شرقية الخير بين عملاقين محمد بن فهد صاحب أجمل كاريزما عربية وسعود بن نايف أسد السنة القادم

أعلن أنني من الاردنيين الوافدين للمنطقة الشرقية " منطقة الخير " ومن الواقعين في حبها إلى الثمالة .. عشت في الرياض ونجران وشرورة وجدة لقرابة عشرين سنة وكثير من الدول العربية والغير عربية لكنني دائما أحن لآخر منزل لي في الخبر ثاني اجمل مدينة عربية لؤلؤة الخليج العربي المدينة الصناعية والاقتصادية العربية بكل حضورها القوي والضعيف، وبكل طيبة أهلها، وبكل طموحاتها لتكون دائما أفضل وأرقى وأكثر بهاء.
نحن أمام أميرين واحد تخرج من مدرسة فهد بن عبدالعزيز والآخر من مدرسة نايف بن عبدالعزيز.. والجميع امتداد لتلك المدرسة التي تخرج منها الجميع.. مدرسة المؤسس الملك عبدالعزيز.
والآن، تنتقل الشرقية من يد كريمة هي يد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد صاحب أجمل كاريزما عربية إلى يد كريمة أخرى هي يد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أسد السنة ، وما بين يديهما وعينيهما تظل الشرقية، الحبيبة واللطيفة والمتطلعة، تنشد مزيدا من التطور بعد أن شهدت الكثير منه خلال العقود الثلاثة الماضية.
صحيح، أن التغيير سنّة من سنن الكون، ولكن تبقى "البصمة" المميزة، التي تعودنا عليها، ونجح الأمير محمد بن فهد " أبو تركي " صاحب الكاريزما الأجمل خليجيا وعربيا ، في أن يطبعها بكل حبٍ وودٍّ، وعطاءٍ وإخلاص، طيلة سنوات مسيرته المخلصة، استطاع فيها أن يكون نموذجاً رائداً وفخراً حقيقياً، يشهد على ذلك، كل عطاءاته التي سهر عليها، وسجل من خلالها اسمه بأحرف من نور في سماء المنطقة خاصة، والمملكة بشكل عام.
واليوم.. يتسلم الأمير سعود بن نايف "أبو عبدالعزيز" راية النهضة، التي غرسها أخوه، محمد بن فهد، برعاية تامة من لدن القائد عبدالله بن عبدالعزيز، وبالتأكيد، فإن سموه سيحقق المزيد من الطموحات لمواطني المنطقة الشرقية.. وهي خطوات تجذر الثقة الملكية الكريمة في شخصه، كحامل لشعلة الطموحات المرجوّة على كافة المستويات واسد من اسود السنة .

وإذا كانت الشرقية أيضاً، تستقبل ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، في تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، ليتسلم الراية، أميراً للمنطقة الشرقية ، فإنها ـ في نفس الوقت ـ لا تنسى أن أبا عبدالعزيز، ليس غريباً على الشرقية، بل كان في وقت من الأوقات، الساعد الأيمن والعضد، للأمير محمد بن فهد، وشارك أيضاً بفكره وأسلوبه في تحقيق الطفرة التي شهدتها المنطقة.. قبل أن ينتقل إلى مهمة أخرى من مهمات خدمة الوطن.. نجح عبرها في تأدية المطلوب منه، وإثبات قدراته الذاتية والإدارية والتي كان آخرها رئاسته لديوان ولي العهد والمستشار الخاص لسموه.

المنطقة الشرقية "منطقة الخير " قد شهدت أكبر نهضة في تاريخها، طيلة أكثر من ربع قرن، بذل فيها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، كل جهده والذي يستحق اليوبيل الذهبي لنجاحه بامتياز في أن يضع بصمته المميزة عليها، وإن الشرقية، بمواطنيها وأهلها الطيبين، ستظل تذكر لسموه، كل ما أخلص فيه، ولن تنسى أبداً ما قدمه من عمل مخلص كأمير استطاع تغيير معالم المنطقة، وجعل منها منطقة جذب حقيقية وقلعة عملاقة ضمن قلاع الوطن الحصينة. ليس هذا فقط، بل إنه قاد عدة مبادرات خلاقة وحقيقية، من أجل تشجيع التنافس وتحقيق الريادة الفعلية في العديد من الجوائز لتفعيل كافة مجالات العمل الوظيفي والدعوي والتعليمي والإداري وغيرها على أرض الشرقية.

