أزمة (الطائرة) تراوح مكانها .. وتدخل (الأولمبية) مطلوب لنزع فتيلها ؟!
ظلت أزمة الكرة الطائرة مع دخولها الشهر الثالث تراوح مكانها دون ان تبادر اللجنة الاولمبية الى نزع فتيلها، فان لم تفعل هي ذلك بصفتها المظلة الرسمية للرياضة الاردنية، فمن بمقدوره ان يعيد الدفء الى اجواء اللعبة ويدفع باتجاه اقلاع «الطائرة النادوية» نحو آفاق المنافسة مجددا؟!.
تكمن الأزمة في الخلاف الناشب بين تسعة من الأندية الممتازة والاتحاد، ويحتاج تجاوزها الى تضافر كل الجهود المخلصة من اجل وأد الخلاف نهائيا بتحكيم لغة العقل والمنطق لتكون المصلحة العامة هي الأساس الذي يستند عليه أي حل.
عقدت الاندية التسعة: الوحدات، الكرمل، البقعة، شباب الحسين، وادي موسى، العودة، المحطة، المهندسين والشعلة عدة جلسات ربطت فيها تراجعها عن تجميد مشاركاتها في بطولات الاتحاد بتحقيق مطالبها وفوضت مكتبها التنفيذي باجراء الاتصالات مع الجهات المسؤولة.
نرى بأن حل الازمة قبل الانتخابات القادمة للاتحادات التي لم يحدد موعدها افضل لأن اطالة فترة الازمة لن يكون في مصلحة الكرة الطائرة الاردنية وسيترتب عليه نقلها الى الاتحاد الجديد.
من البديهي إنّ أي خلاف بين طرفين إن تعمّق يحتاج الى تدخل طرف ثالث يساهم في ترطيب الاجواء والوصول الى حل مقبول إن لم يفرضه بحكم مسؤولياته.
وفي هذه القضية تحديدا من غير المقبول أن يبقى الخلاف قائما لتشتد عواصفه مع مرور الأيام بانتظار ان يهبط الحل عبر «البراشوت»، فيقينا لا تحل الازمة دون تدخل الجهة المسؤولة عن الرياضة الاردنية ما دام ان الطرفين متمسكان بمواقفهما لأن بقاءها في موقف المتفرج يفاقم الازمة وهذا ما لا نريد الوصول اليه!.
من المعلوم ان اللجنة الاولمبية بحكم مسؤوليتها المباشرة عن الرياضة الاردنية تمنح الاتحادات وهيئاتها العامة هامشاً من التحرك لانهاء أي مشكلة تواجهها وتقوم بالتدخل حينما يتطلب الأمر ذلك.
من هنا نسأل بعد ان بادرت الاندية الممتازة الى تجميد مشاركاتها المحلية وعدم اعادة قيد لاعبيها لدى الاتحاد: ماذا بقي من اوراق للحوار فإن لم تتدخل اللجنة الآن فمتى ستتدخل لانهاء الازمة؟!.
في سياق ذي صلة، تؤكد ازمة «الطائرة» الحاجة الى وجود لجنة لفض النزاعات تنبثق عن اللجنة الاولمية تتولى التدخل في الازمات العميقة بين الاتحادات والاندية من اجل حلها لاختلاف مرجعية كل طرف في الخلاف، فالاتحادات مرجعيتها اللجنة الاولمبية والاندية مرجعيتها المجلس الاعلى للشباب.
التسويق وتقليص المخصصات
نتوقف عند ما كشف عنه مؤخرا سليمان الحافظ وزير المالية بخصوص اقرار الموازنة العامة لعام 2013 بقوله: يبلغ العجز في الموازنة ملياراً وثلاثمائة وعشرة ملايين دينار.
نربط ذلك بما صدر عن اللجنة الاولمبية قبل نحو ثلاثة شهور من ان موازنتها للعام الحالي ستتقلص بنسبة 35% موزعة على مواردها الثلاثة 15% الصندوق الوطني لدعم الرياضة و10% المجلس الاعلى للشباب و10% وزارة المالية.
هذا يعني على ارض الواقع ان تبدأ الاتحادات من الآن مشوار التسويق الذي اوقفه معظمها منذ عدة سنوات بعد ان جعلتها المخصصات المقدمة لها من اللجنة الاولمبية في بحبوحة ، لا يمكن ان يأتي الحل على حساب الأجهزة الفنية واللاعبين لكن يمكن ان يأتي عبر الغاء المشاركات السياحية للمنتخبات!!.
دعونا نختصر من الانفاق غير الضروري في ظل العجز العجز المالي في موازنة العام الحالي وفي ظل المديونية الكبيرة للاردن التي وصلت الى نحو (16) مليار دولار.
مدربونا .. وحديث جوارديولا
ما قاله جوارديولا مدرب برشلونة السابق في مؤتمر صحفي على هامش حفل جائزة الكرة الذهبية الذي نظمه «الفيفا» الاثنين الماضي ردا على سؤال حول وجهته التدريبية المقبلة يستحق التوقف عنده طويلاً :»سوف اكون شخصا يفتقر الى الاحترام اذا تحدثت عن اي فريق لديه مدرب (في الوقت الحالي)».
