مندوباً عن جلالة الملك رعى رئيس الوزراء د. عبدالله النسور المؤتمر
الشبابي الذي نظمته وزارة التنمية السياسية بالتعاون مع ملتقى شباب من أجل
الديمقراطية والإصلاح اليوم /السبت/ في قصر الثقافة بعنوان الانتخابات
طريقنا إلى المُشاركة والتغيير بمشاركة نحو ألفين من الشباب الذين مثّلوا
الخارطة الشبابية الأردنية بكلّ مكوّناتها وألوانها السياسية والاجتماعية؛
وحضور عدد من السادة الوزراء وكبار المسؤولين وممثلي الأحزاب والتيارات
السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع النسائي.
وقال وزير
التنمية السياسية ووزير الشؤون البرلمانية بسام حدادين أن جلالة الملك أبدى
منذ توليه مسؤولياته الدستورية اهتماماً استثنائياً موصولاً بالشباب
والاستثمار بهم، لأنهم قادة المستقبل وبناةُ الأردن الجديد الذي نتطلع إليه
جميعاً بكل ثقة ونحن نحث الخطى نحو استكمال برنامج الإصلاح الوطني
الديمقراطي، الذي رسم معالمه وحدد محطاته جلالة الملك المعظم ومرَّ بمراحله
الدستورية واصبح واقعاً. وبعد اقل من ثلاثة اسابيع سوف يصل إلى محطته
المفصلية في اجراء انتخابات نيابية مبكرة تتوجّ المسار الإصلاحي الراهن
بمجلس نواب جديد سيُنتخب بإذن الله بأعلى مقاييس النزاهة والحيادية وبإشراف
وإدارة مباشرة من الهيئة المستقلة للإنتخاب ورقابة محليو ودولية مشهود لها
.
وأضاف أن الحكومة لا تُذّر الرماد في العيون عندما نتحدث عن
الاصلاحات السياسية التي تحققت. ولا تقول بإن ما تحقق نهاية مطاف الاصلاح
وهذا ما اكده جلالة الملك في كل مداخلاته السياسية في الآونه الأخيرة.
وأكد
حدادين أن طريق الاصلاح بدأ وسيستمر وسيتواصل بعد محطة الانتخابات
النيابية القادمة. والبرلمان القادم سيكون ميداناً للحوار وذراعاً للتواصل
مع كل القوى السياسية داخل البرلمان وخارجه بأمل الوصول لأوسع توافق وطني،
لدفع مسيرة الإصلاح السياسي نحو آفاقٍ جديدة وسوف يكون ممكناً وربما
مطلوباً فتح قانون الانتخاب من جديد وإجراء مراجعة ثانية للدستور .
كما
أكد أنه ثبت لجميع الاردنيين ان نظامنا السياسي النيابي الملكي الدستوري
مرنٌ ومؤهلٌ لاستيعاب طموحات شعبنا في تحديث وتطوير اساليب الحكم وادارة
البلاد وفق ارادته ومحددات مصالحة الوطنية.
وشدد على أنه ثبت للقاصي
والداني ولكل ذي عينين بصيرتين، أن جلالة الملك يتحسس نبض شعبه وطموحاته
ويعمل في سياق مبادرات متدرجة تمليها مسؤولياته الدستورية كرأس للدولة
ومظلة لجميع الاردنيين بكل مكوناتهم وتطلعاتهم الفكرية والسياسية
والاجتماعية وانه قوة دفع ايجابية للتقدم نحو الاصلاح الديمقراطي الذي يقوم
على الحداثة والعصرنة لأنه يريدنا ان نتلاقى مع روح العصر مع الحفاظ على
موروثنا الحضاري، وثقافتنا العربية والأسلامية .
وأشار إلى أن
الاصلاحات الدستورية التي استقرت رسخت الفصل بين السلطات وعززت سلطة
البرلمان واعطته دفعة قوية ليمارس صلاحياته الدستورية في التشريع والرقابة
والتمثيل السياسي.
كما أشار إلى أن الخطاب السياسي الإصلاحي
المتجدد لقائد الوطن يبشر بوضوح إلى أن الأردن على اعتاب مرحلة سياسية
جديدة؛ تبدأ مع تشكيل البرلمان القادم، تستند لقواعد عمل سياسية وبرلمانية
جديدة في ادارة الدول وشؤون الحكم، تعتمد المؤسسية الدستورية سبيلاً .
ولفت
حدادين إلى أننا في الأردن سنغادر الاسلوب القديم في تشكيل الحكومات
ورحيلها وسيُجري جلالة الملك استشارات نيابية تُفضي إلى تكليف رئيس وزراء
وحكومة تستمر ما دامت تحظى بأغلبية نيابية وسيكون للمعارضة البرلمانية
والسياسية دورها الوطني المأمول باعتبارها شريكاً اصيلاً في العملية
السياسية بمجملها من خلال دورها السياسي والتشريعي والرقابي.
