إسرائيل دولة عظمى وأميركا دولة تابعة!

هل تعتقد أن أميركا دولة عظمى وأن إسرائيل دولة صغيرة تابعة للدولة العظمى؟ فكر مرة أخرى ، وستجد أن العكس هو الصحيح ، فأميركا هي التابع ، وإسرائيل هي الفاعل في العلاقات بينهما مما يجعل أميركا في خدمة إسرائيل وليس العكس.
الرئيـس الأميركي باراك أوباما اختار هاجل ليشغل منصب وزير الدفاع ، وفجأة تصاعدت الاعتراضات على هذا الاختيار بحجة أن المذكور ليس متعاطفاً مع إسرائيل بالدرجة الكافية لدرجة أنه ليس متحمساً لضرب إيران عسكرياً أو لاستعمال القوات المسلحة كأداة في السياسة الخارجية.
في إسرائيل وزير واحد عبـّر عن القلق من اختيار هاجل وزيراً للدفاع الأميركي ، أما في أميركا نفسها ودوائر مجلسي النواب والشيوخ فهناك ضجة كبرى وتهديدات بعدم المصادقة على تعيينه لأنه في نظرهم لا يتمتع بأهم المؤهلات الواجب توفرها في وزير أميركي وهي الولاء لإسرائيل أولاً.
الإدارة الأميركية ليست مغرمة برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ، ولكنها لا تجرؤ على التدخل او مجرد إبداء الرأي ، في حين أن إسرائيل تستطيع أن تضع فيتو على أي مسؤول أميركي لا يعجبها.
هاجل أسرع بإعلان تأييده المطلق لإسرائيل، ولكن هذا الإعلان لم يشفع له ، وستكون أمامه معركة شاقة في مجلس الشيوخ للحصول على التثبيت ، ليس مع أعضاء الحزب الجمهوري المعارض فقط ، بل مع أعضاء من الحزب الديمقراطي الحاكم أيضاً ، ذلك أن الولاء لإسرائيل يحظى بإجماع السياسيين ، وبعكس ذلك يخاطرون بمستقبلهم السياسي ، ويتعرضون للهجوم من منظمات الضغط اليهودية ووسائل الإعلام المنحازة والجاهزة للتدخل السريع.
السياسيون في العالم يعرفون من هي الدولة العظمى ومن هي الدولة التابعة ، ولذلك يحاولون الوصول إلى قلب أميركا من خلال البوابة الإسرائيلية.
إسرائيل ليست دولة عظمى تجاه أميركا فقط ، بل تجاه العالم كله ، فلا يستطيع أوروبي مثلاً أن ينتقد سياساتها تحت طائلة الاتهام باللاسامية.
وإسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تستطيع التمرد على عشرات القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس امنها دون أن تدفع ثمنأً. وهي الدولة الوحيدة المسموح لها باحتلال أراضي الغير في عصر لم يعد فيه احتلال ، وأن يسكت العالم على تمييزها العنصري في عالم سقط فيه نظام الفصل العنصري.