وهم الكونفدرالية

يتم التراشق بين معسكرين،الاول يريد كونفدرالية منذ هذه الايام،بين الاردن والدولة الفلسطينية التي لم تقم بشكل كامل،وحصلت على عضوية مراقب في الامم المتحدة،وبين فريق يراها مجرد التفاف سلبي وتطبيق مباشر للوطن البديل.

آخرون يقولون لننتظر حتى تقوم الدولة الفلسطينية كاملة ويتم حل مشاكل القدس والنازحين واللاجئين والحدود وبقية القضايا وعندها ستتم مناقشة موضوع الكونفدرالية بحيث يأتي بعد استفتاء بين دولتين،وشعبين.

السرالذي لايكشفه احد في عمان يتعلق بوجود حسم لعدم قيام كونفدرالية مع الدولة الفلسطينية بصيغتها الحالية،وضد قيام الكونفدرالية ايضا مع الدولة الفلسطينية حتى لو اكتملت وقامت واصبح لها عاصمة وحدود وتم حل كل المشاكل العالقة.

هذا السريعرفه النافذون في الدولة الاردنية،ولايجاهرون به،وهم يعتقدون انه لاسبب لقيام كونفدرالية لاحقا بين الدولة الاردنية والدولة الفلسطينية اذا اكتملت،ويضيفون ايضا ان العلاقات ستكون علاقات ايجابية بين الاردن وهذه الدولة،مثلما هي ايجابية بين الاردن واي دولة عربية مجاورة.

يختمون رأيهم بالاشارة الى ان اي صيغة للكونفدرالية قبل الدولة اوبعد الدولة مرفوضة ولايريدها الاردن،لانها ستؤدي الى تعقيدات.

الاستفتاء لاحقا على الكونفدرالية غير مطروح لان المحللين يعتقدون ان الاغلبية في الضفتين ستصب لصالح الكونفدرالية لحساباتها المباشرة،وهكذا استفتاء محسوم النتائج مسبقا،لايراد ان يتم الذهاب اليه لاحقا،بسبب معرفة النتيجة مسبقا.

هناك تعقيدات تتعلق بالمواطنة في الدولتين فهناك مواطنة فلسطينية وهنا مواطنة اردنية لها جذور فلسطينية،وبالتالي فإن صيغة الكونفدرالية بين الدولة الاردنية والدولة الفلسطينية اذا اكتملت وقامت،ستؤدي الى اخلال بالديموغرافيا بغض النظرعن التسميات القانونية للمواطنة،وستؤدي الى تداعيات كثيرة ليس هنا مكان شرحها.

هذا يعني ان صيغتي الكونفدرالية بين الاردن وفلسطين،غير واردتين حاليا ولامستقبلا،فلا الصيغة مع دولة غير مكتملة اي الموجودة حاليا،ممكنة،ولاالصيغة مع دولة قائمة ومكتملة مطروحة،وكل سيناريو الكونفدرالية غير مطروح في طوابق القرارالعليا في الاردن.

تبريرذلك سهل:لماذا نقيم كونفدرالية مع الدولة الفلسطينية اذا اكتملت،حصرا،ولماذا لانقيمها مثلا مع العراق او سورية او مصراو اي دولة اخرى،وهذا بالتأكيد غير وارد،وبالتالي فأن حصر الكونفدرالية مع الدولة الفلسطينية امرغيرمطروح،وكل ماهو مطروح علاقات متميزة مثل اي علاقات اخرى متميزة بين الاردن ودول اخرى.

كل الصيغ الوحدوية تعني في ظل هذه الاوضاع،خدمة لاسرائيل فقط،على حساب الاردنيين والفلسطينيين،والذي يفكر بعيدا عن العاطفة والرغبات سيعرف ان كل المشاريع يتم اعدادها خدمة للاحتلال على حساب اهل الاردن وفلسطين معا.

الكونفدرالية غير واردة لا اليوم ولاحتى بعد قيام الدولة الفلسطينية،ومن مصلحة الجميع ان تتم حماية الاردن ومساعدة الفلسطينيين لاستكمال مشروعهم الوطني بعد اكثر من ستين عاما من التضحيات الدموية.

يبقى السؤال:لماذا لاتجاهرعمان بقرارها غير المعلن بأنها لاتريد الكونفدرالية حتى لو قامت الدولة الفلسطينية واكتمل قيامها؟!.