هل المرأة مهمة !


المرأة نصف المجتمع هكذا يقال ، فهل هي نصفه أم كلّه ؟ أم أنّها لا تعني لنا شيئا ووجودها فقط محصور للاستمرار ! آراء تتباين فهي تتفق وتتخالف بتغيّر نمط التفكير، وباختلاف المعتقد ، وبفارق الوجهة التي نتناول فيها الحديث .

لو تخيّلنا العالم بلا رجل سيحدث عطب وخلل ، و لو تمعنّا قليلا بوجود المرأة لوجدنا ذلك أيضا ، فإنّها عنصرا مكمّلا للبقاء ، وعنصرا مشاركا في صنع القرار ، وعاملا مهمّا للتوازن والإعتدال ، وشرطا من شروط التّوافق والإنسجام .

بما أنّنا وجدنا أنّ وجودها أمر لا بدّ فيه ، وعامل مفروغ منه ، فإنّ ذلك يقودنا إلى حقوق لها ، ودواعم لاستمرار عطائها ، وثوابت لبقائها ، ومعطيات للحفاظ عليها ، وأمور ومطالب لصونها .

حقوقها منادىً بها منذ قديم الزّمان ، فعلى الرّغم من تهميشها في بعض الحقب الزّمنية ، إلّا أنّ بعض الحقوق ثابتة لم تتغيّر منذ الأزل ، وجاء الإسلام بما وجد فيه من تشريع قويم ليحافظ عليها ويقوم بصيانتها من المفاسد والشّرور ، وبما يضمن حفظها ودورها في الحياة بشكل منظم وسليم ، ولعلّ المنظمات الحقوقية الدّولية والعالمية جاءت لتنادي وتتفق بالعديد من هذه المبادئ والحقوق .

وفي أسلوب للحصر لعلّنا على أبواب مشاركة ديمقراطية واسعة تجسّد دورا من أدوارها في المجتمع ، من خلال حقّها في إبداء رأيها ، وحقها في المشاركة بصنع القرار .

يجدر بنا الحديث بأن النّبي – صلّى الله عليه وسلم – شاور أم سلمة – رضي الله عنها – في صلح الحديبية وأخذ برأيها ، ليجسّد لنا دور المرأة في ذلك ، وبما أنّ المجلس النيابي مجلسا للشورى وصنع القرار فلعلّ وجود المرأة فيه – حتى وإن قلّ – أمر ضروري تعزيزا لمشاركتها الديمقراطية والسّياسية.
وكذلك فقد نادت المواثيق والمعاهدات والمنظمات الحقوقية العالمية والدّولية بإعطاء المرأة حق المشاركة السّياسية ونادت بحريّتها في الرأي والتعبير .

إنّ من حقّ المرأة في الإنتخابات النّيابية القادمة أن تختار مرشّحا ترى فيه أهلا لتحمّل الثّقة والمسؤولية ، وقادرا على تحدّي المشكلات والصّعاب ومواجهة المرحلة القادمة بكلّ ما احتوت من تحدّيات وبكل ما تواجهه من معيقات ، وذلك دون التّدخل المباشر من الآخرين .

لربّما نتفق بأنّ الرّجل عنصرا هام وله تأثيره وسلطته وله حقوقه وواجباته المختلفة والمتفقة مع هذه الحقوق ، ولكن هذا لا يعني أن نعمل على تهميش المرأة ، وكتم صوتها دون وجه حقّ ، فقط لأنّ الرّجل خلق رجلا ولأنّ المرأة كذلك ، فلا بدّ من حالة توافق وانسجام في المجتمع لتحقيق ما تطمح له الشّعوب ، وهذا لا يعني أن تخالف المرأة آراء الرّجال فلا عجب في الإتفاق ، وذلك عندما يكون رأيها مبنيا على أسس وضوابط ولم يأت من الفراغ .