اللقيط ابن الزنا!

إنت مش ابني.. إنت لقيط.. وجدناك رضيعا تبكي على باب الجامع، وفي روايات أخرى اكتشفناك تبكي في صفيحة القمامة.. عزيزي الشاب أو الشابة صديقي الكهل صديقتي الشابة.. أخي المراهق أختي الشابة أيضا.. هل قيلت لك تلك الكلمات وأنت صغير على سبيل الدعابة السمجة وعقابا لك على تصرفاتك وأفعالك.. ماذا كان رد فعلك إذا كانت قد قيلت لك وإن كنت تتذكر؟ هل تتذكر هذا الشعور المخيف بالخوف والوحدة والقلق من أن ينفض كل أهلك من حولك؟ هل تتذكر الريبة والنظرة المترددة المرتعشة التي شعرت بها وأنت تتخيل وقتها أن غدا لن تجد أحدا حولك؟ لو لم تتذكر أو لم يحدث معك ذلك أساسا.. حاول أن تتخيل هذا الشعور.. تخيلته؟ هذا هو شعور المنتخب المصري الذي اكتشف أنه لقيط بعد أن أوشك على دخول مرحلة الشيخوخة!


نعم المنتخب المصري الكل يتعامل معه على أنه ابن غير شرعي، هو ابن حرام.. أو ليس ابنا من الأساس، لا أحد يقف جواره لا أحد يدعمه، ولما يدعموه وهو لم يعد مصدر دعاية وبروباغاندا لأصحابه، لما يدعمونه وهو لم يعد وسيلة لغسيل الأموال كما كان سابقا، ولم يعد بوقا للدعاية كأوقات سابقة فلما يدعمونه؟ أسمعك تقول لأنه يحمل اسم مصر.. ولهذا السبب هم لا يريدونه.. لم تفهم؟ سأشرح لك..


بماذا تفسر عزيزي القارئ ألا تذيع أي قناة لمباراة منتخب مصر؟ بماذا تفسر أن تذاع كل مباراة على قناة شكل في الوقت الذي تذيع فيه قناة الدولة والقنوات الرياضية الخاصة شلبوكة وشوشو وهم يفتون ويحللون في أي فتي فارغ؟


سأزيد عليك لماذا لم تلجأ قنوات الرياضة لمتابعة المباراة ونقلها؟ باختصار هناك سبب واحد..


هو لأن هذه القنوات أساسا مملوكة لجهات غير محددة الهوية وحتى لو عرفناهم فلا نعرف مصدر أموالهم ولا سبب إنفاقهم.. إذا مصر لا تفرق معهم ما يصنع الفارق معهم هو أموالهم ودورتها من الداخل للخارج ومن الخارج للداخل، وبالتالي فمتابعة المنتخب وإعادة الناس للالتفاف حوله أمر قد يهدد البلد بالاستقرار ولو استقرت سيساءلون من أين لكم هذا، وبالتالي فمن الأفضل أن يظل منتخب مصر لقيطا لا أحد يهتم به ابن زنا لا أحد يريده..


بنفس المبدأ الذين يولولون لإعادة الدوري من خلال منابر هذه القنوات هم لا يريدون عودته فعليا لأن عودة الدوري تعني استقرار البلاد كاملة وستصرف الناس عن الجدل السياسي السفسطائي الدائر مما لا يخدم أهدافهم..


إذا الإعلام تخلى عن المنتخب لأسبابه.. وعموما هو أب لا يشرف أحد أن ينسب إليه.. ماذا عن اتحاد الكرة؟ هو بلا هوية ولا مضون ولا شكل.. اتحاد يديره إعلاميا "عزمي مجاهد" فكيف يمكن أن تتخيل أنه سيكون اتحادً ناجحا؟


اتحاد كرة يديره من دخل الانتخابات كنزهة وللتعرف على الناس فوجد نفسه رئيسا نكاية من أبو ريدة وشوبير في المرشحين الآخرين.. اتحاد لم يعرف بعد كيف يدير ولماذا يدير وعلى أي أساس يدير..


اتحاد كل همه سبوبة الدوري والنقل التليفزيوني، وعقود الإعلانات، فلماذا سيشغلون أنفسهم بإثبات بنوة "منتخب مصر"؟.. يتركونه يلعب أينما يلعب، ينزل في فنادق أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها لا تصلح لاستضافة فرق دوري درجة ثالثة في دولة فقيرة، يتركون أندية تستحوذ على لاعبيها لالتزامات دعائة على حساب المنتخب.. هكذا يتعامل الاتحاد مع "المنتخب"..


أوحوا إلينا أن منتخب مصر لم يعد محبوبا من الشارع المصري، فصدق البعض.. قالوا أنه لا يحقق ربحا وأن مبارياته لا تحقق مشاهدة، وصدقنا.. ولكن الحقيقة كل هذا كذب وافتراء..


قد لا يجلب منتخبا مصر دعاية وإعلانات لأن الفاسدين لا يريدون أن يستعملوه إعلاميا، ولكن نسب المشاهدة والمتابعة مازالت كما هي ويكفينا الدليل من "تحليلات جوجل"، ومن تحليلاتنا الخاصة لزوار الموقع وبعض المواقع المنافسة والتي حققت فيها أخبار المنتخب ومبارياته أعلى زيارة.. هم كذبوا مازال المنتخب محبوبا، ومازال الشارع يدعمه ولكن الفاسدون يرفضون أن يلتف الناس حوله فيوحون لنا أنه لقيط أو ابن "زنا" ولكنه أشرف من أشرف واحد فيهم وكلنا حول منتخب مصر مهما خسر ومهما كره الكارهون!