أكدت المعلومات
الواردة من مطار تفتناز والمعلومات العسكرية الرسمية أن اشتباكات عنيفة اندلعت منذ
عدة أيام في محيط المطار، وتم إخلاء المطار من الطائرات والتجهيزات العسكرية المهمة
بالإضافة إلى الضباط والطيارين والجنود، وأشارات المعلومات أن هناك بعض المسلحين دخلوا
إلى بعض الأبنية التي تعتبر كمرآب كان يستخدم للصيانة على طرف مطار تفتناز.
وحسب المعلومات
كان إخلاء الضباط والجنود والأبنية التي كانت تستخدم في الصيانة بقرار من الجيش السوري،
وأفادت المعلومات أنه خلال الساعات القادمة سيكون هناك قصف للجيش السوري على بعض الابنية
في محيط مطار تفتناز والتي يتواجد فيها بعض عناصر المجموعات المسلحة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل فعلا إستطاعت ميليشيا الحر السيطرة على المطار العسكري
في تفتناز، ولماذا تعلن الكتائب المهاجمة خبر سقوطه كل يوم، وكيف يمكن
تصديق الأخبار التي تبثها ميليشيا الجيش الحر، وهي التي كانت قد اعلنت في
وقت سابق خبر مقتل قائد مطار تفتناز و مسؤول الاتصالات فيه ثم سرعان ما
تبين أن الخبر عار عن الصحة بدليل تخبط إعلام المعارضة في كيفية نقل الخبر،
خصوصا وان المفاجأة كمنت بعدم معرفة المجموعات المسلحة إسم قائد المطار.
الأخبار الواردة من مطار تفتناز تشير إلى "ان الجيش السوري
ما زال يبسط سيطرته بالنار بشكل كامل علىالمطار المذكور، وكل ما يقال عن
سيطرة المسلحين على اجزاء واسعة منه هي أخبار حقيقية ولكن زمن صلاحيتها
قصير، فقد حول الجيش السوري المطار الى موقع جذب للمسلحين الذي كانوا
يتعاملون في السابق مع المعارك من منطلق الكر والفر ، فاذا لاحقهم الجيش
السوري اختفوا في البساتين وفي القرى يتحولون الى مدنيين لا يفرقهم الجيش
عن المواطنين المغلوبين على امرهم بالتحريض او بالتهديد.
لذا سحبت القوات المسلحة السورية الطائرات وكل ما هو صالح
منها الى مدرج مؤقت في مدينة ادلب ثم سحبت القوى التقليدية من المطار
واستبدلتهم بمئات من نخبة النخبة في القوات الخاصة السورية ممن عادوا للتو
من دورات مكثفة استمرت ستة اشهر كان الهدف منها خلق الوية نظامية جديدة
تقاتل بطريقة تماثل حرب العصابات من حيث استخدام الانفاق والحرص على التخفي
والتعامل مع الامور دون العودة الدورية الى القادة في غرف العمليات ما جعل
من تلك القوة في تفتنازمهلكة للقوات المهاجمة التي يدعمها تخطيط محكم
وكثافة نيران امنتها لهم طرق الدعم من تركيا وغرف عمليات يقودها اوروبيون .
تراجع المهاجمون في اليومين الماضيين جراء تعرض مواقعهم
داخل المطار لهجمات غوارية قام بها الجنود النظاميون وعلى طريق اقضي عليهم
ثم اختف لتأتي الطائرات وتقصف نقاط تجمعهم الخلفية في مراكز الدعم وقد
شاركت المدفعية في قصف دقيق أدى إلى مقتل العديد من قادتهم، وابرزهم: همام
عبد القادر شنبو، خالد عكاشة (أبو مصعب)، رائد خليل الحلبوني (سياف) وهؤلاء
ينضوون تحت راية كتائب احرار الشام، ماهر محمد عبد الغني، إياد أحمد عساف،
امجد الحسين الديبو قائد كتيبة شهداء سراقب، مصطفى احمد عيروط، باسم محمد
السيد، ولكن الحدث الأبرز تجلى في تعرض قائد هجوم ميليشيا الجيش الحرعلى
مطار تفتنازمحمد صالح طحان لإصابة خطيرة نقل على إثرها إلى الداخل التركي"
حسبما ذكرت مصادر المسلحين لعربي برس.
الكتائب المولجة مهاجمة مطار تفتناز العسكري إجتمعت تحت
راية الجبهة الإسلامية السورية التي أصبحت تضم : كتائب أحرار الشام، جماعة
الطليعة الإسلامية،جبهة النصرة، ولواء داوود الذي يتبع صقور الشام، وبحسب
معلومات خاصة لعربي برس فإن "عناصر لواء داوود لم يشاركوا في عملية
الحصار، وإختفت آثارهم فجأة بعدما كانوا يتقدمون صفوف المقاتلين، بينما
تشير بعض الأخبار إلى إختلاف وجهات نظر قادة الكتائب عند وضع الخطط
العسكرية ففي حين تمسكت جبهة النصرة بالخطة التي وضعتها وفحواها: إقتحام
المطار في الليل، وإستقدام الكلاب لوضع ضوء متحرك في عنق كل منها، ثم تركها
تتحرك بحرية لإجبار حامية المطار على إطلاق النار عليها من اجل إكتشاف
التحصينات، ناقضت بعض الكتائب الأخرى خطة النصرة طمعا بالذخائر، فدبّت
الفوضى في صفوف الكتائب المهاجمة وإختلفوا على تقاسم الحصص، والمغانم حتى
قبل ان تبدأ المعركة، ولقد ترك هذا التخبط على مستوى القيادة اثرا سلبيا
على العناصر ".
المعلومات تلفت أيضا إلى "أن سوء السيطرة تجلى ايضا بقيام
بعض عملاء المخابرات السورية في الكتائب المقاتلة بتسريب أماكن تجمع
مقاتلي الميليشيات إلى الامنيين السوريين الذين يخترقون صفوف المسلحين
بكثافة ملفتة، وفي إحدى المعارك وقعت المجموعات التي كانت تستعد للتوجه
نحو مطار تفتناز في كمين نصبه الجيش السوري ما أدى إلى مقتل عدد كبير من
افرادها عرف منهم: أمجد غزوان عصعص، أحمد غزوان عصعص، محمد شعيب، أحمد
فاروق شعيب، عبد الرحمن محمود الخلف".
في فيديو بثته صفحات الثورة السورية يظهر العديد المهاجم
بكامل فخره بعد نجاحهم في اختراق المطار لكن ما لم تظهره الفيديوهات هو "
العاصفة الجوية " التي شنتها الطائرات السورية على المقاتلين المتطرفين
والتي قضت على القسم الاكبر منهم في ارض كانوا يتباهون بالوصول اليها
فاصبحوا في باطنها .