طعام الفم



حاولت جاهداً أن أبقى بعيداً عن العرس الانتخابي ، وأبقى متفرجاً ذا نية طيبة ، ومنتخباً ذا صدق وطني ، ولكن ما أنتجته الأيام من معلومات تسيء إلى هذا العرس الوطني ، دفعني أن أتحدث ، وأن أكون على قدر المسؤولية التي أُحمـّلها لنفسي .
بداية ، وأنا في موقع المتفرج ،صاحب النية الطيبة ، كنت أقول : بارك الله برجال ، ونساء الوطن النشامى ، والنشميات الذين سوف ينذرون أنفسهم من أجل خدمة الوطن ، وكنت أراهم يدقون على صدورهم وكأنهم يقولون : الوطن أمانة عندي ، لا تخشوا شيئاً ، أنا خادم الوطن الأمين على مصالحه ، وعلى أحلامه ، وأمانيه ، لم أكن وقتها ساذجاً ، ولكن طيباً ، وكم فرحت بهؤلاء الذين سوف يضحون بالغالي والرخيص من أجل الوطن ولكن ...
مع الأيام ، ومع مرور الوقت ، بدأت اللجان المختصة بمراقبة النزاهة ، والشفافية عند المرشحين تكتشف العجب العُجاب ، فقد أحالت هذه اللجان مجموعه من المرشحين إلى دائرة الفساد لاستخدامها المال السياسي ، وبالعربي الفصيح ( الرشاوي ) وشراء الأصوات ، والذمم ، والنفوس ، والذين اكتشفتهم اللجان لا يمثلون كل الفاسدين من المرشحين ، فهناك من اكتشفتهم اللجان ، وهناك من ينتظر ، وهناك من لا تستطيع اللجان كشفهم لاحترافهم بدفع الرشاوي .
وهناك صور كثيرة لم تكن ضمن بند اللجان لمحاسبة المرشح على فساده، أهمها نصب الخيم الخمس نجوم ، وتوفير الغداء ، والعشاء ، والحلويات يومياً ، فهل هذه حقيقة ضيافة خالية من الشوائب ؟
هل كنت ساذجاً عندما فكرتُ بالنشامى والنشميات بأنهم صادقون ؟؟ وكيف سأصدق من ينجح بأنه سوف يخدم الوطن وهو الذي دفع ثمن منصبه أكثر من مئة ألف دينار ضيافة