شعارات انتخابية فاجرة


عندما قرأت شعارات أولئك القادمون من اجل استعادة المملكة ،تذكرت لقائي قبل بضعة أعوام في أثينا صدفة بذاك الرجل الأردني ،او شبه الأردني او بالأحرى (الذي يحمل جوازا أردنيا ولا يمت إلى الأردن بصلة ).كان بحدود الأربعين من العمر، ولد وتربى في الكويت ،ويعيش حياة سندبادية متنقلا ومتجولا في أنحاء العالم للسياحة والتجارة ،لكنه كان فخورا بعدم دخوله الأردن إلى ذلك الحين ، بل أن معلوماته عن عمان قد لا تزيد عن معلوماتنا عن عواصم كنشاسا ولاياز وتمفو ،ولا يعنيه شأن الأردنيين إلا كما يعنيه شأن شعوب تلك العواصم بالنسبة لنا.
كان اللقاء قصيرا وعابرا ،وعندما سألته بحضور أعضاء الوفد الذي ارأسه فيما إذا كان يفكر في زيارة الأردن ،قال النذل بكل صراحة وعفوية . لا . وأوشك أن يقول انه لن يفكر في ذلك أيضا ،وان الجواز فرض علية فرضا كوثيقة وحيدة تمكنه من أثبات شخصيته ،وتتيح له فرصة الطواف في العالم بلا عوائق، وقال انه يراجع السفارة الأردنية حيث يقيم كلما أراد تجديد جواز السفر فقط وهذا كل ما في الأمر ، ولا معنى بالنسبة له لأي ارتباط آخر غير مفيد ،حتى وان أصبح له ولغيره بفعل جواز السفر أرداف وأكتاف ،وأقلام تتصبب حقدا وكراهية وتدعوا لاستعادة الوطن المسلوب من المغتصبين ،ولئن سألتهم عما يربطهم بالأردن ليقولن الجواز.
كان وقحا وصريحا ،وعبر عما يجول في نفسه من مشاعر بوضوح تام ،لكنه والحق يقال كان مضيافا وماجنا أيضا ،وعرض علينا عرضا مخجلا للاستمتاع رفضناه في الحال، ثم اختفى كلمح البصر ،وغادرنا بدورنا المقهى -فاغرين أفواهنا مما سمعناه - لحضور جلسات مؤتمر دول حوض البحر الأبيض المتوسط لمكافحة الاتجار بالبشر الذي جئنا لأجله هناك .
من أين ستأتون ؟وأين انتم الآن ؟ وكيف فقد او سرق منا الأردن ولماذا ومتى وكيف ؟ وبحوزة من هو الآن يا قائمة التحرير ؟ .
لم يكن طرح مثل هذا الشعار معقولا، وكنا في البداية نعتقد أن الأشاوس ربما يقصدون شيئا ما آخر وخانهم التعبير ،لكن ثبت العكس ،وثبت بما لا يدع مجالا للشك أنهم من نفس طينة الرجل وعجينته ،وأنهم يعنون ما يقولون لاستغفال البسطاء واستدراجهم للهاوية الانتخابية ،لكن لن ينتخبهم بعد هذا الطرح احد ،ولن يفلحوا في الفوز أبدا.fayz.shbikat@yahoo.com