مالى..وانا مالي

يسار خصاونة

وامعتصماه كلمة أصبحت من التراث العربي كلمة مهجورة ، أو متروكة ، أو منبوذة ، أو في أحسن الحالات من الكلمات الموضوعة على الرف بكامل غبارها ، وامعتصماه كلمة تثير الضحك ، والسخرية ، وهي في قاموس اللامعقول مثل فيلم هندي .

وامعتصماه كلمة فاجأتني اليوم بكامل شموخها ، وعزتها تدق باب نخوتي ، وتدفعني إلى قراءة آخر الأخبار ، ونزولاً عند رغبتها وإلحاحها قرأت في جريدة اليوم ما يلي

1--القوات الفرنسية تواصل غاراتها الجوية على المقاتلين الإسلاميين في مالي

وتقتل مئة مسلم ، واستشهاد طيار فرنسي بأيدي القتلة المسلمين

أقول ساخراً من أمة لم يلامس نداء وامعتصماه نخوتها : أعزيكم بالشهيد الطيار الذي استطاع أن يقتل عشرين مسلماً ، لا يعرفهم ، ولم يقابلهم يوماً ، لكنه كان يكرههم فقط ، وأرجو تبليغ تعازينا إلى عائلته ، ونطلب له الجنة مع شهداء أمريكا في أفغانستان وأقول ساخراً مرة ثانية شكراً أيها الجيش الفرنسي ، وشكراً قبلك للطائرات الأمريكية التي تقصف في الصومال ، والفلبين إسلاميين متمردين ، وفي اليمن وباكستان إسلاميين متشددين ، وفي سوريا تقف بكامل شراستها مع إسلاميين متطرفين ، شكراً لكم فقد لبيتم نداء – وافرنساه / وا أمريكاه ، بالفعل شكراً لكم فلولاكم ما عادت إلى ذاكرتي وامعتصماه ، وألفت أنظاركم أن هناك إسلاميين في السودان ، ومصر ، وتونس ، وليبا ، وبقية الوطن الإسلامي، وأن أفغانستان ما زالت تعتبر الكعبة قبلتها ، فأين انتم من هؤلاء المتدنيين الذين يصرون بقوة على عبادة الله الواحد الأحد ، أنقذونا منهم ، فقد ملأوا حياتنا رهبة من الله واستهزاء بكم ، أعيدوا هيبتكم أمامهم فما زالوا يقولون لا إله إلا الله ، بينما الذين يستنجدون بكم يقولون لا قوة إلا بكم ، ولا نصر إلا مع مقاتلاتكم ، ولا أمن إلا مع جرائمكم .