"الراسب" الذي نريد
لا شيئ كثيراً سيتغير بالنسبة للمرشح الذي سيرسب في الدوائر الفردية، فهو سيبقى راسباً مع كل الاستحقاقات المعتادة التي ترافق هذا المركز الاجتماعي السياسي. إن الجديد سيكون هذه المرة متركزاً عند الراسبين على القوائم العامة (الوطنية).
الراسبون الجدد هؤلاء سوف ينقسمون الى عدة أصناف وفقاً للعشم في النجاح: إن أسوأهم حالاً هم الراسبون من مؤسسي القوائم الذين يحتلون المركز الأول فيها، فهذا يعني أن القائمة لم تفز بأي مقعد، وان إصرار رئيس القائمة على المركز الأول لم يكن أكثر من "منافخة" سياسية. من المرجح أن الراسب من هذا الصنف سوف يحتل المركز الأدنى بين مجمل الراسبين بمن في ذلك الراسبين من المرشحين الفرديين الأقوياء في الدوائر الفرعية الذين حازوا اجماع عشائرهم.
على الجهة المقابلة للراسبين من رؤساء الكتل، يقع الراسبون ممن يحتلون المراكز الأخيرة في القوائم، فهؤلاء علينا أن نشكرهم على قبولهم "الرسوب المستهدف"، إنهم يترشحون وهم يعرفون استحالة فوزهم. مع ذلك يتعين على الواحد من هؤلاء "النبلاء"، أن يتصرف بالشكل المناسب أثناء الحملة ويوم الانتخاب وبعد صدور النتائج بحيث يضمن بشكل مطلق أن لا يُحْسَب رسوبه عليه رسوباً، إن عليه أن يمسك برقبة من يسأله عن نتيجته، لأن مثل هذا السؤال سيكون من قلة الأدب الانتخابية، ولكن بالمقابل على الناجحين من كتلة هذا الراسب المحترم أن يمكّنوه من التحدث عن انه نال الأصوات ذاتها بالكامل، التي نالتها القائمة، بمعنى أن يتم الاتفاق مسبقاً أن عدد الأصوات يحسب للجميع، الراسبين مثل الناجحين.
بين هذين القطبين تقع أصناف متنوعة أخرى وفقاً للعشم بالنجاح الذي رافق كل مرشح أثناء الحملة، وخاصة أن بعض قادة الكتل يحاولون بث التفاؤل بين عدد كبير من اعضاء كتلهم.
للموضوع صلة بعون الله.
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.netرؤية جميع المقالات