هوس الهواتف الذكية: المستخدمون يقومون بتحميل 1500 تطبيق كل ثانية حول العالم

تواصل صناعة تطبيقات الهواتف الذكية حول العالم نهجها القائم منذ سنوات قليلة، لتفرز عدة ملايين من الخدمات على شكل خدمات وتطبيقات تتواجد على المتاجر الالكترونية لشركات الهواتف المتنقلة الذكية، وعشرات المليارات من مرات التحميل من قبل المستخدمي لهذه التطبيقات التي اصبحت تحاكي كل مناحي الحياة اليومية الاجتماعية والعملية.
ويرسّخ هذا النهج -وبقوة- المقولة التي تتبنّاها شركة "ابل العالمية"، صاحبة "الايفون"، والتي اطلقها مؤسس هذه الشركة العملاقة، ومفجر ثورة الهواتف الذكية وتطبيقاتها ستيف جوبز عندما قال إنّ هنالك تطبيقا لكل شيء أو بالانجليزية " There is app for that ".
ففي هذه اللحظات يواصل مئات الملايين من مستخدمي الهواتف الذكية البحث عن، او تحميل، او استخدام تطبيقات قاموا بتنزيلها من متاجر الكترونية لكبرى الشركات العالمية المصنعة للهواتف الذكية، ومنهم مستخدمون اردنيون اصبحوا يقبلون بشغف على اقتناء هذه الاجهزة واستخدام تطبيقاتها التي ادمجتهم بالعالم الافتراضي وقدمت لهم خدمات لا متناهية، لم تترك تفصيلة من تفاصيل الحياة اليومية للمستخدمين الا وطرقتها.
وهذا الاقبال الكبير من قبل مستخدمي الهواتف الذكية على استخدام التطبيقات، أكدته دراسة صدرت العام الماضي لمؤسسة "غارتنر" العالمية البحثية المستقلة، قدرت حجم التطبيقات التي جرى تحميلها من مختلف متاجر تطبيقات الهواتف الذكية العالمية في العام 2012 بحوالي 45.6 مليار تطبيق، وبحسبة بسيطة حمّل مستخدمو الهواتف الذكية حول العالم في العام 2012 حوالي 1500 تطبيق كل ثانية.
وأظهرت دراسة "غارتنر" أن حجم التطبيقات التي حملها مستخدمو الهواتف الذكية خلال العام الماضي زاد بنسبة
83 %، وذلك لدى المقارنة بحجمها المسجل العام الماضي والبالغ قرابة 24.9 مليار تطبيق.
الاقبال الكبير على تحميل واستخدام التطبيقات تعكسه حالة المستخدم محمّد السيّد، الذي لا يتأخر – منذ اقتنائه هاتفه الذكي قبل نحو سنة – عن متابعة احدث التطبيقات على متجر الشركة العالمية المصنعة لهاتفه الذكي، وتحميل واستخدام تلك التطبيقات التي تفيده في حياته اليومية او لاغراض العمل او للتسلية، وهو يرى بانّ "الهاتف الذكي بتطبيقاته يضع العالم بين يدي المستخدم ويسهّل حياته اليومية".
ويشير المستخدم محمّد إلى أنّه أصبح "يقضي وقتاً اطول في استخدام هاتفه الذكي متنقلاً بين اكثر من 20 تطبيقاً قام بتحميلها خلال الشهور الماضية ومعظمها مجانية وتتوزّع بين تطبيقات للتراسل والاتصالات المجانية، وشبكات التواصل الاجتماعي، والاخبار، والرياضة، والالعاب، وتطبيقات لاوقات الصلاة والادعية، واخرى للترجمة.
واثناء حديث سيف يقاطعه صديقه محمّد علي الذي اطلعه على تطبيق حيث حملّه الأخير على هاتفه الذكي، واتاح له خدمة تحرير ومنتجة مقاطع الفيديو المختلفة التي يصورها الشخص ويلحقها بجهاز الذكي وبالشكل الذي يحبذه، ويقول المستخدم محمّد بانّ استخداماته لهاتفه الذكي بما يوفره من تطبيقات قلّصت من وقت تواجده على جهاز الحاسوب، معتقداً بان هذه التطبيقات اصبحت تمثل مكتبة حياتية متكاملة تحصل فيها على المعلومة والترفيه والخبر والصورة والفيديو... .
