اردنيون وما في حدا احسن من حدا

أحمد محمود سعيد


قد يحتار الانسان في تعريف الاردني فمن قائل انه من يحمل رقم وطني او من يحمل جواز سفر اردني من ايام السفر برلك وقد يقول اخر هو من عاش على الارض الاردنيّة بين عامي 1950 حتّى عام 1988 او من هو من مواليد قبل عام 1988 في الاردن وقد يفسّر ثالث بانّه من يحمل فواتير كهرباء وماء وهاتف بعد عام 1950 وقد يفسّر اخر انه من لم يدخل في احصاء الامم المتحدة للفلسطينيين عام 1948 وقد يجتهد اخر ان من لم يكن والده من مواليد فلسطين التاريخيّة وقد يقول اخرون ان الاردني فقط هو من كان ابوه وامّه لخامس جد مواليد الارض الاردنيّة وقد كان يُعتقد ان الكرت الاصفر والاخضر يميّزان بين الاردني والفلسطيني واحيانا يُقال لمن يحمل جواز سفر فلسطيني او يعمل في اجهزة السلطة الفلسطينيّة محرّم عليه الجنسيّة الاردنيّة او ان يكون جدّ والده قد خدم مع الجيش الانكشاري العثماني او ان يكون احد من اهله كان ناشطا في السياحة ويتنقّل مع الغجر الوحيدين الذين لا يهتمّون بجنسيّة ثابتة وهكذا تعدّدت التفسيرات التي قد تصل إلى ان يصدر قانون في تعريف الاردني انّه من يحب اكل المنسف ويكره الملوخيّة فهو أردني بفعل الانتساب للمعدة وهي بيت الداء .

نعم تلك الارض التي لا تتجاوز مساحتها 91 الف كيلو متر مربّع ولا تشكّل سوى 6......, .% من مساحة اليابسة (اقل من 5و14مليون كيلومتر مربّع ) والتي تشكّل اقل من 30% من مساحة سطح الارض ( 510 مليون كيلومتر مربّع ) اي اننا نشكّل جزءا بسيطا جدّا من سطح الكوكب وبالرغم من ان عمر دولتنا قارب على المائة عام (1921 ) فإنّنا لم نتفّق حتّى الآن على من يحقُّ له ان يُنسب الى هذه الدولة الاردنيّة العتيدة علما بان امريكا التي نقول انها دولة لقيطة لأن ابنائها ينتسبون بالاصل الى كل بقاع العالم لها قانون انتخابي منذ اكثر من مائة عام والاساس في المواطن الامريكي ان يكون مخلصا لأمريكا .

أمّا لدينا فالمواطن الغلبان في الغالب هو المخلص للوطن والملك والدولة بينما الوزير يُقسم امام الملك وفي الغالب لا يلتزم بما يُقسم عليه ولكنّه يكون قد وصل ولا يمكن لقوّة على الارض ان تنزع عنه الراتب والعزّ والجاه الذي ناله وهذا هو الشخص الاكيد والوحيد الذي يثبّت الجنسيّة الاردنيّة له ولو كان من مستنبت القراقوش ومن اصول سكناجيّة ليس لها وطن ولا دين .

كم تكون هي عزيزة الجنسيّة عندما تكون فاقدها اومشكوك فيها ان كنت حاملها او تكون حفيت اقدامك لتحصل عليها وانت تركض ما بين الجوازات والشرطة والمتابعة والداخليّة والمخابرات والجسور والواسطة واصحاب الرجاء وغيرها من دوائر ومربّعات واشباه منحرفة تجعلك في لحظة سوداء تكاد تنحرف نحو الاسوء وتتمنّى لو انّ الشيطان يمنح جنسيّة للجأت ليه كالذين لجأوا لجزر القمر وبوركينا فاسو وجزيرة موريتشوس او قاع المحيطات للتجنّس .

واكثر ما يُميّز مجتمعنا هو الكوتا ونحن على ابواب انتخاب مجلس نيابي جديد وعلى شبابيك معارضة تحاول ان تُثبت قوّتها وحضورها القوي فمن كوتا نسائيّة الى اخرى مسيحيّة وثالثة شركسيّة وشيشانيّة وسكان البادية وغيرها وقد يلزم مستقبلا كوتا رجّاليّة بعد ان يشتدّ عود المثليين في الوطن وننسى المجتمع الذكوري والحريمي ويكون ما في حدا احسن من حدا ........

وقي حملة مكافحة الفساد التي يحلم بها المواطنون الاردنيّون ويطالب بها المرشّحون والناشطون والمشاركون في الحراكات وعلى رأس كل أؤلئك قائد البلاد الذي اعطى ذلك الهدف الاولويّة الاولى في عمل الحكومات لكي يكون لعمليّة الإصلاح والإنتخابات القادمة بداية لمرحلة جديدة في حياة الاردنيّين والنشميّات الاردنيّات اساسها العدالة والمساواة وارضيّتها نظيفة من الفاسدين والدخلاء وتجتمع جميع قوى الشدْ الايجابي خلف جلالة الملك ويتحقّق الوعد

وعندها نهتف بصوت واحد عاش الاردني عزيزا كريما ويكون كل المواطنين من منبت واحد هو منبت الكرامة ولهم اصل واحد هو اصل العزّة ولا يكون لاردني على اردني فضل إلاّ بالاخلاص للاردن والحبّ لترابه والدفاع عن حياضه .

حينها يكون الاطفال كبروا واصبحوا قادة نظافا إلاّ من عشعش شيطان ابائهم في عقولهم ونكون نحن اصحاب الضمائر الميّتة والقلوب الجبانة والنفوس الضعيفة والايادي اللمّامة بالذنوب والارجل سريعة الجري وراء الحرام نكون قد فنينا وارحنا الناس من شرورنا وسيّئات اعمالنا .

اللهم اهدنا فيما هديت وارحمنا فيما رحمت وحبّبنا لبعض وابعد البغض والكراهية عنّا وارزقنا الخير ولا تنزع الجنسيّات عنّا واجعلنا من عبادك المخلصين لك وللاردن .