... باستثناء الوطن
رشمتونا يافطات ..نحن أعمدة متقابلة لكم ولشعاراتكم، نحن قلم التخطيط ، نحن حبال الشد....نحن المرابط الخشبية..نحن المقصات التي تحدث الثقوب في اللافتة كي لا يسقطها الهواء المعادي... جئتم يا جبهتنا الصامدة للإنقاذ الوطني المستتب ...جئتم يا محركي عجلة الاقتصاد إلى الأمام ..جئتم يا جالبي حقوق المرأة رغما عنها...جئتم يا عباقرة السياسة والاجتماع الجيوفيزيا والجيومورفولوجيا والهندسة الفراغية.
الخطاطون (ملينوا) من وراكو!..باعة الأصباغ وأدوات التخطيط والتصوير والطباعة باعوا عليكم بضاعتهم الكاسدة والفاسدة منذ الانتخابات المنصرمة .
النجارون باعوا أخشابهم وعصيهم التي كانت مقروطة على السدة لعدم صلاحيتها لأي شيء.
باعة الحلويات (نفّقوا) شوالات فستقهم الحلبي والعادي وسمنتهم المغشوشة منتهية الصلاحية منذ صلحة حرب البسوس.
كتبة الشعارات ..محلات الفول والحمص والفتة بالصنوبر واللحمة ..استرزقوا ...حتى أصحاب سيارات الخصوصي الطفارى ..قاموا بتأجير سياراتهم كلافتات متحركة لشعاراتكم.
الخراف والماعز تضررت كثيرا منكم لكن أصحابها يتكسبون منكم؛ ما يخفف من حدة الاحتقان بين مربي الماشية والحكومة..... ويربح أيضا باعة البرسيم والتبن والأعلاف ..(الرجاء ان تبقوا لنا برسيما لمرحلة ما بعد الانتخابات)!! حتى الضمائر المنخورة سوف تجد من يشتريها
المناسف على ودنه..الشاي على خشمه ..والتلفزيون الأردني لحس اصبعه من إعلاناتكم..واستمتعنا بروية سحنكم على الشاشة الفضية بدل الشبس والأزئز يا توتو، طبعا خزينة الدولة استرزقت من رسوم التسجيل وخلافه.
الجميع بلا استثناء ربحان منكم عدا قلة قليلة تعيش على هامش هذا المجتمع المتحرك....إنها فئة النسوة اللواتي سوف يتم الضغط عليهم من قبل الأزواج أو أولياء الأمور من اجل انتخاب هذا المرشح أو ذاك ، وربما يتعرض بعضهن للضرب غير المبرح( حتى تستطيع المرأة جر نفسها إلى مركز الاقتراع). ولا ننسى فئة متضررة أخرى ، هم الأطفال ..الذين يلبسونهم بلايز وشعارات تشوه طفولتهم ، وتصورهم وكأنهم منحازون لهذا او ذاك..وهم في الواقع أكثر براءة من ان ينحازوا لأحد.
هناك متضررون محتملون، وهم من يسوقون السيارات ويتعرضون للحوادث نتيجة لانشغالهم اوانشعال السيارات الأخرى في التمعن باللافتات ، فحصلت الحوادث المؤسفة بسببكم ، وكان بعضها قاتلا.
باستثناء هؤلاء...فالجميع ربحان ...عدا الوطن!!!!!!!!!!!!!!!!!!!