وأوضح
بأنه قد لا يكون المسار الإصلاحي الذي تسير عليه الدولة كافياً بنظر البعض
منا؛ وهذا حق لهم. إلا ان المدخل الديمقراطي الأساسي لتجذير الإصلاحات
وتطوير التشريعات هو البرلمان القادم؛ فتحت قبة البرلمان يُصنع التغيير؛
وهذا هو المسار الديمقراطي المُعتمد في الدول الديمقراطية ومن اللاعبيين
الديمقراطين في الحركة السياسية والحزبية.
وقال أن النزعة الفوق
برلمانية واخلاء القبة البرلمانية فهو خيار انعزالي سلبي وتخلٍ عن حقٍ
دستوري؛ لأن المشاركة في العملية البرلمانية تتيح لكل التيارات السياسية
والحزبية فرصة المشاركة الفاعلة والمؤثرة في المخرجات السياسية والاقتصادية
والاجتماعية التي تهم الوطن والمواطن حاضراً ومستقبلاً؛ فالبرلمان في
الأصل هو المنبر الرئيسي الذي تتمسك به المعارضات الديمقراطية للاشتباك
السياسي والسجال مع الرأي الآخر والأغلبية البرلمانية.
واعتبر
حدادين أن المشاركة في الانتخابات والتمثيل في البرلمان لا يمنع المعارضة
من حق اللجوء إلى المسيرات واشكال التعبير السلمي الآخر لممارسة الضغط من
اجل تصحيح ما تعتقد أنه يتوجب تصحيحه.
وأكد في كلمته أنه يخطئ
الحساب من يظن ان الدولة الأردنية ضعيفة ويمكن ان تخضع للضغوط بغض النظر عن
مصدره؛ أو من يظنّ انه يملك الكرت الأحمر وحق "الفيتو"؛ ومن لا يأخذ بنظر
الاعتبار المخاطر الإقليمية المحدقة في الوطن سياسياً وامنياً واقتصادياً،
فالوطن يحتاج إلى وحدتنا وديمقراطيتنا وتظافر جهودنا جميعاً بكل أطيافنا
فلا مصلحة تعلو على مصلحة الوطن.
وخاطب حدادين الشباب وقال : لقد
اخترتم مسار الإصلاح الديمقراطي المرحلي والمتدرج في سياق الإستقرار تجنباً
للهزات السياسية والاجتماعية والانقسامات الحادة والفوضى؛ فكونوا كما هو
الأمل بكم؛ فرساناً للتحدي ومشاعل للديمقراطية واحملوا على اكتافكم الفتية
الشامخة، الانتخابات النيابية حتى يكون للأردن ما يريد من مستقبل وضّاء
زاهر.
وأكد لهم : لا تسمحوا لأحد ان يصادر حقكم في الاقتراع
والتغيير، لأن التصويت في الانتخابات النيابية القادمة هو الطريق للمشاركة
في صياغة شكل ومضمون البرلمان القادم والحكومة القادمة ايضاً .
واختتم كلمته بالقول للشباب : هذه ديمقراطيتكم بين ايديكم فاصنعوا التغيير
الذي تريدونه؛ صناديق الاقتراع سبيلنا الديمقراطي والحضاري لنصنع المستقبل؛
وارفعوا رؤوسكم عالياً فأنتم على خطى ابى الحسين وموعدنا جميعاً يوم
الاقتراع، يوم الوفاء للوطن .
وألقى رئيس المجلس الأعلى للشباب د.
سامح المجالي كلمة أكد فيها أهمية دور الشباب في المشاركة الفاعلة في
الإنتخابات النيابية القادمة.
كما ألقى الزميل عماد نصير كلمة
اللجنة التحضيرية للمؤتمر قال فيها أن الشباب أمام استحقاق دستوري ووطني
مهم جداً في مسيرة الاصلاح السياسي الذي نريده ناجزاً بهمة الجميع، ومشاركة
القوى الحية، بل ومشاركة جميع أطراف العملية السياسية لنبني توافقاً
وطنياً جامعاً، يقر بالاختلاف ويحترم الرأي والرأي الآخر.
من جانبها
أشارت إسراء الشيّاب في كلمتها إلى أنه سيكون للمرأة جهود لافتة في
الانتخابات النيابية القادمة؛ واعتبرت أن مشاركة القطاع النسائي تُشكّل
ترسيخاً حقيقياً لدور المرأة في مسيرة الإصلاح؛ والمشاركة الفاعلة في
الانتخابات النيابية.
وحضر رئيس الوزراء والحضور عرضاً مسرحياً حول الإنتخابات النيابية لفرقة (زعل وخضرة).
وفي ختام المؤتمر وقع رئيس الوزراء والمُشاركين في المؤتمر والشباب على جدارية تتضمن مقتطف من خطاب جلالة الملك حول مفهوم المواطنة.
يُشار إلى أن المؤتمر قد تم تمويله من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)