المنخفض الجوي وتعطيل الموظفين

العميد المتقاعد بسام روبين

الحمد لله على نعمة الشتاء والحمد لله على نعمة الثلج والحمد لله على جميع نعمائه والتي لا تعد ولا تحصى اما ان تتوقف عجلة العمل مع اول منخفض ثلجي فهذا امر يحتاج الى توقف ودراسة من قبل الحكومة وقبل ان ابدا بالحديث اود ان اذكر نكتة الطالب الاردني الذي ذهب للدراسة في روسيا وعندما عاد الى الاردن بعد غياب دام سنوات ساله والده عن شهادته الدراسية فاخبره انه مازال معطلا كونه يشاهد الثلوج في كل صباح امام منزله واود ايضا ان اشير بانني عملت في سفارة المملكة الاردنية الهاشمية في انقرة لمدة عامين وكانت الثلوج تكسو الارض على مدار 5 شهور متتالية في كل عام وبدون فواصل وبارتفاعات مختلفه الا انني لم الاحظ ان عجلة العمل كانت قد توقفت في اي يوم من الايام على الرغم من ان درجات الحرارة كانت تصل الى 10 درجات تحت الصفر ولو ان الظروف تلك وجدت في الاردن لتوقفت عجلة الحياة لمدة 5 اشهر متكاملة وبتحليل بسيط نجد ان الفرق بين الاردن وتركيا هو ان وزارة البلديات في تركيا تقوم بواجباتيها على اكمل وجه ولديها خطط طوارئ حقيقية والعاملون في تلك الوزارة لديهم من الانتماء والاحلاص ما يجعلهم يعملون بدون رقابة وبنفس الوقت هنالك معززات مالية ومعنوية لاولئك الموظفين تدفعهم لتقديم افضل ما لديهم فقد كانت اليات فتح الشوارع تجوب الشوارع على مدار الساعة في كل منطقة بلدية اما نحن فلا اليات ولا استعدادات ولا خطط ولا معززات للموظفين ولكننا متخصصون في فتح غرف العمليات وعدم الرد على الهواتف وتوصية الوجبات لتلك الغرف يضاف الى ذلك ما هو اشد سوء وهو اننا اعلاميون من الدرجة الاولى بحيث اننا نشعر الغرباء اللذين يشاهدون الفضائية الاردنية بان الحكومة تقوم بدورها على اكمل وجه فها هو رئيس الحكومة يقوم بزيارة لمديرية الدفاع المدني والامن العام والدرك في هذا السياق وانني استغرب ذلك وكأن دولة الرئيس يريد ان يحمل تلك الاجهزة اعباء اضافية تتعلق بالمنخفضات الجوية نعم انا لا انكر ان هذه الاجهزة الامنية فاعلة في هذا المجال وفي اي مجالات اخرى فيها خدمة للمواطنين ولكن الواجب في مثل هذه الظروف والحالة يقع على عاتق البلديات وامانة عمان وليس على الاجهزة الامنية انني متيقن انه ولولا مشاركة الاجهزة الامنية لكانت نتائج هذا المنخفض صعبة وقاسية على الشعب وهذا يتطلب من رئيس الحكومة ان يعيد النظر في اداء وزارة البلديات والبلديات التابعة لها واداء امانة عمان .

ان من المحزن و المؤسف حقا ان يحصل ما حصل وان يكون مستوى الخدمات الحكومية المقدمة للشعب بهذا المستوى المتدني ولا يجوز لهذا الوضع الخدماتي المتردي ان يستمر كذلك بدون تحسين وتطوير, كفانا اعلاما رسيما لا ينقل الحقيقة ويركز على جزء منها كفانا قنوات تجامل الحكومة وتنافق لصالح المسوولين كفانا رياء .

علينا ان نواجه الواقع ونواجه الحقيقة ونكون صادقين مع انفسنا ومع شعبنا ونستفيد مما حصل وان يكون هذا درس لنا جميعا انني لا اسغرب وعلى الرغم من امطار الخيروتدفقها الى السدود ان تستمر عملية انقطاع المياه عن بعض الاحياء والمناطق والقرى ودون ان تحرك الحكومه ساكنا حيال معالجة هذه القضية الحيوية الهامه القديمة الجديدة .

سائلا العلي القدير ان يلهم الحكومة طريق الصواب لما فيه خير وخدمة المواطن بصدق وامانه ونزاهه.