اليمن على مفترق طريق


الثورة اليمنية لم تكتمل لغاية اللحظة على الرغم من تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح وافساح المجال الى الرئيس الجديد هادي بتشكيل حكومة انتقالية وهذا ايضا ما يفهمه اليمنيون بغض النظر عن انتمائاتهم وولائاتهم وهو ما شهدته العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الجمعة من حراكا ونشاط ثوري سمي بجمعة "استكمال التهيئة "

اليمنيون ومن خلال تظاهراتهم طالبوا بتنفيذ قرارات هيكلة الجيش عمليا وان لم تخلو مطالبهم من لهجة تحذيريه للرئيس هادي بمنع تعيين من اسموهم الفاسدين في مواقع مدنية أو عسكرية أخرى وإطلاق سراح المعتقلين من السجون، وكذا رعاية أسر شهداء وجرحى الثورة السلمية وشهداء الجنوب منذ عام 2007 من باب رد الحقوق والمظالم للجنوبيين

أما من الناحية الامنية فان الاشتباكات مازالت مستمرة بين قوات الجيش والمسلحين القبليين من جهة والقاعدة من جهة اخرى في مناطق متفرقة من عموم البلاد الامر الذي يعني أن اليمن يعيش حالة من عدم الاستقرار تؤدي في اغلبها لتعطيل تحقيق اي انجاز يذكر وعلى كافة الصعد ناهيك عن ان ظاهرة الاختطاف باتت تشكل السمة البارزة للتدهور الامني الذي يعانيه اليمن وخاصة تلك التي تستهدف الاجانب واخر هذه الحوادث احتجاز مسلحين من قبيلة بني ضبيان في خولان لطلاب فنلنديين ونمساوي يدرسون اللغة العربية بصنعاء , لذا فان الإحصاءات الرسمية التي اجريت في العام الماضي أحصت عدد المختطفين في اليمن بتسعة عشر مختطفا أجنبياً وعربياً بعضهم على يد قبائل مسلحة، والبعض الآخر على يد عناصر القاعدة فيما بينت الاحصاءات أن الحصيلة وخلال عقدين من الزمن، وتحديدا خلال الفترة من 1992 إلى 2011، جرى فيها خطف أكثر من 350 أجنبياً أغلبهم من السياح وقد أطلق سراح معظمهم بعد مفاوضات ودفع فديات وتلبية الحكومة لمطالب الخاطفين.

اذن فان هذه الامور والتي لم نجمل جلها تبين أن اليمن يحتاج اشواطا واشواط من العمل الدؤوب للوصول به الى بر الامان وهذا يستدعي فعلا استكمال اهداف الثورة الشعبية ولكن ضمن الحوار الوطني لان نصف الثورة سيضع اليمن على مفترق طويل يصعب معه استكمال طريق النهضة