وقفه جادة في تسريب أسئلة الثانوية العامة



حادثة تسريب أسئلة امتحان الثانوية العامة يجب ان لا تمر مرور الكرام وكأن شيئاً لم يكن، حتى ان المتابع يصاب بالدهشة والحيرة لتغاضي بعض الجهات والأجهزة ذات العلاقة والاستمرار بتجاهل مثل هذا الموضوع الخطير.

وان صحت هذه الحادثة فأن على المعنيين التأكد من هذا الموضوع وفتح تحقيق جدي فوري لمعرفة الجهات التي سربت الأسئلة ولماذا تمت في مناطق بعينها دون غيرها ؟ ذلك من اجل اتخاذ الإجراءات الصحيحة والكفيلة والسريعة لمعالجة الموضوع وإحالة المتسببين إلى القضاء ، لأن من يقوم بمثل هذه الأفعال يهدف إلى تمرير أجندة فاسدة مقيتة تؤدي بالنتيجة إلى مصادرة جهود أبنائنا الطلبة والتي سيحصلوا عليها بجهودهم الخالصة دون غش أو تزوير...

إنّ تسريب أسئلة الامتحان بطريقة منهجية يمثل إرهاب فكري يراد منه خلق حالة من عدم التوازن لإيقاع وزارة التربية والتعليم بارباك متعمد .. ولإفقاد الامتحان مصداقيته والمس بسمعة الأردن التربوية ما يستدعي إجراء تحقيق فوري وجدي في قضية التسريب هذه .. فان ثبت بالدليل القاطع فما على هذه الجهات إلا ان تعيد الحق إلى أهله وتفضح السماسرة.

إنّ المؤسسة التربوية الاردنية مؤسسة مقدسة ومن يجرؤ على مس هيبتها او الاحتيال أو الغش أو التزوير يمكن أن يضر بسمعة العملية التربوية برمتها، ويذهب بجهود المخلصين في حقل التربية والتعليم أدراج الرياح، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نسترخص العملية التربوية أو ننزل بها إلى سوق المضاربات والمزايدات، لأننا في هذه الحالة نزايد على مصير الأردن بكامله.

ان ذلك يمثل مؤشرا خطيرا على وجود داء خبيث ينخر هيكل العملية التربوية والتعليمية ، ويفضح ما يجري في الكواليس الخفية بحيث يمكن أن تلعب الأهواء المريضة التي لا يحلو لها الاصطياد عادة إلا في الماء العكر وفي الظلام الدامس كما الخفافيش ، مؤثرة لمصالحها الشخصية ومصالح بعض بائعي الضمائر على حساب مجهود الشرفاء المثابرين المجدين الذين قد يضيع مجهودهم سدى في لحظة طيش وعبث أو موت للحس والضمير.

بلا شك فان حادثة التسريب وجدت - كما العادة - في وسائل الاتصال الحديثة من هواتف خلوية وانترنت عونا خفيا لتحول تلك الشرارة التي انطلقت من أنفس مريضة عبر بؤرة فاسدة إلى نار ملتهبة في محاولة لضرب شهادة الدراسة الثانوية العامة في صميم مقتلها.

وعلى الرغم من تصريحات بعض المسؤولين والتي طمئنت في مضمونها طلبة الثانوية العامة ، في محاولة لتخفيف من حدة حادثة التسريب قدر الإمكان، فإن مجرد ظهور ورقة الامتحان على شاشة قناة اليرموك للعموم دليل على فداحة الأمر

بقي في لنهاية أن أشير إلى أن ظاهرة تسريب الامتحان يمكن أن نجد له امتدادات أخرى بحيث ان ذلك اصبح جزء من سلوكات الكثيرين يمارسونها بالواضح أحيانا، عند غياب الرقيب، الذي يحتاج الى حملات المتابعة والتفتيش التي تحتاج هي الأخرى إلى من يتابعها ويفتشها.
ولا رقابة أكبر من ضمير حي يراعي حرمة الله والعباد في السر قبل العلن.
ودمتم سالمين
مع تحياتي
فيصل تايه