نتنياهو يتعهد بعدم تفكيك المستوطنات في حال فوزه بالانتخابات
أخبار البلد
اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس انه لن يفكك اي مستوطنات في حال فوزه بولاية جديدة من اربع سنوات في انتخابات الثلاثاء المقبل.
وردا على سؤال «هل يمكنك ان تعد بانه لن يتم تفكيك اي مستوطنة في السنوات الاربع المقبلة» خلال مقابلة اجرتها معه صحيفة معاريف قال نتنياهو «نعم، ان الايام التي كانت فيها الجرافات تقتلع اليهود باتت خلفنا وليس امامنا، وسجلنا يثبت ذلك». واضاف «لم نقتلع اي مستوطنة، لقد عززنا المستوطنات»، مذكرا بأن حكومته انشأت في مستوطنة ارييل اول جامعة اسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. واوضح نتنياهو «لا يمكن لاحد ان يعطيني دروسا في حب ارض اسرائيل او الالتزام حيال الصهيونية والمستوطنات».
وكان نتانياهو يلمح الى لائحة البيت اليهودي وهو حزب قومي ديني يترأسه نفتالي بينيت الذي يدعو الى تسريع الاستيطان في الضفة الغربية.
وقال نتنياهو في مقابلة مع صحيفة «جيروزليم بوست» الإسرائيلية الصادرة امس « اعتقد ان هناك ادراكا بأنه يجب أن يتم في نهاية المطاف التوصل الى حل عادل وحقيقي، وانه من المؤكد الا يشمل هذا طرد مئات الالاف من اليهود من منازلهم في ضواحي القدس وفي تل ابيب وفي كتلة ارئيل (الاستيطانية)». «اعتقد ان هذا غير واقعي».
وأكد نتنياهو أن هناك قبولا عاما بأن «الكتل الاستيطانية» ستظل جزءا من اسرائيل في أي تسوية وهي المكان الذي يتم فيه معظم البناء.
وفي معرض رده على سؤال عما اذا كان سيطرح عقب الانتخابات مبادرة دبلوماسية من أجل السلام،وما اذا كان لديه علم بمبادرة من قبل الاوروبيين لطرح خطة سلام جديدة ، قال نتنياهو انه من المؤكد انه ستكون هناك «مبادرات كثيرة» و»سيكون أمامنا مهمة هامة في محاولة نقل الحقيقة للعالم «.
واضاف ان الحقيقة هى ان قضية الاستيطان ليست جوهر الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني كما ان القضية الفلسطينية ليست هى سبب عدم الاستقرار في الشرق الاوسط .
وتابع « جوهر الصراع هو الرفض المستمر من جانب الفلسطينيين الاعتراف بالدولة اليهودية داخل أي حدود».
وردا على الانتقاد الحاد الذي نسبه الصحفي الأمريكي البارز جيفري جولدبرج للرئيس الأمريكي باراك أوباما الاسبوع الماضي، قال نتنياهو» هناك خلافات بيننا تتعلق بصفة خاصة بأفضل وسيلة لاحراز سلام يمكن الدفاع عنه مع الفلسطينيين، وتطويره».
وقال «الخلافات بين الرؤساء الامريكيين ورؤساء الوزراء الاسرائيليين ليست جديدة». واضاف نتنياهو «كلي ثقة في أن الرئيس أوباما يتفهم ان حكومة اسرائيلية ذات سيادة فقط هي التي تستطيع أن تحدد مصالح اسرائيل»، في اشارة الى اقتباس نسب لاوباما مفاده ان اسرائيل في ظل نتنياهو لاتعرف ماهي افضل مصالحها.
وحول مااذا كان يشعر بان اوباما يتدخل في الانتخابات الاسرائيلية ، قال نتنياهو «اعتقد ان الجميع يفهمون ان شعب اسرائيل هو الذي سيحدد الشخص الذي يقود الدولة وان مواطني اسرائيل فقط هم الذين يستطيعون تحديد مصالحهم الحيوية والشخص الذي يحمي هذه المصالح».
و كان حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو، اتهم أوباما بـ»التدخل السافر» في المعركة الانتخابية في إسرائيل. وذكرت «جيروزاليم بوست» في عدد الأربعاء الماضي استنادا إلى أحد أعضاء الحزب أن أوباما يريد «الانتقام» من انحياز نتنياهو للمرشح الجمهوري ، ميت رومني ، في معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.
على الجانب الفلسطيني، سيعتمد الفلسطينيون الذين يتوقعون تدهورا في الوضع بعد الانتخابات الاسرائيلية على وضعهم الدولي الجديد وجهود المصالحة الداخلية في مواجهة حكومة نتنياهو المقبلة والتي ستكون على الارجح اكثر يمينية.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي «ننتظر تغييرا نحو الاسوأ ومزيدا من التطرف الاسرائيلي خاصة وان نتنياهو يتحالف الان مع الاكثر تطرفا منه وهذا لا يبشر بشيء جيد».
وقال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم «التنافس الاسرائيلي هو التنافس على الدم الفلسطيني وعلى سفك الدم الفلسطيني وعلى توسيع الاستيطان وعلى التهجير». واضاف «يجب ان يكون هناك وضع فلسطيني موحد وقوي حتى يواجه هذا التحدي في المستقبل وبالتالي انجاز الوحدة الوطنية في اطار برنامج وطني يحافظ على الثوابت والحقوق الفلسطينية ويحمي الارض والشعب والمقدسات».
من جهته، رأى مهدي عبد الهادي رئيس الجمعية الفلسطينية الاكاديمية للشؤون الدولية (باسيا) ان الحملة الانتخابية الاسرائيلية فيها «جهل تام وانكار لعملية السلام وحل الدولتين».
وبحسب اخر استطلاع للرأي لمؤشر السلام، يفضل ستون بالمئة من الاسرائيليين حل الدولتين لكن غالبيتهم (49,7 بالمئة) يعارضون اي تفكيك للمستوطنات في الضفة الغربية. ويفيد الاستطلاع ان 52,6% من الاسرائيليين يعارضون نقل الاحياء الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة الى الدولة الفلسطينية. وهاتان النقطتان من اسس عملية السلام.
وبحسب عبد الهادي فان «دخول حماس النظام السياسي الفلسطيني عبر المصالحة سيكون رسالة واضحة للاسرائيليين بانه (لا يمكنكم الحصول على كل شيء)».
واشار عبد الهادي الى ان منح دولة فلسطين وضع دولة مراقب في الامم المتحدة سيسمح لهم «بالتوجه الى المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية لمواجهة الاسرائيليين في جبهات اخرى».
ميدانيا، اصيب عشرات الفلسطينين والمتضامنين الأجانب امس بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، إثر قمع قوات الاحتلال مسيرة المعصرة الاسبوعية السلمية المناهضة للجدارالعنصري .
وأفاد عضو مجلس قروي باب الشمس، الناشط في مجال الاستيطان منذرعميرة بأن جنود الاحتلال منعوا المشاركين في المسيرة من الوصول الى منطقة الجدار، وأطلقوا قنابل الغاز والصوت باتجاههم، ما ادى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق. وأشار إلى أن المسيرة جاءت تضامنا مع الاسرى في سجون الاحتلال وخاصة المضربين عن الطعام، ومع قرية باب الشمس وسكانها الذين تعرضوا للقمع من قبل الاحتلال.
|
|