قراءة أولية في نتائج الانتخابات !!!

للأسف الشديد لم نكن يوما كأفراد أو كمؤسسات وطنية , قادرين مهنيا على قياس ما يسمى (بالرأي العام) للمجتمع الأردني , لتحديد توجهات هذا المجتمع نحو مسألة من مسائل الوطن , وهنا لا اعتقد أننا قادرين بأي شكل من الإشكال على قياس الرأي العام للمجتمع الأردني من حيث من سيمثلهم تحت قبة البرلمان المنظور , في الوقت الذي يكون لدى الدول المتقدمة وقبل إجراء أية انتخابات عندهم بأيام , يكون لديهم قياس الرأي العام لدى جميع افراد المجتمع عندهم , حيث يعطي هذا القياس نتائج دقيقة جدا , وربما تكون شبه نهائية , على أية حال نأمل أن يدرس هذا الموضوع عندنا بجدية لدى أصحاب القرار لاحقا , من خلال تأسيس دائرة مستقلة , تسمى دائرة قياس الرأي العام للمجتمع الأردني , يعمل بها إفراد مؤهلين فنيا , حيث أن مثل هذه الدائرة , ستعكس الوجه الحضاري لهذا الوطن .
لكن يتساءل البعض هل من قراءة أولية في نتائج الانتخابات البرلمانية بعد الأيام القليلة القادمة ؟ لاشك أن مثل هذا التساؤل يهم المرشح والناخب وجميع إفراد المجتمع , لا بل يهم أيضا أصحاب القرار , أقولها بصراحة , هذه المرة ستكون نتائج الانتخابات البرلمانية حساسة جدا , لأن الربيع الأردني , يتوقع منه باقات من الورود ذات الروائح الطيبة , تجلس تحت قبة البرلمان , هذه الباقات من الورود رشحتها نفوس طيبة , نفوس صادقة , نفوس بأيادي نظيفة بيضاء , هذه الورود رائحتها للجميع , تسر الناظرين من حولها , هذه الورود تعطي ولا تأخذ , هذه الورود مستيقظة لأربعة سنوات .
أن الجو العام لنتائج الانتخابات كأنه يقول باختصار شديد أن النتائج ربما تأخذ الشكل التالي هذه المرة ( والله اعلم) : الفائزون هم الأواسط من الرجال ومن الإناث , والمقصود هنا بالأواسط من الرجال ومن الإناث هو , الأواسط في الغنى وفي الشهرة وفي العلم , الأواسط في الجاه , الأواسط في الاستماع والتسميع , الأواسط في الأخذ والعطاء , الأواسط في من يقول أنا ومن يقول هو, أخيرا نقول هنيئا للوطن بالقادمين لمجلسنا الموقر , تحت قبة الهاشميين .