كيف وصل الرئيس الأسد إلى دار الأوبرا ؟

ذكر زوار قصر دمشق على أن الرئيس الأسد لم يغير شيء من تصرفات حياته اليومية الخاصة والعامة وخصوصا بما يتعلق بأمنه وتنقلاته، وذاع صيت كبير، على أن الأسد لم يكثف أبدا من حمايته أو من برامج أمنه وأمانه.

وفي يوم السادس من كانون الثاني وفي وقت قريب من الساعة الثانية عشرة من ظهر ذلك اليوم، وصل الأسد الى دار الأوبرا القريبة جدا من ساحة الأمويين وسط دمشق في ظل كل الشائعات التي تتناول شخصه بأخبار باتت مضحكة ومدعاة للسخرية ممن يسوقها ويقسم على صحتها ومصداقيتها..ولكن الشغل الشاغل لمنجمي قنوات التخيل الاعلامي وصف الأخبار وبراءة تنويطها بما يجلب الزيارات والمشاهدات وما شابه، هو معرفة الطريقة التي وصل فيها الأسد إلى دار الأوبرا صباح يوم الأحد الممطر في عموم سورية ودمشق خاصة.

يقول المقربون من قصر دمشق على أن الأسد لم يتغير أبدا في تصرفاته وأسلوب حياته اليومي، فما زال يقضي وقته الطويل في لقاءاته اليومية واتصالاته الميدانية، ولبيته وأسرته وقت مخصص يقضيه بانتظام دون أي تغير على نمطه غير اللازم لقضاء بعض الأمور المستعجلة بما يهم الميدان السوري وما يشهده من تغيرات.

يتحدث أحد حراس مبنى الأوبرا الشهير وسط دمشق: كنت انتظر موكبه العظيم، كنت على علم بحضوره قبل ساعات، حضر الجميع من المسؤولين المدعويين لحضور الخطاب، ولم يحضر الرئيس الأسد، مرت العديد من المواكب ولم ينزل الأسد، أعلم كل العلم أن لا ممر أخر يدخل منه سوى البوابة التي أحرسها أنا منذ سنين.

يتابع الحارس: يقف معي العشرات من عناصر الحرس الجمهوري ينتظرون الأسد بفارغ الصبر، وحال من في الداخل ومن ينتظر امام شاشات التلفزة ايضا كما حالي أنا، فالانتظار والترقب هما عناوين اللحظة، برهة قليلة وتمر مواكب ضخمة، حدثني عنها أحد الجنود على انها ربما تقل رئيس الجمهورية العربية السورية الرئيس بشار الأسد، الا أن المواكب لم تكن كذلك، وتلا الموكب ذاته موكب اخر، ولم يكن الأسد بداخله.

بقي الأمر كذلك حتى وصلت سيارة سوداء منفردة، وصلت الى حيث أقف أنا عند البوابة، نزل شباكها وإذ بالرئيس الشاب يمد رأسه ويرمي السلام على أهل المكان بتودد مطلق وبضحكة اعتادها السوريون على مر السنين، بلا مرافقة ولا سيارات خاصة ولا مدرعة كما يفعل حكام الخليج والأمريكان وباقي العربان في هذه الأيام.

المشهد المعتاد الذي أحبه السوريون كل وقت، لم يختلف على الأسد أبدا، ولا حتى على من يزوره ويجالس مقامه البسيط، إلا أن ضحكته التي ينتظرها ملايين السوريين بين وقت وأخر، ظهرت في خطاب السادس من كانون الثاني، بلهجة تحدي وإعلان انتصار واعتبارات سيادية أكدها ببساطته الطبيعية وبتحكمه المنطقي بما أراده أن يصل لمن سيسمعه ويراه، ضامنا تأثره التام بهجومه القوي على حالات خصومه الواضحة تماما للأسد ومنذ وقت طويل.

كما طريقة الدخول، خرج الأسد محاطا بلفيف من الناس والحضور، وبسيارته الشخصية عاد لمكتبه، بينما خصومه خرجوا مذهولين من خطاب اتفق المحللون على أنه خطاب التحدي والنصر، في وقت صعب، لا رجعة فيه عن الاستقرار، والحل العسكري اللازم للقضاء على الدخلاء المرتزقة اللذين اغضبوا ولأتهم من كثر اخفاقاتهم الكبيرة والمتلاحقة أمام جيش الجمهورية العربية السورية وفي أكثر من موقع، فيما بقي الرداحون الموالون لكراسي أسياد الدواوين الملكية ينقلون لأسيادهم فقط نبأ أوحد لا يتغير، وهو مغادرة الرئيس الأسد لدمشق، واختبائه في مكان ما يعتقدون أنه اللاذقية أو ايران أو ربما موسكو، الا أن الأسد مازال في دمشق، ويلتقي ضيوفه ويخرج للكاميرات ويجري الاتصالات الدولية ويقر المراسيم ويتصدر عناوين الصحف والمجلات