رئيس الوزراء القادم !!!

بكل صراحة , أهم ما سيميز السنوات القادمة محليا وعالميا هو كثرة الأزمات وتنوعها , وأن الأزمات القادمة ستختلف في شكلها ومضمونها عن الأزمات الماضية والحالية , وستختلف أيضا في قوة تأثيرها مع اختلافات الأمكنة والأزمنة لها , وأن التخطيط لإدارة مثل هذه الأزمات , سيأخذ النسب الأكبر من بذل الجهد والميزانية في معظم الدول , مع التأكيد أن تاريخ الشعوب والمجتمعات الماضية في إدارة الأزمات المختلفة محفورا في ذاكرة البشرية سواء على صعيد الهدم أو البناء , والمشكلة الكبرى هنا هذه الأيام هي دخول الإعلام والإعلام غير المسئول على إدارة الأزمات الحاصلة , كدخول الإعلام على إدارة الأزمات السياسة والاقتصادية والاجتماعية , وغيرها من الأزمات على المجتمع . 

في هذا الوطن الطيب , وعلى مر الأيام فقد كان معيار نجاح أو فشل رؤساء الوزراء السابقين , يرحمهم الله , والرحمة تجوز على الإحياء منهم والأموات , هو القدرة العالية على كيفية إدارة دخول الإعلام والإعلام غير المسئول على إدارة الأزمات الحاصلة , حتى انه كان بالإمكان إعطاء كل رئيس وزراء سابق درجة من مئة على هذه الإدارات , وهذا ينسجم مع الحقائق العلمية الثابتة والتي مفادها , أن كل إنسان على هذه الحياة له قدرة واستعداد معين على كيفية إدارة الأزمات . 
 
نقول هنا : نتمنى لرئيس الوزراء الحالي طول العمر على قيد الحياة وعلى قيد رئاسة الوزراء , ولكن (سنة الله في الخلق) التغير والتغيير , وكما يقال لو دامت لغيره لما وصلت إليه , والآية الكريمة في قوله تعالى : وتلك الأيام نداولها بين الناس لعلهم يتفكرون , تؤكد مثل هذه الحقائق , حقائق التداول بين الناس , حيث أن تداول الأيام بين الناس قانون بشري اجتماعي يتم من خلاله المداولة للسلطة أو للمعرفة , والعالم الآن مشغول ومهتم في دراسة المعرفة والسلطة , ولكن كيف نأخذ الدروس والعبر من عملية التداول والمداولة ؟
إن توصيف شخص (رئيس الوزراء القادم) والملائم لمتطلبات الفترة القادمة الصعبة , يتطلب أن يكون لديه قدرات عالية على كيفية إدارة دخول وتداخل الإعلام والإعلام غير المسئول , على إدارة جميع الأزمات التي يتوقع أن تحصل في أية لحظة , وأستطيع القول هنا أن رئيس الوزراء القادم في وطننا الغالي والحبيب , وطن كل الهاشميين الكرام , سيكون شخصية قادرة دون أدنى شك على إدارة الأزمات , قادرة على إدارة دخول وتداخل الإعلام والإعلام غير المسئول , على الأزمات التي ربما تظهر في المجتمع . 

كيف لا وأن مؤسسة العرش الهاشمية , والمستشارين فيها , قادرين على مثل هذا الاختيار , في الوقت الذي أنجبت فيه وتنجب أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا في هذا الوطن مثل هؤلاء الرجال , والبحث عنهم يسير.