بيان صادر عن سامي الزبيدي عضو قائمة الشعب الانتخابية حول التحقيق في جريمة احراق مقر القائمة في مدينة المفرق
في سابقة يبدو انها ستستقر كعرف امني في الاردن حرف محققو الامن العام التحقيقات في جريمة احراق مقر قائمة الشعب الانتخابية عن مساره بهدف طي القضية وتجاوزها .
ان محققو الامن العام استخدمو ابشع وسائل التعذيب مع عمال لا حول لهم ولا قوة لانتزاع ما يفيد بان من احرق المقر هم انفسهم من قاموا ببنائه وهي سابقة خطيرة من شأن تكريسها خلق اجواء تدفع المواطن الى القلق على امنه في بدنه وماله وابنائه وتحيل مصدر اشاعة الامن والطمأنينة الى مصدر للتهديد وهي اولى الاشارات على فقدان مفهوم الدولة والولوج الى حالة الفوضى التي تفقد فيها السلطة مبرراتها الاخلاقية.
ان سلوك رجال الامن في التفاوض على توقيت اعلان نتائج المختبر الجنائي تؤكد ان تلك النتائج سياسية وليست فنية اذ قال مسؤولو الامن ان نتائج عينات المختبر الجنائي ستظهر في غضون شهر وحين تم رفض هذا التاريخ بدا مسلسل التنازل عن مسألة الوقت وصولا الى الوعد بان نتائج المختبر الجنائي ستظهر يوم الاربعاء وهو يوم اجراء الانتخابات مما يشير بوضوح الى الرغبة السياسية في اختيار التوقيت.
لقد استبعد محققو الامن العام كل الاحتمالات في تحقيقاتهم مصرين على اثبات رواية محددة مما يؤكد ان ثمة تصورا سياسيا يقف خلف التحقيقات وان ثمة من يريد جهاز الامن العام حمايتهم وابعادهم عن المشهد بالرغم من استقرار القناعة بان ثمة اهداف سياسية تقف خلف الجريمة.
ان اصرار اجهزة الدولة على التعاطي مع الجريمة بهذه الطريقة غير العادلة والمشوهة تشيع اجواء من الارهاب الرسمي وحمل الناس بالقوة على الانصياع لرغبة زمرة فاسدة لا زالت تتحكم في مفاصل القرار الرسمي وهو ما يجعلنا نخشى على امننا الفردي وامن اسرنا واطفالنا وهي خشية تحيل الحياة اليومية الى جحيم.
ان هذا السلوك الامني المشين من شأنه ان يفقد المؤسسة الامنية شرعيتها الاخلاقية ويحيلها بنظر الكافة الى مصدر تهديد بما يدفع الفرد الى البحث عن امنه الشخصي عبر التسلح بقوة العائلة والعشيرة كحامية بديلة عن دولة تخلت طواعية عن مسؤولياتها.
ان هذه الجرائم وجرائم اخرى كالصمت على عمليات شراء الاصوات تجعل العملية الانتخابية برمتها فاقدة للشرعية وفاسدة وبالتالي فان ما يصدر عنها فاسد بالضرورة وهو ما سيعمق ازمة البلاد بدلا من ان تكون الانتخابات بوابة لانقاذها.
ان اشاعة اجواء البلطجة وحماية ابطالها والتستر على مشيعيها بل وتشجيعهم والتعاون معهم كل ذلك من شأنه ان يعجل في استجلاب الفوضى المنفلته من كل عقال ويضع الدولة برمتها في مازق اخلاقي امام مواطنيها ويفقدها ما تبقى من هيبة وسيادة قانون.
لقد تحولت مدينة المفرق الوادعة والطيبة بساكنيها من كافة الاصول والمنابت الى وكر للبلطجة والزعرنة وبصمت رسمي مريب حيث احرق زعران تحت سمع وبصر الامن مقر لحزب جبهة العمل الاسلامي دون ان يتم القبض على الجناة كما تم الاعتداء على شخصية وطنية بحجم احمد عبيدات لمجرد القائه محاضرة في المدينة كما تم الاعتداء على اعضاء قائمة انتخابية اتت من خارج المحافظة للالتقاء بالمواطنين واخيرا جريمة احراق مقرنا الانتخابي.
اننا في قائمة الشعب نعلن عن فشل العملية الانتخابية برمتها سواء من خلال تكرار اعمال البلطجة التي تتقصد المرشحين او من خلال الصمت على عمليات شراء الذمم ونؤكد ان كل النتائج التي ستتمخض عن هذه العملية فاسدة وفاقدة للشرعية ولا يعتد بها.
اخيرا اننا في قائمة الشعب في غاية الاصرار على معرفة المجرمين الذين ارتكبوا او اسندوا او غطوا على جريمة احراق مقرنا الانتخابي وان حبل الباطل قصير