ثورة الانبار بداية لتحولات شيعية ومواقف ثائرة على الحكومة

عبد الحسين المحنة


ان ما يشهده العراق اليوم هو صحوة وطنية عامة وغضب جماهيري عام لكل المحافظات العراقية الغربية والجنوبية ووسط العراق

وليس الغضب الشعبي مقتصرا في تظاهرات الانبار وحدها بل هو واقع العراقيين جميعا الشيعة قبل السنة وجميع المكونات العراقية الاخرى
الا ان الخديعة الكبرى والتي مازالت تؤثر في نفوس الشيعة باعتبار انهم هم الاغلبية ويجب ان تبقى القيادة بايديهم
ان المالكي ومنذ توليه السلطة رسخ مفهوم الخطر والتوجس وخوف الشيعة من البعث والسلفية والقاعدة فانتشرت ثقافة ( شر نعرفه افضل من شر التكفيريين والبعثيين)فأطمن المالكي من الشيعة وهي الاغلبية فاحرز بقائه في السلطة بهذه بثقافة خوف وذعر الشيعة من الغير مع انهم هم الاغلبية

وبعد هذه السنين من حكم المالكي اقتنع الشيعة اخيرا بوجوب زوال المالكي فكانت محاولات سحب الثقة
ولما لم تنجح تغيرت سياسة المالكي الى التهديد والوعيد للشيعة ولزعماءهم فحاول ان يفجر بيت السيد السيستاني وغيره من المراجع وهي رسالة في تصفيتهم في حال خالفوه ولم يفتوا ببقائه على الحكم

واليوم وبعد اندلاع الثورة في الانبار احتاج المالكي الى ثقافة تخويف الشيعة مرة اخرى بمحاولات صبغ الثورة السنية بصبغة الطائفية والمذهبية
ليحصل على التكتل الشيعي لجانبه
وكما هو المعلوم ان الخاسر الوحيد هو الشيعة

فقد استغل المالكي الشيعة واستنزفها وسخرها لطموحاته وبقائه في السلطة

الان ان الامل موجود في تغيير الواقع العراقي البائس بفضل وهمة الوعي الوطني والذي برزت بوادره من خلال مشاركة عشائر جنوب العراق الشيعية في تظاهرات الانبار

ومن خلال مواقف السيد مقتدى الصدر الاخيرة
الا انه لا يكفي فقط اعلان التضامن المبدئي بل يفترض بالسيد مقتدى الصدر ان يرشد العراقيين الى الخروج بتظاهرات في كل المحافظات فليس اهل السنة فقط عندهم مطالب انتفضوا من اجلها بل الشيعة وقع عليهم الضيم والظلم والبؤس والحرمان اكثر من غيرهم فهم اولى من الغير بهذه الثورة



كاتب ومحلل سياسي