ليس غريباً إذاً.. أن تكون الشرقية بين أميرين، كلاهما سجل حضوره الرائع، بكل امتياز، في كافة مواقع العمل الوطني، وليس غريباً إذا.. أن يكون الأمير محمد بن فهد، واحداً من الشخصيات التي أعطت القدوة والنموذج الذي سيظل شاهداً على تاريخ المنطقة الشرقية.. والذي عاصره طيلة أكثر من 25 عاماً، كان فيها المحرك، والداعم، والدينامو الذي لا يهدأ، لم يكن أميراً أو حاكماً إدارياً بقدر ما كان وسيظل، الأخ والمواطن الذي استطاع عن جدارة، أن يجمع حوله قلوب الحب من كل أبناء المنطقة ولا ننسى انه صاحب ماراثون الاستراتيجية التنموية.

للشرقية - كما نعلم - حظ الثروة الوطنية الأهم والأكبر، ولها نصيب الأسد تاريخيا في تأهيل أبنائها ليديروا صناعة النفط وليغذوا العالم بوقود وضرورات التنمية الشامله، وبها ومنها تخرج المنتجات الصناعية البتروكيميائية ومنتجات نهائية أخرى للتصدير والاستهلاك المحلي، وتتمتع المنطقة بتجار معروفين نشطين يساهمون في حركتها التنموية وتحقيق حضورها الكبير والمرموق في المشهد الوطني الاقتصادي.
أما شبابها « أبناء وبنات» فهم دائما وأبدا عند حسن الظن فيهم وفي قدراتهم وتفوقهم في كل مجال، وهم - مثل غيرهم من شباب المملكة - ينتظرون المزيد من الإمكانات والفرص ليطلقوا مواهبهم ومشاركاتهم الوطنية التي تضيف إلى تطور مجتمع هذه المنطقة، التي تعود أهلها على الاستيقاظ مع الطيور صباحا والغفوة معها مساء.
وللشرقية كمنطقة نفس طيبة وقلب واسع جذب إليها العديد من أبناء المملكة العربية السعودية ، الذين يعملون الآن ويتجاورون ويتبادلون المصالح ويسعون إلى نفس الأهداف، وقد كان وجودها في عين أميرها السابق كبيرا، حيث تحتفظ سنوات إمارته بالكثير من المنجزات والذكريات، وسيكون لها في عين أميرها الجديد ذات المكانة، حيث تنتظر الكثير من مشروعات النماء والتطور والازدهار.

كما أنه ليس بالغريب أيضاً، أن تفتح الشرقية، قلبها وعقلها لـ"أبو عبدالعزيز" بمثل ما ظلت محتفظةً لـ"أبو تركي" بكل أعماله وفضائله وإنجازاته، كلاهما ابنُ بارٌ لهذه الأرض، وكلاهما يحرص على تفعيل محاور ومكامن النهضة والتنمية على أرض الوطن.
سعود بن نايف.. وهو يواصل ماراثون تحقيق الاستراتيجية التنموية، سيسجل بصمته إن شاء الله، بنفس الرؤية الهادفة للمصلحة الوطنية، تحوطه الدعوات المخلصة، من كل أهالي الشرقية، بنفس التقدير والحب والوفاء والولاء الذي تعودناه على أرض مملكتنا..
مثلما الوطن واحد، يجمعنا ويصهرنا.. يكون الهدف واحداً نعمل من أجله جميعاً، مهما تغيرت مواقعنا، وتبدلت مناصبنا.. هكذا قال القائد ذات يوم.. وهكذا نحن، وهكذا نكون.