اعصار وضحى والعاصفة الثلجية وادارة الازمات


تشكل إدارة الازمات واحدة من المصطلحات الحديثة المتجددة في علم الادارة والتي تعني" هي العملية الإدارية المستمرة التي تهتم بالتنبؤ بالأزمات المحتملة عن طريق الاستشعار ورصد المتغيرات البيئية الداخلية أو الخارجية المولدة للأزمات وتعبئة الموارد والإمكانات المتاحة لمنع أو الإعداد للتعامل مع الأزمات بأكبر قدر ممكن من الكفاءة والفاعلية ، وبما يحقق أقل قدر ممكن من الأضرار للدولة او منظمات الاعمال وللبيئة وللعاملين مع ضمان العودة للأوضاع الطبيعية في أسرع وقت وبأقل تكلفة ممكنة.
إن هذه التقدمة تاتي مواتية للظروف الجوية الحالية والانخفاظ الشديد وغير المتوقع لدرجات الحرارة التي مررنا بها في الايام السابقة وكمية تساقط الامطار بالاضافة الى موجة الثلوج الكثيفة والتي سبقها اعصار وضحى ، وان هنالك جملة من الملاحظات التي ظهرت المتعلقة بكيفية التقليل من المخاطر والاضرار المتوقعة من ذلك ، ومدى اتخاذ الاجراءات الاحترازية ومبدأ التحوط للمساعدة في مواجهة هذه الازمة من قبل الجهات المختصة والذي بين سوء التنسيق ما بين كافة قطاعات الدولة سواء أكانت امانة عمان الكبرى ووزارة الاشغال العامة ووزارة البلديات ودائرة الارصاد الجوية والوسائل الاعلامية بكافة انواعها المرئية والمقرؤة والمسموعة وغيرها، وكذلك مدى عدم التزام المواطن بتطبيق التعليمات الصادرة عن الجهات المختصة بهذا الخصوص ولما كان له تاثيرسلبي ومادي على كافة افراد المجتمع الاردني .
ان الدور السلبي لامانة عمان الكبرى ووزارة الاشغال العامة وفي كافة المشاكل التي رافقت حالة الاعصار المطري الذي ادى الى اغلاق المناهل وتجميع المياه في بعض الانفاق والانهيار في بعض الشوارع يظهر مقدار عدم الالتزام بشكل ملائم في تنفيذ العطاءات المرتبطة بهذه الانفاق وبعض الشوارع مما ادى الى حدوث بعض الكوارث والمخاطر وكشق المستور بالفساد المالي الذي رافق مثل هذه العطاءات وكذلك عدم عمل الصيانة اللازمة تحضيراً للموسم الشتوي.
وبالرغم من الاعلام السابق بوقوع هذه الازمة الا انه تبين عدم التحضير الكامل لخطة الطوارىء المناسبة من قبل شركة الكهرباء والجهات الوزارية المختصة وهذا ما تبين بالانقطاع المتعدد للكهرباء في عمان وكذلك في مدن اخرى وغيرها والذي كان له الاثر والانطباع السلبي من قبل المواطنين خاصة في ظل هذا الشهر شديد البرودة ، ومدى حاجة الناس الى التيار الكهربائي للمساعدة في قضاء حواجهم والنزاماتهم مما اثر سلبياً عليهم ، علماً بانه لم يكن هنالك اي نوع من الاعلان المسبق عن اماكن انقطاع التيار الكهربائي .لذا على شركة الكهرباء ان توفر الحلول البديلة لمواجهة مثل هذه الازمات الطارئة ، وان تسعى جاهدة الى الاستفادة من توزيع اعباء الاحمال المتعلقة بالتيار الكهربائي وكيفية حجب الكهرباء عن المناطق بطريقة منظمة ومعلنة سابقاً دون الاضرار بمصالح مشتركيها والمستفيدين من هذه الخدمات .
ظهر الدور الايجابي للقوات المسلحة والامن العام والدرك والدفاع المدني والمؤسسات الاعلامية العامة والخاصة من تلفزيون واذاعة وصحف يومية ومحطات الاف ام ايضا في توعية ومساعدة المواطنين ومساعدة المؤسسات العامة في تادية واجباتها .
اثبتت الصحافة الالكترونية ان لها دور بارز حتى في مثل هذه الظروف الجوية وافضل كفاءة من الصحف اليومية وعلى الرغم من وجود مواقع الكترونية خاصة بها ، وذلك من حيث الحصول على الخبر والتواصل مع المواطنين في كافة ارجاء المملكة والاستفادة في نقل المعلومة للمواطنين داخل وخارج المملكة .
ومع هذا فلا بد من تقديم كل الشكر والتقدير لكافة المؤسسات المعنية من دفاع مدني وام عام وقوات مسلحة ووسائل اعلام ودائرة الارصاد الجوية ومؤسسات القطاع الخاص وكل من شارك في التخفيف من عناء هذه العاصفة الثلجية واعصار وضحى والتي اثبتت هذه المؤسسات على انه من خلال وضع الخطط الطارئه السابقة والتحضير المسبق لاي ازمة نستطيع السيطرة عليها وتحية لكل نشامى الوطن والشكر لله على نعماه.
bsakarneh@yahoo.com