مسؤولون وسويعات ما قبل الإقتراع...!


-رُغم إيماني المطلق وتفاؤلي غير المحدود بفلسفة الحكم الهاشمي ، ورُغم إيماني بيقين أن أردنا جديدا في طريقه للتشكُل ، وهي قناعات نتاج تجربة وومحاكات متجذرة ، ومن وحي المتابعة والقراءات السياسية والجيوسياسية المُعمّقة ، بأبعاد أردنية داخلية ، وتداخلات عربية ، إقليمية ، دولية وبعقلانية وموضوعية ، لا يحكما هوى أو هدف شخصي ،حزبي ، جهوي ، إقليمي أو أية مكاسب مادية أو معنوية .
-فإنني أتوقف اليوم مليا عند السويعات الأخيرة لما قبل تدفق الناخبين إلى صناديق الإقتراع ، وقد تفجرت خلال الأسبوع الفائت مجارير القاذورات ، وفاحت الروائح النتنة التي تُزكم الأنوف ، في غير مكان في المملكة الأردنية الهاشمية ، ليطفو على السطح عديمو الضمائر من مُقّبض وقابض لمال السُحت ، في سعي محموم لتزوير إرادة الشعب الأردني ، التواق لإعادة تأهيل أهم سلطات الدولة ""البرلمان""الذي يُفترض أنه ضمير الشعب المُعبّر عن رأيه والناطق بإسمه والمُدافع عن حقه ، لنرى أن الطين إزداد بِلة بعُهر مقيت لبعض من كانوا ضمن أركان الدولة ، يعبثون ويتآمرون على بعضهم ، ويتهكمون على أنفسهم وعلى غيرهم من أمثالهم وعلى سياسات وساسة ، ليسوا أقل منهم سُخافة وهُزال ، لأجدني كما كل الذين يحرصون على هذا الوطن الأعز ، ينتابنا الحزن الشديد على مؤسسة العرش ، الدولة وأجهزتها النظيفة أن وثِقت يوما بهؤلاء وأمثالهم كُثر ، يتداولون أرفع المناصب السياسية ، الإقتصادية ، الإجتماعية والسيادية ، يحكمون ويتحكمون بمصائر الشعب وبمقدرات الوطن ، التي يُفترض أنها أمانة في أعناقهم ، تحت القسم الدستوري، لكنهم وبغالبيتهم على أقل تقدير مجرد إنتهازيين ، أفاقين فاسدين ومُفسدين ، أمطرهم على الأردن زمن أحوَّل ليعيثوا فسادا في غفلة عن مطبخ القرار فتشتبك مصالحهم ، إن لم تكن سرقة ونهبا بشكل مباشر أو غير مباشر ، فإن الأسوأ الفسادالإداري ، ونتائجه الكارثية على الوطن ، المواطن ، هيبة الدولة وإضعافها ليس أمام شعب تخطى حاجز الجهل والضعف فحسب ، بل أمام العالم بأسره ، ولحساب أعداء الأردن ، الحاسدين والشامتين وما أكثرهم.
-من أين نأتي بمسؤولين...؟
- سؤال سمعته من سمو الأمير ""الموسوعة العلمية الثقافية"" الحسن بن طلال في منتصف سبعينات القرن الماضي ، وأطرحه اليوم أمام الشعب الأردني وهو يقف أمام صندوق الإقتراع ،وأردفه بتساؤلات جديدة ، هل حقاً أن أردن العِزة ، الكرامة ، الرجولة ، الشهامة والفروسية توقف به الزمن عند خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام...؟ وهل كتب القدر على الأردنيين وجوها كاحلة وأسماء باهتة دون غيرها ، ومعظمها نبت وترعرع في بيئة الواسطة والمحسوبية ، في مرحلة الإرضاءات العشائرية والجهوية...! ، هل عجزت أو ستعجز بطون النشميات الأردنيات عن ولادة الأردن الحر ، الديموقراطي ، يسوده الحق ، العدل ، المساواة وسيادة القانون من جديد...؟ ألم يبق بين ظهرانينا غيورون أردنيون شرفاء وأطهار...؟
-هذا أُردنكم يا ناشمى ونشميات الأردن ، هذا هو الوطن الأعز ، بات اليوم بين أيديكم وأمانة في أعناقكم ، أنتم يا معشر الناخبين تشكلون الحقيقة الأردنية ، بالإنحياز للوطن ، الوطن دون غيره ، الذي ينتظر الضمائر الحية ، التي لا تخضع لإغراءات المال ولا تأبه للوعود الهُزال ، ولا تحابي أخا ، فريبا أو نسيبا على حساب الوطن وما ستكون عليه الأجيال ، لا تلفت لذوي الياقات المُنشاة ، لفاسد ، سفيه أو دجال ، فالوطن وديعة في أعناق الرجال وأخوات الرجال ، أدوا الأمانة ودققوا في السؤال ، من أين نأتي بمسؤولين إن لم نصنعهم نحن عبر صناديق الإقتراع...؟ ، فكروا في الأمر وتذكروا أن التاريخ لا يرحم