دولة الرئيس.. إلا الكهرباء !!

رياض خلف النوافعه

يستعد دولة الرئيس خلال الأيام القادمة لوجبة جديدة من القرارات الإصلاحية التي وجد أن جيب المواطن الكادح هي الأقدر لحل مشكلة الكهرباء التي باتت شبحاً يؤرق خزينة الدولة كما يدّعي دولته مؤخراً.

الرئيس الذي لم يستطع أن يرد لغاية هذه اللحظة فلساً واحداً من الفاسدين الذين مازالوا يغردون داخل الوطن وخارجه بدون مساءلة حازمه، بل تعطى لهم الفرص لكي يعودوا إلى رشدهم ويستيقظ ضمير الوطنية المغيب عندهم.

الرئيس إذن أراد أن يطفئ شعلة الأمل المتبقية في قلوب الأردنيين المخلصين، ويكون بذلك حقق انجازاً عظيماً، وهو دمج الطبقة الوسطى مع الفقيرة، معارضاً للرؤى الإصلاحية التي دافع عنها النظام منذ زمن، وهو يحذر من تلاشي الطبقة الوسطى وتغول الطبقة المخملية عليها، والتي تربّعت على قوت الكادحين منذ وقت ليس بالقليل.

تناسى دولته أن الشعب عندما يتعرض للهلاك، وفقدان لقمة العيش التي مازال يجد صعوبة في الوصول إليها، سيتحول ـ لا سمح الله ـ إلى كرة لهب مشتعلة، لا نعلم من سيوقفها، وبخاصة أن الفساد مازال متجذراً في أركان الدولة ودوائرها الرسمية، والمستقلة. والفاسدون مازالوا يعيشون في مصايف أوروبا، بعدما تعذر إعادتهم مبدئياً، لعل يعودوا إلى وازعهم الوطني، ونسترد بعض ما تبقى لديهم.

دولة الرئيس لا نريد أن يسجل في عهدك القصير الأمد؛ أن قناديل الأردنيين الأحرار ستنطفئ مشاعلها لوقت غير معلوم، حتى تنفذ مشاريعك الإصلاحية التي ما زال يراود الأردنيون الشك بأنها ستحقق لهم الخير، بعدما فقدت مؤسساتنا شهيتها في وقف عجلة المتنفذين الذين مازالوا ينفذون مشاريعهم الخاصة.

دولة الرئيس قد يكون إطلالتك الإعلامية السابقة قد استنهضت همم الأردنيين الأحرار، ولبوّا نداء الوطن؛ لأنك وعدت أن هناك مجموعة من الحزم سوف يلتمسها الأردنيون قريباً، ولغاية هذه اللحظة مازال الرئيس صامتاً، ولن نسمع إلا كلمات الإفلاس التي باتت تشكل هاجساً لدولته بين الحين والآخر، بدون أن تكون هناك جراحة سريعة لاقتصادنا المتهالك نتيجة التجارب الاقتصادية الفاشلة.

تمنى الأردنيون أن يخرج عليهم دولة الرئيس يبشّرهم بتخفيض الأسعار، والزج بالفاسدين بالسجون، ورفع المعاناة عن أبناء الطبقة الفقيرة الذين تملكوا المتنفذين أراضيهم، بدل أن تخرج حكومتنا بوظائف متواضعة لا تلبي خريجي الجامعات الذين أفنوا سنوات عمرهم من أجل الحصول على الشهادة، أمّا أبناء الذوات والوزراء يلتحقون بوظائفهم المخملية وهم على مقاعد الدرس....