مواجهات عنيفة في تصدي الفلسطينيين لقوة إسرائيلية اقتحمت جنين

أخبار البلد
 
اندلعت أمس الخميس مواجهات عنيفة بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اقتحمت المنطقة الصناعية في مدينة جنين لاعتقال أحد المطاردين من قبلها، وأسفرت المواجهات عن إصابة عدد من الشبان بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، واعتقال عدد منهم، في حين كشف مصدر أمني إسرائيلي النقاب عن عزم سلطات الاحتلال القيام بعمليات اعتقال واسعة في صفوف الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة في ظل تحذيرات الأجهزة الأمنية الاسرائيلية من قرب اندلاع انتفاضة مسلحة في غضون الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.
وانتقلت ظهر الخميس المواجهات إلى حاجز الجلمة شمال جنين عقب انتشار كثيف لقوات الاحتلال في قرية الجلمة شمال جنين وعلى شارع جنين الناصرة.
وقالت مصادر محلية إن عشرات الشبان تجمعوا ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة مما أدى إلى إصابة عدد من الشبان بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع نقلوا إلى المستشفى الحكومي في جنين للعلاج.
وعرف من المصابين: أحمد السعدي، سليمان عامر، خالد محيي السعدي، طارق حثناوي، ورد محمود زكارنة.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال أغلقت المنطقة الممتدة من قرية الجلمة وحتى ضاحية صباح الخير ومنعت الدخول والخروج منها فيما ما تزال المواجهات مستمرة.
جاء ذلك عقب انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في المنطقة الصناعية واعتقال مواطن وإصابة آخرين واعتداء على المحال التجارية والممتلكات وإحداث أضرار ببعضها، بعد مواجهات عنيفة شهدتها المنطقة امتدت لنحو ساعتين.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب أمجد اغبارية بعد مداهمة المنزل الذي يقطن فيه بالمنطقة الصناعية ونقلته إلى جهة مجهولة.
وكان الشاب فادي عجاوي أصيب برصاصة بقدمه، فيما أصيب عشرة آخرين بالغاز المسيل للدموع خلال المواجهات العنيفة التي شهدتها المنطقة التي أربكت الوحدات الخاصة وقوات الاحتلال.
كما لحقت أضرار بمطعم الحثناوي في المنطقة عقب العبث به من قبل قوات الاحتلال خلال عملية الدهم التي شملت بناية مجاورة تعرض سكانها للضرب، وأصيبت مسنة تدعى آمنة حثناوي؛ جراء عضها من قبل أحد الكلاب البوليسية التي فتشت المنطقة.
وتندرج المواجهات التي اندلعت في جنين أمس، في سياق تصاعد ملحوظ للمواجهات مع قوات الاحتلال في كل موقع تقتحمه بالضفة الغربية منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة، مما يعكس تغيرًا في توجهات الرأي العام والشباب تجاه التعاطي مع عمليات الاقتحام التي تنفذها قوات الاحتلال.
جدير بالذكر أن النقطة المقتحمة تعتبر في المنطقة (أ) الواقعة تحت سيطرة أجهزة السلطة الأمنية بحسب اتفاق أوسلو.
وفي جنوب نابلس، اقتحمت مجموعة من المستوطنين بلدة قبلان وقاموا بتحطيم مركبة أحد المواطنين.
وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين حطموا المركبة وخطوا شعارات عنصرية في المكان قبل أن ينسحبوا.
وتتعرض قرى جنوب نابلس لاعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين، ويداهمون القرى ويقتلعون الأشجار ويحطمون مركبات وممتلكات المواطنين.
وفي شأن متصل، كشف مصدر أمني إسرائيلي النقاب عن عزم سلطات الاحتلال القيام بعمليات اعتقال واسعة في صفوف الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، في ظل تحذيرات الأجهزة الأمنية الاسرائيلية من قرب اندلاع انتفاضة مسلحة في غضون الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.
وبحسب ما نقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية الصادرة الخميس عن مصدر أمني مسؤول، فإن أعمال الاحتجاج وعمليات المقاومة آخذة في الازدياد ضد الجيش والمستوطنين بالضفة الغربية، وقمنا بعمليات اعتقال.
وأكد المصدر في الوقت نفسه أن الأيام المقبلة ستشهد حملات اعتقال واسعة النطاق  في الضفة الغربية ضد من وصفهم بـ «المخربين»، على حد تعبيره.
يشار إلى أن وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق وزعيم حزب «كاديما» المعارض قد حذّر من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في الضفة الغربية المحتلة. وقال الجمعة الماضية: «إن إسرائيل تقف على أعتاب انتفاضة فلسطينية ثالثة؛ فالأوضاع في المناطق المحتلّة ستخرج عن السيطرة، الأمر الذي يستوجب قيام الحكومة باتخاذ مواقف شجاعة استباقية لمنع هذه الانتفاضة»، كما قال.