لو

إيهاب نجيب

"لو" بعد أن كانت الكلمة التي يستعين بها كل غلبان و طفران ، أصبحت الكلمة الأكثر تداولاً في الأوساط السياسية و التي يرددها أصحاب الكراسي و المناصب، و هي الكلمة التي صار يكرهها كل مواطن لأن كل لو ب"خازوق".

و الواضح أن "لو" ترتبط بسبعين بالمئة من الشعب الأردني فكل "لو" لن تصيب سبعين بالمئة من الأردنيين ، و من أبرز "لولوتين" هي "لو ما رفعنا الدعم سيسقط الدينار" و الثانية "لو ما رفعنا أسعار الكهرباء ستفلس الدولة" ، و قد تقرر إدراج هذان الحدثان التاريخيين إلى كتب التاريخ و الجغرافيا ، و للأسف لو أنهم يعلمون أن "لو" من الشيطان ما كان نطقوها .

و سيتم إدراج هذان الحدثان التاريخيين بكتب التاريخ تحت عنوان أكبر خازوقان على النحو الأتي " بيوم مشؤوم بتاريخ مذموم أعلن رئيس الوزراء عبدالله نسور أن الشعب الأردني لن يستطيع الإستغناء عن كشرته و لن يذوق الهنا و لن يستطعم الفرح و لذلك حرصا منا على الدينار و حرصا على سلامة المواطن النشمي سيتم رفع الدعم عن المشتقات النفطية و يأتي هذا البند بجعل عبدالله النسور أقوى شخصية في هذا العام فهو من أعاد للدولة هيبتها فلن يعود للمواطن صوت سوى " من وين بدنا نطعمي ولادنا" و في عام 2013 العام الذي استقبله كل الناس بتفاؤل و شغف و حب و مواطنة و الكشرة لم تفارق الشفاه الضاحكة و الوجوه العابسة و حرصا من الدولة على عدم إفلاسها و حفاظاً على سلامة الفساد فقد قرر أقوى رجل رفع أسعار الكهرباء و في أغلب دول العالم عندما تصدر هذه القرارات سيتضرر بها معظم الشعب إلا في الأردن فسبعين بالمئة لن تمسهم هذه القرارات و لن يتضرر منها ،سبحان الله على هذا الشعب و قال بعض المشعوذين أن السر في هذه الدولة هو كشرة المواطن التي تجلب الحظ"

أما في كتب الجغرافيا فسيكون تحت عنوان دولة بلا سكان و سيكون الموضوع المقترح أسباب هجرة السكان من المملكة الهاشمية و ما تأثير "لو" على الوطن و ما أضرارها الجانبية على كل دول العالم.

لو كل رجل يجلس على الكرسي سيكتفي بإيجاد أساليب جديدة لاستخدام لو في جملة مفيدة صدقا سنخسر الكثير ، و لو كل رجل يجلس ليجد حلاً على حساب جيب المواطن سنعاني أكثر ، فلو نجد الرجل المناسب للمكان المناسب لنعمنا ب"لو" أجمل و أحببناها لما ستحله من مشاكل و لما سيكون ل"لو" من آثار إيجابية للوطن و صراحة الله يعين السبعين بالمئة.