تصريحات جلالة الملك لا خوفا ولا طمعا من شيء !!!

الدكتور : رشيد عباس


يقال أن في قديم الزمان , كان هناك سوقا يسمى بــ(سوق النصائح) , في هذا السوق كانت النصائح تباع وتشترى , وكان لكل نصيحة تسعيرتها الخاصة بها , وأن سعر كل نصيحة يعتمد على مصدرها وعلى قيمتها الاجتماعية في ذلك الوقت , والاهم من كل هذا , أن لكل نصيحة وقت حرج للاستفادة منها , وهنا نقول بكل صراحة وموضوعية , تصريحات جلالة الملك خلال لقائه أعضاء وفد لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) , جاءت لا خوفا من شيء , ولا طمعا في شيء , وإنما جاءت كنصيحة مجانية للإسرائيليين ودون مقابل .

أن (عقلية القلعة) التي تستمر إسرائيل في تبنيها , لن يخدمها على المدى البعيد ولا حتى المدى القريب , وأن الأمم والشعوب التي استخدمتها سابقا , كانت سببا في انقراضها, نعم (عقلية القلعة) التي تعيشها جارتنا إسرائيل سيكون سببا في عزلتها , ليس فقط عن محيطها , وإنما عزلتها عن عالميتها القادمة , هذه العقلية تتعارض مع السلام العادل في المنطقة , هذه العقلية تعمل على إضاعة المزيد من الوقت , هذه العقلية تتجاهل التحولات السياسية الراهنة في المنطقة وتطلعات شعوبها في ترسيخ التعددية والديمقراطية والحرية والكرامة .

نقول لجارتنا إسرائيل أن تصريحات جلالة الملك , بمثابة نصائح ثمينة وقيمة جدا , لهذه النصائح وقت حرج للاستفادة منها , وسيتشكل خارج هذا الوقت , مناخا طبيعيا , سيصنع الربيع العربي من خلاله , ربيعا إسرائيليا بمخاض صعب , ينتج عنه ولادة قيصرية تتحطم عليها (عقلية القلعة) , لجارتنا إسرائيل أن تأخذ تصريحات جلالة الملك , مأخذ الجد , وأن تشكل اللجان المتخصصة , لدراسة مثل هذه التصريحات , هذه التصريحات جاءت صريحة وواضحة , لا تحتاج إلى قواميس ولا إلى معاجم , تحتاج فقط الخروج من (عقلية القلعة), إلى عقلية قبول النصيحة , واستثمار وقتها الحرج للاستفادة منها , كيف لا وأن كل العقلاء في هذا العالم صفق لهذه التصريحات , وهذه النصائح , وبقيتم انتم الإسرائيليين, فماذا تنتظروا بعد ؟؟؟