وتطبيقات الهواتف الذكية (Mobile Apps) هي واحدة من خدمات محتوى الهواتف الخلوية، وتعرّف بانها عبارة عن برامج تعدها الشركات المصنعة للهواتف أو شركات محتوى متخصصة أو حتى مشغلو الخلوي في بعض الأحيان، حيث تحمل هذه البرامج التي يقوم المشترك بتنزيلها على هاتفه الخلوي خدمات تفيد المشترك في حياته اليومية وفي شتى المجالات؛ كتطبيقات رياضية، إخبارية، أو للتواصل الاجتماعي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أو تطبيقات رياضية، ترفيهية، دينية، علمية، تعليمية، سياحية، وغيرها الكثير.
ويرى الشريك ومدير التسويق في شركة "ميس الورد" لمحتوى الالعاب الالكترونية زياد المصري، ان الاقبال على تحميل واستخدام تطبيقات الهواتف الذكية يرجع في الاساس الى عاملين اساسيين؛ الاول هو الانتشار المتزايد والكبير للهواتف الذكية، وتوفر شبكات الاتصالات عريضة النطاق مثل الجيل الثالث والجيل الرابع، ما سمح بتطوير تطبيقات تتواءم وهذا التطور لتتيح محتوى عبر هذه التطبيقات، اصبح اكثر غنى وتنوعا.
واما من ناحية المستخدم فإقباله على تحميل واستخدام التطبيقات يعود الى سعيه للحصول على المعلومات وتداولها، بحسب ما اوضح المصري الذي اشار الى امثلة منها تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي، وتطبيقات التراسل والمكالمات الدولية، وتطبيقات تصل المستخدم بالمواقع الاخبارية والقنوات الفضائية، واخرى للرياضة والفن والدين والترفيه والتعليم وحتى الصحة.
واشار المصري إلى ان مستخدم الهاتف الذكي يستطيع الحصول على تطبيقات من المتجر الالكتروني التابع لشركته العالمية، وقال ان من أشهر متاجر تطبيقات الهواتف الذكية التي توفر تطبيقات لمشتركي الهواتف الذكية حول العالم "أبل ستور/ لهواتف أبل"، "اب ورلد/ لهواتف بلاك بيري"، "اندرويد ماركت بليس/ لعدة شركات أو هواتف منها سامسونج وموتورولا وغيرهما"، "اوفي/ نوكيا"، "مايكروسوفت ماركت".
ويؤكّد الشريك في شركة "البرمجة العصرية لتكنولوجيا المعلومات" عبدالله فزع انّ تطبيقات الهواتف الذكية غيّرت من سلوكيات استخدام جهاز الهاتف الخلوي، وذلك مع محاكاة هذه التطبيقات جميع تفاصيل الحياة اليومية للمستخدمين، كما انّ هذه الخدمات خلقت صناعة قائمة بحد ذاتها ساعدت الكثير من الشباب المتخصصين في تطوير تطبيقات الهواتف الذكية في خلق اعمالهم الخاصة في هذا المجال.
واوضح فزع ان التطبيقات تنقسم بين مجانية او مدفوعة، فيما يكون هنالك تطبيقات مجانية بشكل كامل، واخرى مجانية في التحميل وللحصول على معلومات او خدمات فرعية ضمن التطبيق يصبح هذا الجزء الفرعي مدفوع، وقال ان التطبيقات المجانية هي الاكثر طلبا من غيرها.
وتقول دراسات عالمية بان التطبيقات المجانية تشكل نسبة تصل الى 90 % من إجمالي التطبيقات التي يجري تحميلها من المتاجر الإلكترونية العالمية حول العالم.
وفي السوق المحلية تشير التقديرات بان اكثر من 50 % من مستخدمي الهواتف في المملكة هم يستعلمون هواتف ذكية، وكانت دراسة سابقة لـ"المرشدون العرب" المتخصصة في قطاع الاتصالات بأنّ 61 % من إجمالي مستخدمي الهواتف الذكية في المملكة يستخدمون تطبيقاتها.