حراك الانتخابات يعلوا صوته فوق كل الحراكات

عامر المصري

المتابع والمتتبع للساحة الاردنية على الصعيد السياسي منذ سنوات تفاجأ كثيرا من الحالة التي يعيشها الشعب الاردني ، حيث ان هذه الحالة اثبتت وبالبراهين والدلائل ان الخلافات في الساحة الاردنية والاختلافات انما هي حول خلل في ادارة الدولة وضعف الحكومات وفساد بعضها ، ولم تكن تلك الحراكات والاحتجاجات خلال عامين كاملين ضد نظام الدولة كما حاول البعض ان يفسرها اويغيرها ويغير اهدافها ، ان حل مجلس النواب السابق الذي تسبب تزويره و ضعف اداءة وشخصياته المتسلقة بتاجيج الشارع هو ما تسبب بهدوء الشارع وبعد ان بدأت اجراءات العملية الانتخابية والتي تتسلسل مراحلها مرحلة مرحلة بكل وضوح وشفافية بدأ الحراك يندحر بسرعة فائقة ولم نعد نسمع عنه ابدا ، ومع بدء العد التنازلي ليوم التصويت هناك من يستعد وفي محاولة اخيرة لتعكير صفو ونقاء العملية الانتخابية من خلال مسيرة يوم 18 من الشهر الحالي والتي لم يلتفت لمن ينادي لها سوى الاقلية من اصحاب الاجندات الخاصة والتي ليس فيها سطرا واحدا للاردن و للاردنيين ، ليبقى رهانهم الاخير وفرصتهم الضيقة هو لحظة اعلان النتائج وما بعدها بساعات لكي يستغلوها في تهييج الشارع وادعاءات التزوير التي ستكون سندهم في تحريك الشارع مرة اخرى ، ان تلك الادعاءات ستفشل ايضا لاننا لم نشاهد لها اي دليل حتى هذه اللحظة ، وتبقى ثقة المواطن الاكبر واعتماده الاكيد على اجهزة الدولة المختصة والتي تعي جيدا كل ما يمكن ان يضعف حالة الاستقرار التي نعيشها في هذا الوطن ففي الاجهزة المختصة من يعي جيدا ومن يستعد بذكاء وقوه لردع كل من يحاول استغلال هذه الحالة الديمقراطية التي يتوقع الجميع شفافيتها ونقائها من اي شوائب تؤثر في مخرجاتها .

واخيرا فانه لا يجب ان نستبق الاحداث ولا يجوز باي حال من الاحوال ان نعتقد بان اخفاق مرشحنا او فوزه في هذه الانتخابات بسبب تدخل اي جهة باستثناء شخصية المرشح وقناعة الناخبين بصدقه ، لذلك علينا ان نفكر الف مره ومره ونقدم الف دليل ودليل قبل ان نستمع لاملاءات او تقارير او ادعاءات قد تبثها جهات داخلية او خارجية لاثارة الفوضى والفتنة خلال وبعد نجاح الانتخابات واعادتنا للمربع الاول ، نسال الله العلي القدير ان يحفظ هذا الانسان الاردني الذي ننتمي له فهو الوطن وهو من يستحق منا كل الانتماء والولاء .