«هبي نيو يير»
مضى عام طويل، كسب فيه من كسب، وخسر فيه من خسر.
وها هو العام الجديد قد انطلق، وأخذ يطوي المدى مسرعا بنا نحو آجالنا، وهو لا يجامل أحدا ولا ينتظر بطيئا، وفي تقرير ذكي سريع لمحطة فضائية ذكرت بالصور أن من أوائل الدول التي بدأ بها العام مبكرا دولة الإمارات، وبثت لنا حفل الاستقبال الضخم الذي انطلقت فيه الألعاب النارية من كل مكان، وخاصة من الأبراج السامقة حيث رسمت في سماء الليل لوحة جميلة منيرة كلفت ملايين الدولارات، ثم عرضت مشهدا آخر للعام الجديد يظهر فيه بعض المسلمين العرب في غزة أو سوريا مع أطفالهم في مغارة ضيقة يبددون ظلامها ببعض الشموع، ويتحلقون حول نار اشتعلت ببعض الأخشاب وراحت تبث الدفء في الأجساد المنهكة، والصورتان تلخصان الوضع المتناقض في العالم الإسلامي، حيث دول من المسلمين تعيش في أمن وترف وبحبوحة من العيش، بينما دول أخرى تعيش في خوف وقتل وفقر وبرد، ولا ندري بنظراتنا القاصرة أي الأمرين خير، لكننا نعلم أن الجميع سيقف أمام الله وسيحاسب الأغنياء على تقصيرهم، وسيحاسب الجبناء على تخاذلهم.
ومن عجيب الأمور أن دولنا المترفة كلما زادت الآلام في العالم الإسلامي زاد تبجحها وغرورها وبطرها؛ ففي الإمارات وبعد المطاعم الجليدية بالكامل التي تتلقفك بالمعاطف الصوفية من الحر اللاهب لتدخل أجواء تحت صفرية لتتناول المأكولات البحرية، رأيت حديقة أنشئت في مول ضخم، وكانت هذه الحديقة من الثلوج وجلبت لها طيور البطاريق من أقاصي الدنيا، لتعيش فيها تحت إشراف طاقم أجنبي في دولة الإمارات الحارة، والزوار يمتعون أنظارهم ويلتقطون الصور، ولقد كتبتُ تعليقا تحت المقطع ذاكرا قوله تعالى: (أتبنون بكل ريع آية تعبثون)!
وأحب في هذا الموضوع أن أذكر إخواننا القراء ببعض النصائح في العام الجديد على الصعيد الشخصي، ونصائحي لن تنصب على الجانب المادي فكل ما حولنا يذكر فيه:
القرآن كلام الله وكتاب الهداية، ما خطتك نحوه في العام الجديد: كيف ستكون تلاوتك اليومية له، كم جزءا ستحفظ فيه، كيف ستمكن حفظك في السور الأخرى، هل ستعد للقرآن دفترا تكتب فيه أمرا قرآنيا يوميا مر بك في التلاوة لتطبقه في حياتك اليومية.
وعلى صعيد العلم والمطالعة ماذا ستقرأ هذا العام، أليس من الأفضل لك أن تختار كتابا من الأمهات ذوات المجلدات، وتقوم بقراءته وتفليته متأنيا، لتحصل على علم حقيقي يؤثر في قلبك وسلوكك ويزيد إيمانك.
وعلى صعيد صلاتك ماذا ستزيد عليها، وكيف تحسّن نوعيتها، وهي دليل إسلامك وصلتك الحقيقية بالله. وهل ستصحب صغارك معك إلى المسجد ليتشربوا الصلاة ويحبونها وتنحفر في قلوبهم.
وعلى صعيد العائلة كيف تحسن علاقتك بزوجك وأبنائك، وكيف ستغير سلوكهم، وكيف ستكون قدوة صالحة لهم، فصلاحهم بقدر صلاحك، والتزامهم بقدر التزامك.
وها هو العام الجديد قد انطلق، وأخذ يطوي المدى مسرعا بنا نحو آجالنا، وهو لا يجامل أحدا ولا ينتظر بطيئا، وفي تقرير ذكي سريع لمحطة فضائية ذكرت بالصور أن من أوائل الدول التي بدأ بها العام مبكرا دولة الإمارات، وبثت لنا حفل الاستقبال الضخم الذي انطلقت فيه الألعاب النارية من كل مكان، وخاصة من الأبراج السامقة حيث رسمت في سماء الليل لوحة جميلة منيرة كلفت ملايين الدولارات، ثم عرضت مشهدا آخر للعام الجديد يظهر فيه بعض المسلمين العرب في غزة أو سوريا مع أطفالهم في مغارة ضيقة يبددون ظلامها ببعض الشموع، ويتحلقون حول نار اشتعلت ببعض الأخشاب وراحت تبث الدفء في الأجساد المنهكة، والصورتان تلخصان الوضع المتناقض في العالم الإسلامي، حيث دول من المسلمين تعيش في أمن وترف وبحبوحة من العيش، بينما دول أخرى تعيش في خوف وقتل وفقر وبرد، ولا ندري بنظراتنا القاصرة أي الأمرين خير، لكننا نعلم أن الجميع سيقف أمام الله وسيحاسب الأغنياء على تقصيرهم، وسيحاسب الجبناء على تخاذلهم.
ومن عجيب الأمور أن دولنا المترفة كلما زادت الآلام في العالم الإسلامي زاد تبجحها وغرورها وبطرها؛ ففي الإمارات وبعد المطاعم الجليدية بالكامل التي تتلقفك بالمعاطف الصوفية من الحر اللاهب لتدخل أجواء تحت صفرية لتتناول المأكولات البحرية، رأيت حديقة أنشئت في مول ضخم، وكانت هذه الحديقة من الثلوج وجلبت لها طيور البطاريق من أقاصي الدنيا، لتعيش فيها تحت إشراف طاقم أجنبي في دولة الإمارات الحارة، والزوار يمتعون أنظارهم ويلتقطون الصور، ولقد كتبتُ تعليقا تحت المقطع ذاكرا قوله تعالى: (أتبنون بكل ريع آية تعبثون)!
وأحب في هذا الموضوع أن أذكر إخواننا القراء ببعض النصائح في العام الجديد على الصعيد الشخصي، ونصائحي لن تنصب على الجانب المادي فكل ما حولنا يذكر فيه:
القرآن كلام الله وكتاب الهداية، ما خطتك نحوه في العام الجديد: كيف ستكون تلاوتك اليومية له، كم جزءا ستحفظ فيه، كيف ستمكن حفظك في السور الأخرى، هل ستعد للقرآن دفترا تكتب فيه أمرا قرآنيا يوميا مر بك في التلاوة لتطبقه في حياتك اليومية.
وعلى صعيد العلم والمطالعة ماذا ستقرأ هذا العام، أليس من الأفضل لك أن تختار كتابا من الأمهات ذوات المجلدات، وتقوم بقراءته وتفليته متأنيا، لتحصل على علم حقيقي يؤثر في قلبك وسلوكك ويزيد إيمانك.
وعلى صعيد صلاتك ماذا ستزيد عليها، وكيف تحسّن نوعيتها، وهي دليل إسلامك وصلتك الحقيقية بالله. وهل ستصحب صغارك معك إلى المسجد ليتشربوا الصلاة ويحبونها وتنحفر في قلوبهم.
وعلى صعيد العائلة كيف تحسن علاقتك بزوجك وأبنائك، وكيف ستغير سلوكهم، وكيف ستكون قدوة صالحة لهم، فصلاحهم بقدر صلاحك، والتزامهم بقدر التزامك.