لقاء النسور ...بكلفة ملكية


 صباح ممطر والجو شديد البرودة هكذا كان الحال حين وصلنا ضمن تشديدات أمنية وحراسة ملكية مشددة لحضور لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم مع ملتقى شباب من أجل الديمقراطية والإصلاح .

الجميع كان متعاوناً ويساهم في تسهيل مهمة التنظيم وإستلام الوشاحات والاسماء والجلوس في الأماكن المخصصة ... وبدأت أهازيج الشباب ...وزغاريد الشابات ..مدربين أنفسهم لإستقبال سيد البلاد وإبتهاجا بحضوره للقائهم والإطلاع على أرائهم ومعرفة حاجاتهم وليعاهدوه على دعم العملية الإنتخابية والديمقراطية والإصلاح وذلك بجمع تواقيع ولاء وعهد بينهم وبين جلالته ليقدموا كل ما لديهم لامن واستقرار ورفعة الاردن وليبقى علمها خفاقا بعيدا عن اي مكروه .
استلم عريف الحفل الميكريفون ونطق وصل الضيف ... إبتسامة فرح عريضة ارتسمت على محياة الجميع الى أن سمعوا كلمة " د. عبدالله النسور " إختفت فجأة الإبتسامة وساد صمت شديد في مسرح قصر الثقافة وعلى قول جدتي " لو رميت إبرة بتسمع صوتها ! " .
نظرت الى العيون وجدتها حزينة يكاد الدمع يفر منها ..صمتا يشبه ما قبل العاصفة ..أنفاس خنقت تكاد تشبه فوهة البركان قبل الإنطلاق ...فلم يلقى التعيش رداً ..ولا الكلمات تصفيقا ..وبعد دقائق زالت حدة الصدمة فبدأ الهمس بالرغبة "بمقاطعة الإنتخابات ...!!!" بعد أن كد هاؤلاء الشباب في تحفيز الناس على التسجيل للإنتخابات .
وأصوات بنبرة أعلى قليلا : نلتقي بالنسور بكلفة ملكية من جيبي وجيبك ... ويرد أخر : لا هذول مصاري رفع الدعم .
لا أدري هل شعروا بالتهميش ..أم بالإهانة لعدم إختيار مندوب يلبي الطموح ولا يثقون به بعد أن كان أول الهاتفين للمعارضة محتجا على جميع القوانين أصبح الأن مؤيدا لها وحامي لها ومنفذا لها ...كيف لهم أن يثقوا به .
أو ربما حزنا لعدم لقاء جلالة الملك فكان بقدر الحزن ......
لا أعلم مشورة من كانت إرسال د. عبدالله النسور ضمن ورقة عمل مهمة للشباب ضمت كافة الفعاليات الأردنية من كافة المحافظات ومندوبين عن الأندية الثقافية والمبادرات ومؤسسات المجتمع المدني وممثلين عن 18 حزبا سياسيا ...وهم من أكثر الشباب التفافا حول القيادة وإنتداب من خيب آمال الأردنين منذ إستلامه الحكومة ولغاية الآن ....فضلا عن التقائهم به قبل يومين في المركز الثقافي الملكي ...
السؤال المطروح لوزارة التنمية السياسية :-
لماذا تكبدتي تكلفة حفل ملكي بكلفة عدة آلاف دينار لإستقبال النسور بالنهاية ..اليس خزينة الدولة أهم ؟؟؟
ولماذا وضعتي على كاهلك إحتمال تحول عدد كبير من هؤلاء الشبان المؤيدين الساعين الى التغير للإلتفاف حول المعارضة ..والمقاطعة هل تجاهلتي العدد الذي يمكن لهؤلاء الشباب التأثير عليه .