الشعارات الانتخابية وتأثيرها على نتائج الانتخابات

تتباين أهمية الشعارات الانتخابية ودرجة تأثيرها باختلاف المجتمعات والأنظمة السياسية التي تشرف عليها وتديرها، ففي بعض المجتمعات تعتبر هذه العملية عبارة عن إجراء شكلي وبناء عليه تعتبر في نظرهم قليلة الأهمية ، في حين تعتبر في حقيقة الأمر ذات أهمية عالية ، لأنها ترتبط بالديمقراطية الحقيقية وبالتعددية والتنافسية وتقود إلى مبدأ تداول السلطة ، فهي أيضا معقدة ومتشابكة الأطراف تتدخل فيها عوامل النظام السياسي وبيئته، وطبيعة النظام الانتخابي نفسه وضوابطه ، ودرجة الوعي السياسي للبيئة الانتخابية المجتمعية ، وأسس التصويت فيها سواء أكانت شخصية أو قبلية وطائفية .كما تختلف باختلاف المرشح ودوره وموارده المتعددة والمتشعبة المالية منها والثقافية والمجتمعية وقدرته على توظيفها واستخدامها للحصول على المقعد النيابي.
ولقد تعددت التعريفات التي تناولت مفهوم الشعارات الانتخابية فمن هذه التعريفات بأنه " اسلوب فني يستخدم للتأثير على الأفعال الإنسانية من خلال استخدام بعض الآليات لتنفيذها ، مع ضرورة ارتباط الشعارات بصفة عامة باستخدام اسلوب الإقناع لجعل المستقبل لها يتقبل وجهة نظر معينة أو القيام بعمل محدد، شريطة أن تتمتع تلك الشعارات بالبساطة وبعدم التناقض ، وأن يكون لها علاقة بواقع الأفراد المستهدفين في العملية الانتخابية ، لإنجاح هذه العملية .
بناءا على أهمية موضوع الانتخابات النيابية وشعاراتها الانتخابية ، ومدى دورها في نتائج الانتخابات فقد تبين وجود عدد من الاتجاهات والرؤى المتباينة حول مدى تباين تأثيرها ودورها على نتائج الانتخابات بما يلي:
الاتجاه الأول: يرى بضعف الدور الذي تلعبه الشعارات الانتخابية في التأثير على العملية الانتخابية أو حتى الانعدام التام لهذا الدور ، ويعود هذا الضعف بالنسبة لأصحاب هذا الرأي ، إما نتيجة النظام الانتخابي نفسه في المجتمع واعتماده على الدعم العشائري والشخصي أكثر من اعتماده على الشعارات والبرامج الانتخابية ، أو ناتج عن ضعف في صياغة الشعار الانتخابي نفسه الذي يأتي ضمن مصطلحات عامة ومجردة مثل الإصلاح السياسي ، والوطن للجميع، وحماية الوطن ، خاصة في ظل ضعف درجة الوعي السياسي والذي يفقد الشعار أهميته ، أو في ما يتعلق بدرجة الوعي السياسي أنفسهم وقدرتهم على تقييم السياسات والشعارات الانتخابية .
أما الاتجاه الثاني فيرى عكس ما يراه اصحاب الرأي الأول ، حيث يؤكد أصحاب هذا الاتجاه على أهمية دور الشعار الانتخابي في العملية الانتخابية ، ويرى البعض من أصحاب هذا الرأي أن ما يحققه المرشح في الانتخابات النيابية من دعم وانجاز ونجاح يعتمد على العملية التعبوية والشعارات الانتخابية التي يقوم بها الحزب أو النائب ، لكن تأثير تلك الحملات والشعارات الانتخابية يتوقف نجاحها أيضا على نوعيتها وأساليبها ، وعلى طبيعة النظام السياسي والمعتقدات السياسية للناخبين ، من ناحية أخرى يرى بعض الكتاب أن عملية التأثير المتبادل بين الشعار والبيئة الانتخابية في العملية الانتحابية تتأثر بطبيعة المواضيع التي تحتويها ، فمثلا هناك اختلاف في مطالب وحاجات جمهور الناخبين في الريف عن حاجات أبناء المدن ، والتباين أيضا واضح بين مطالب الفقراء عن الأغنياء ، وبين المتعلم من غيره.
كما تتأثر الحملات الانتخابية عادة بالبيئتين الداخلية والخارجية للدولة والمجتمع على حد سواء ، فالسياسة الاقليمية والدولية المحيطة بالدولة ، والعوامل التي تتعلق بالبيئة الداخلية وخاصة ما يرتبط منها بظروف وحاجات المواطنين المختلفة ، لا بد وأن تنعكس على طبيعة الشعارات التي يطرحها المرشح للانتخابات النيابية ، وعليه فإن الشعارات التي يتم طرحها خلال مرحلة الترشيح للانتخابات غالبا ما تأتي ترجمة وانعكاسا لطبيعة المرحلة ، والظروف السياسية التي تمر بها الدولة ، لذلك فإن تقييم أداء المجالس التشريعية والنيابية ، ومعرفة مدى التزام النواب بشعاراتهم وأطروحاتهم ، يتطلب إلقاء بعض الضوء على الأحداث والتطورات السياسية التي أحاطت بتشكيل تلك المجالس والاهتمام بها.
مضمون الشعارات الانتخابية
يعتبر محتوى الشعارات الانتخابية ومضمونها من أكثر وسائل الاتصال المستخدمة بين الفرد المرشح للفوز في موقع في مجلس النواب وبين المواطن الناخب الذي يمكن أن يتأثر في الشعار الانتخابي للمرشح ويختاره، ومن خلال الاطلاع على شعارات المرشحين الفائزين والمكرر فوزهم في المجالس السابقة نجد أن العديد من هؤلاء المرشحين قد فضل التركيز في شعارات حملاته الانتخابية على نوعية القواعد الانتخابية له ، فمنها ما يتصف بالعمومية مثل : الأردن أولا، والوطن للجميع، وخير الناس أنفعهم للناس، والوطن فوق الجميع ، وحماية مصلحة الوطن ، والتغيير والإصلاح ، كلها مفردات كانت قد حازت على النصيب الاعظم من الشعارات ، في حين اختار البعض شعارات متفرقة احتوت على مضامين مختلفة كالإسلام هو الحل والمصداقية والميز وخير الناس أنفعهم للناس وغيرها.
ومنهم من اختار طريق الابتعاد عن الجدل المؤثر ، من خلال طرحه شعارات تعتبر محل اتفاق لكل أوساط الناخبين ولا مجال لمخاصمة المرشح لاختياره شعار يهدف إلى رفعة الوطن ونهضة الدولة والمجتمع ، وكذلك هو الحال بالنسبة لشعارات الإصلاح السياسي والتغيير ، لقد جاءت تلك الشعارات متصفة بالعمومية ومتناسبة مع رغبات الشعب وتطلعاته نحو الإصلاح السياسي.
فهل ستلعب الشعارات في انتخابات 2013 دور كبيرت في نتائج الانتخابات