كل (انتخابات) والمال السياسي بألف خير..

خليل قطيشات

الآن ونحن في خضم التحضير لانطلاق الانتخابات يتزايد الحديث عن الاستخدام الشامل للمال السياسي وتأثيره، على مجرى العملية الانتخابية.

والمقصود بالمال السياسي لمن لا يعرفه هو استخدام المال لأغراض سياسية وبمنافع شخصية, تخدم طرف على حسب الوطن.

والسؤال هل يجوز بمن يعمل في الحقل السياسي والاجتماعي أن يغض النظر عن المال السياسي؟وهل سوف يدفع المرشح النزيه ضريبة النزاهة وضريبة المال السياسي. ان خطورة المال السياسي تنبع في الاستقواء الذي تمارسه احزاب او منظمات او حتى اشخاص في فرض نفسها على المشهد السياسي دون وجود برامج او رؤى وطنية او تنظيمية لها ، لماذا هذا لابتزاز ؟

ويتصاعد الى الافق الاهتمام بهذاالموضوع مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية. ويكتسب الأمر أهمية خاصة حقا، عندما يتم استخدام المال السياسي وإغداق الهدايا ودفع فواتير الماء والكهرباء في شراء الذمم والأصوات والتأثير على قناعات الناخبين.والذين يبعون مواقفهم ومبادئهم وقناعاتهم مقابل رشوه ديمقراطية .ويقوم صاحب الاعمال الخيرية بتوزيع الحرمات والصوبات والتي سرقها هذا الشهم اما من جيوب الفقراء او من جيوب الحكومة مقابل التصويت في الانتخابات لضمان استمراره في خدمة الوطن والموطن وليس طمعا في منصب او جاه.

نعم .. قال الشعب كلمته ..سوف نشارك في الانتخابات فقد خرج الشعب الذى لن تستطيع أى قوة على وجه الأرض أن تعيده لصمته مرة أخرى .. خارج يطارد الذئاب والأفاعى والعقارب والحيات وخفافيش الظلام ..لم يتوقف قلمى عن كشف مخططات شراء الاصوات فى محاولتهم لهدم بلدي ..بل بسبب خيانتهم التى تربوا عليها .. فالوطن لا يعنيهم ... بل ما يعنيهم هو التربح على حساب الوطن للأسف.

بل ويضعف القيمة الاخلاقية والادبيه والدينيه التي تعبر عن الواقع الاردني الجديد في الديموقراطية والتعدد والتسامح، كما يعمل المال السياسي على افراغ هذه المضامين الانسانية العظيمة من محتواها وخاصة بنظر الانسان العام حتى يتحول المتحدث او المتكلم بها في نظر الناس الى بوق دعائي موجه من قبل المال السياسي،ودور المال السياسي فعال وحاسم في كسب اصوات الناخبين في أي انتخابات، وفي أي بلد في العالم ، وهكذا ينبغي أن يكون النضج السياسي هدفا للسياسيين وأن يرتقوا بأنفسهم فكرا وسلوكا بما يوازي خطورة المرحلة القادمه، نعم .. سوف يخرج الشعب ليلفظ كل هؤلاء

كتبت كثيرا وكشفت عن جرائمهم وأساليبهم الملتوية .. ظللت أناشد الموطنين ، للخروج لإنقاذ الاردن من براثن وأفاعى ..... لقد فاق الشعب االاردني الأصيل .. وإستيقظ من غفوته ، وخرج هذا المارد .. ليدعو إلى انتخابات ، حرة ديمقراطية نزيهة قولا وفعلا.

نريد إنجاز انتخابات نزيهة، ديمقراطية، تعبر عن قناعات كل الاردنيين وخياراتهم المستقلة في انتخاب من يجدون فيهم الكفاءة والمقدرة ويتحلون بالنزاهة والمصدقية ويقرنون القول بالفعل ويضعون مصالح الشعب والوطن فوق أي اعتبار. وان العمل السياسي هو ترجمة فكرية وتنفيذية تؤطر بنظريات سياسية وقوانين لتلبي إرادة الشعب الاردني وتطلعاته . لن يطول البؤس السياسي الذي يشهده الوطن فان إرادة التغيير قادمة لاستعادة الكيان الوطني عبر صندوق الاقتراع . حفظ الله هذا الوطن و شعبه ومليكه من كل شر اللهم آمين.

k-q1973@yahoo.com