تطلعات لاتعني مرشحوا 2013 وما بعدها

في الخزانة العلوية للبيت والوطن؛ الكثير من الحاجات والإلتزامات المختفية والمواراة كسمة للتأجيل وربما التنكر. أصرخ بصوت خفيض مطالبة بحق ولكن بهدوء..أدندن بأهازيج بلادي دعوة للعض على الأصالة بالنواجظ، وأُطيّر حماماتي البيضاء فوق أسطح بلادي بحثا عن رفيف للحب هنا وحاجة لسلام...وأيضا أُتابع المسلسلات البوليسية الرائجة طلباً للعدل، ومحاولة التصديق بمفهوم الإنصاف ولو بعد حين. وألكز الزمن الجميل في خاصرة النوم الطويل، بحثاً عن صحيح الحب ولات صدق ولا وفاء. وأنهب قنوات التلفزيون المتناحرة للبث المشرع، بحثاً عن قناة لا تكابد أعراض حب الظهور، على حساب القيمة الجمالية للأخلاق والقيم الكمالية للإنسان، ولو بتسويق رخيص.

وأدور في الأسواق على محلات تتوخى الأمانة، ولا تجعل القسم باسم الرب ذو الجلال عرضة للتسويق وإنفاق البضائع. وأُفتش بين المرشحين لإنتخابات أي انتخابات كانت!! عن مرشح يفكر بجدية بالنهوض من خلال مكانه ودوره، بكيان الأمة، من خلال مبدأ الهدم والبناء؛ من خلال تفكيك أشكالها الهندسية المحفوظة في علب السلف والتزمت الرتيب، وإعادة ترتيب البيت العربي والفكر العربي والإنسان العربي. فلا الديمقراطية بمفهومها الحالي؛ ولا الإسلاميون بتزمتهم الراهن، ولاحتى باللجوء لكتاب الأمير؛ ولا أي فكر كان لايضع بحسابه أصالة المنطقة والموروثات التقليدية، والتوجه التقليدي في الفكر العربي والحسابات القديمة ومن حيثها يبدأ الهدم والبناء.

العرب بحاجة لرجل يوقف الهدر لطاقات الإنسان العربي، والشخصية والبنية التحتية للشخصية العربية؛ بتفكيك أجزائها وتحليل أعراض نكوصها، ومناقشة نتائج اندحارها، وأسباب وأدوات نهوضها، ولم لا؟؟ إن كنت ترى الخطأ وتعلم مكامن العيب فأوغر أصبعك في الجرح ولا تهاب التأوه، ليخرج الدم الفاسد والتقيح الدامي، فالتراجع عن الخطأ قوة؛ والتصحيح إصلاح والإصلاح متطلب شمولي لكسر الأقفاص الكونية، وخلع قبعات غطت ملامح الشخصية العربية والرجل العربي لأنه ارتدى قبعة "أكبر من راسه كتير"

يا أٌمتي.. إنما أنا أردنية الهوى!! عربية التقاليد؛ بدوية الهوس.. ترابية اللون وصحراوية الملامح، متعددة اللغات متشربة لكل الثقافات، أستوعب ضرورة التعددية، وديمقراطية الاختلاف ونهج التناقض؛ لخلق المختلف والمستنير بفعل هذا الاختلاف والتعدد، ولكني مجبرة على قرع الجرس؛ ورفع هويتي عالياً فوق رؤوس الأشهاد، خوفا عليها من طوفان مفهوم شرق أوسط جديد بفوضى خلاقة!!، تلغي الشخصية العربية والمفهوم الجمالي لكل عربي، وجزعاً على شرشي!! وثوبي المطرز بالحناء ودوالي العنب، من الغرق في بحر التقليد بهبل والغبغة بغباء، والمحاكاة بلا فهم ولا تفهم وبالتالي بلا اتقان.