ﻋز وﺟل ﻣوﺟود وﺷﺎھد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺣدث وﯾﻌرف اﻟﻧﻔوس وھو اﻟﺣﻛﯾم اﻟﺣﻛم وھو اﻟﻌﺎدل اﻟﻌدول وھو اﻟﺣق وﯾﺿﻊ ﻣﯾزان اﻟﻌدل .

ان ﷲ ھو واﺳﻊ اﻟرﺣﻣﺔ ﻣﺎﻟك اﻟﻣﻠك اﻟﺣﻧﺎن اﻟﺟﺑﺎر اﻟﻌﺎدل ﺑﺎﻟﻌدل. رﺑﻲ ﻛن ﻣﻌﻲ واﻻﻋﺗراف اﻟداﺋم واﻟﺛﺎﺑت ھو ﷲ رب اﻟﻌزة اﻟواﺣد اﻟﺻﻣد اﻟﻣوﺟود اﻟﻣﺗواﺟد.