هذه هي اخلاقيات المدرب الكبير والقدير وهذا النمط يفترض ان يؤطر سلوك المدربين، فأين نحن من ذلك؟!.
للأسف نجد عندنا بعض المدربين يحفرون لزملائهم باحاكة المؤامرات ليحلوا مكانهم، ونجد في بعض الالعاب مساعداً للمدرب يقود حملة تسميم علاقة المدرب باللاعبين والاتحاد ويلجأ الى الافتراء والدس بما يجعله يحقق مراده!.
يبقى جوارديولا الذي حصل على (14) لقبا من اصل (19) لبرشلونة في السنوات الثلاث التي قاده فيها نموذجاً محبباً يفترض ان يؤطر سلوكه خلالها مهنة التدريب عندنا.
الدوري الاسباني الاقوى
اختيار جميع لاعبي فريق العام في حفل «الفيفا» الذي اقيم الاثنين الماضي من الدوري الاسباني يؤكد على انه الاقوى في العالم.
الاختيار شمل خمسة من لاعبي ريال مدريد هم كاسياس وراموس ومارسيلو و الونسو ورونالدو وخمسة من برشلونة هم بيكيه وتشافي وانييستا وميسي والفيس ولاعب اتليتكو مدريد فالكو.
قائمة فريق العام خلت من لاعبين شاركوا في دوري كل من انجلترا وايطاليا والبرازيل والارجنتين والمانيا رغم ارتفاع ايقاع المنافسة هناك ووجود نجوم في منتخبات بلادهم لكن رغم ذلك لم يصدر اي انتقاد لهذا الاختيار.
نتطلع بشوق الى اليوم الذي نشاهد فيه لاعبا اردنيا يكون ضمن نجوم النخبة القارية وهذا لا يتحقق دون الارتقاء بالمستوى الفني للدوري وهذه ليست مسؤولية الاتحاد وحده بل معه الاندية والمؤسسات الوطنية لتقدم الدعم المالي الذي يعزز مساعي التطوير.
علاقة الاتحادات بـ الاعلام
تعتبر اللجنة الاولمبية الاعلام الرياضي شريكها الاستراتيجي في عملية تطوير الرياضة الاردنية التي بدأت منذ توليها المسؤولية الكاملة عام 2003.
في الاتحادات هناك من لا يؤمن بهذا النهج ولا يقر بالشراكة لهذا تجده يجدف في الاتجاه المعاكس، يستعدي الاعلام على لعبته ويسعى لحجب اخبارها عنه ويضرب عرض حائط بتوجيهات اللجنة الاولمبية بمرافقة اعلاميين للمنتخبات في مشاركاتها الخارجية !!.
في ريال مدريد ابلغ رئيسه بيريز ان علاقات النادي مع الاعلام بحاجة للتحسين لهذا بدأ اللاعبون بعقد مؤتمرات صحافية بشكل منتظم من جديد مما يشير إلى ان النادي عازم على تحسين علاقته بوسائل الاعلام ولا يريد التركيز على مدربه مورينو المثير للجدل.
الى ذلك نقول: سقط الستار الحديدي المفروض على لاعبي الريال واخذوا ينفتحون على الاعلام فمتى تنفتح بعض الاتحادات والاندية عندنا على الاعلام وتؤمن بانه شريكها الاستراتيجي في التطوير؟!.
ارقام.. للتأمل
قال العداء الجامايكي بولت الذي يطلق عليه لقب «الاعصار» في الحفل السنوي لاتحاد بلاده:»خلال العام الحالي، وضعت نصب عيني تحطيم اكبر عدد من الارقام القياسية، احد اهدافي هو النزول تحت حاجز «19 ثانية وانا سأعمل لكي احقق هذا الهدف».
كلام بولت الذي دخل تاريخ العاب القوى من بابه العريض عندما بات اول عداء يحتفظ بألقابه الاولمبية الثلاثة في 100و200م والتتابع 4×100م، نأمل ان يكون اطلع عليه عدّاءو المنتخب الوطني الذين كرمهم الاتحاد في حفل اقيم مؤخرا لانجازاتهم ولتحطيمهم الارقام القياسية.
نجزم بان ارقامنا ما زالت بعيدة جدا عن الارقام العربية والقارية والعالمية وان قاعدة اختيار اللاعبين لدينا ضيقة جدا كما نجزم بان جامايكا ليست دولة غنية لكن اتحادها الوطني استطاع ان يقدم للعالم بطلا يشار اليه بالبنان جعل بلاده تشتهر في ام الالعاب فمتى يقدم اتحادنا لنا بطلاً على غرار بولت؟!.
بلغ اجمالي عدد الحاضرين لتدريب برشلونة خلال الاسبوع الماضي نحو 14 الف مشجع وقد اعتاد النادي في بداية كل عام على اقامة مران مفتوح يسمح للجماهير بحضوره.
نسأل: متى نشاهد هذا العدد في منافسات الدوري عندنا ، فمباراة واحدة وربما اثنتان تشهد حضورا جماهيريا وبقية المباريات العزوف الجماهيري عن الحضور فيها لافتا حتى إلى ان بعض المباريات يزيد عدد افراد الدرك فيها عن الجمهور!!.
الرأي - غازي القصاص