الوطن سائر بدون فعالية 18 يناير (1)

الحقيقة المرّة التي يعيشها أبناء الشعب الأردني الكريم من فترة إلى أخرى هي بحد ذاتها معدومة ومختلة الهواجس،فلا ننكر أنّ هناك فساد وإفساد وكذب على الذقون،ولكن في كفّة الوطن الأخرى هناك مخربون وليسوا بإصلاحيون،يريدون حسب أهواء خارجية تدمير مؤسسات الوطن لتلتهمه الذئاب والثعالب وأبناء آوى،مهمتنا كشعب أردني أن نكون واعين ومدركين أنّ الفعاليات الشعبية التي تخرج بالمسيرات هي عبثية وليست بديمقراطية،فالشعارات الوقحة بإسم مكافحة الفساد هدفها فقط الفتنة وكأنّ هذه الحراكات أصبحت عبارة عن محاكم تفتيش من العصور الوسطى..ولهذا نقول "إن لم تستحي فاصنع ماشئت"،فالعمل الجاد يا إصلاحيون هو بناء الوطن وليس لمصلحة خارجية أن تحمّل مايسمّى بالإصلاحيين تلك الشعارات المنافقة ،فأعتقد أنّ هذا الشهر سيكون دموياً وساخناً يحمل توقيعه الدكتور عبد الله النسور ذلك الرجل الواعد والنزيه الذي حمّل الأردنيين أمانة إسمها حفظ الوطن والقضاء على أهل الفتنة والخيانة.فالأردن أكبر من كلّ هؤلاء،فدعاة الإصلاح سيبيعون الوطن من أجل حفنة دولارات ومن أجل قانون إنتخاب مستورد وكذلك من أجل التحضير لفتنة عمياء في هذا البلد كهدف أسمى لما يسمّى بإسقاط النّظام.
ولائنا لهذا البلد ليس له حدود..ونحن نعلم أنّ الأردن مقبل على إنتخابات نيابية في23 يناير الحالي ،وهناك ستكون حكومة برلمانية تتسم بالديمقراطية والشفافية،فالحكمة تؤخذ من أفواه المجانين..ونتسائل بين الحين والآخر مالهدف من هكذا فعاليات طالما النظام إستجاب لأولى مراتب الإصلاح،وخاصةً أن هناك فارق بين تلك الفعالية وموعد الإقتراع..أليس ذلك هو التخريب بعينه!
من منعكم من المشاركة بالإنتخابات ؟ ومن منعكم من المغامرة من أجل الجلوس تحت قبة البرلمان؟ ومن منعكم من إطاعة ولي الأمر من التوجه إلى صناديق الإقتراع؟ فنستطيع أن نثبت وبالأدلة أنّ بعض قيادات الحراك الشعبي ممّن كانت تهتف بإسقاط النظام هاهي الآن تترشح بإسم بعض القوائم الوطنية،وهؤلاء هم أنفسهم شاركوا بمسيرة الزحف المدنّس ..فنتسائل إذا كانوا هؤلاء رفضوا قانون الإنتخاب وشاركوا بمهزلة الربيع العربي وعاثوا فساداً في البلاد وحبسوا ومن ثمّ تلقوا العفو الملكي بعد ذلك ألا يحق لنا أن نقول لهم:لماذا ترشحتم؟ وكان أبرزهم صاحب الهتاف الوقح بحق جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله،فلسنا هنا لنقول لكم أن نتدخل في حرياتكم ولكن نريد أن نقنع عامة الشعب بأنّ حراكاتكم هي الكراسي والإمتيازات والمصالح الشخصية،وأنا على إطّلاع على مايجري في مايسمّى "حراكات التأزيم والتقزيم".
إنّ من يذهب إلى سفارة أو جمعية أجنبية حتّى ولو كانت مرخّصة ليتسوّل من أجل الإصلاح الخسيس الذي تتاجرون به،يعني أنّ هناك علامة إستفهام كبيرة هو إمّا أنّه مستعد لبيع الوطن أو التزحلق في الهاوية ليتسلل إلى أماكن ظلمة لتسوّل له نفسه عمل ذلك،وإمّا أن يكون خزاً كبيراً،وأقولها بدون حياء ذلك الرجل الإصلاحي الدّخيل على وطنه فيرمي العدو العظمة له ليلهث الكلب عليها، فهي أشبه بالدولار،فالعدو عندما يجنّد أحداً يرمي له الدولارات القذرة ليتراكض عليها العميل ،عندئذ يقول الّدّخيل الإصلاحي لبيك وسعديك..
وهذه الحال السالفة الذّكر أشبه بدعاة الإصلاح الخسيس في بلادنا، والّذين ينظّمون المسيرات والفعاليات ويحرّضون ضد الوطن والأهلون..مصيبتنا أنّنا نصدّقهم ونمشي بطريقهم المعثّر ومن ثمّ نقول يا ليت يا ليت..فما الفائدة من قول يا ليت يا ليت بعد التزحلق بهذه الفاجعة..فالعنوان أصبح عريضاً وواضحاً في نفس الوقت،فدعاة الإصلاح يزعمون أنّ النّظام يفرّق بين الشعبين الأردني والفلسطيني في هذا البلد المعطاء،فإذا كان ذلك هو صحيحاً فكيف يسمح النّظام للمرشحين من جميع الأصول والمنابت بالترشح ،ومن ناحية أخرى ولو كان ذلك صحيحاً كذلك ألم تروا بأعينكم أسماء القوائم الوطنية وعددها 61 قائمة إنتخابية وبها جميع الأصول والمنابت..فأقسم أنّ فعالياتكم هي لتسويق الوطن البديل وتعطيل المؤسسات الديمقراطية الحقيقية..ولكن المهم أن تقبضوا وتعيثوا فساداً لتذهبوا إلى الجويدة در..فكلّ جماعاتكم تخريب بتخريب ولتفريق الصّديق عن القريب.
دعاة الإصلاح الخسيس ودعاة مسيلمة الكذّاب ودعاة سجاح أعتقد أنّ الإسلام لايفرّق بين الصّديق والقريب،ولايدعوا للفتنة بين أبناء الوطن،فلانريد إصلاحات أسيادكم فإهرعوا إلى عظمة الكلب حتّى تنتفخ البطون وكأنّه لايوجد إثباتات ممّا نقول.. ،فرسالتي لفيصل باشا الوطن أمانة فلاتدع أنصار تلك العظمة أن تفترسنا ،ففعالية 18 يناير توقيتها خسيس ولايخدم أي مصلحة وطنية فجماعة النعيق والنّهيق سيكون عقابها عسيراً بإذن الله،وإنّ الذي يجري في مصر أكبر دليل على ما أقول،فهم يريدون حكماً مرسياً ،فالأمن الأردني لن يدعكم تهنؤن بأحلامكم المزيّفة..ولكن أنا أنتظر وسأراقب وكلّ فعالية كبرى ستقيمونها سيكون لها بالمرصاد ربّ الشعرىّ!