ذهنية الرجل وأثر ذلك على العمل السياسي لدى المرأة !!!


قال الكاتب والفيلسوف الفرنسي جان جاك روسُّو (وأنا طبعا لست معه) إن المرأة ، لم تُخلق للعلم ولا للحكمة ولا للتفكير ولا للفن ولا للسياسة ، وإنما خلقت لتكون أما تغذي أطفالها بلبنها ، وتتعهد ضعفهم بحسن عنايتها ، وتسلمهم بعد ذلك للأب ، أو للمربي ليعتني بهم على نحو ما توحي به الطبيعة ، وترجع هي للقيام بوظيفة الأمومة فتحمل ، وتضع ، وتُرضع , ويبدو أن سبب تكلم روسُّو في مناسبات عديدة عن دور المرأة هذا (والله اعلم) , هو وفاة أمه عقب ولادته مباشرة ، تاركة الطفل لينشأ في كنف والده ، الذي عُرف بميله إلى الخصام والمشاجرة , ونتيجة لإحدى المشاجرات ، اضطر والد روسو إلى الفرار, فتولى عمه مسؤولية تربيته , وبدأ حياة من الضياع .
اعتقد أن مسألة (دور المرأة) قد غادرت حدود المجتمع السويسري الذي عاش فيه الفيلسوف روسُّو منذ الآلف السنين , وحطت في المجتمعات العربية , ونتج عن ذلك التخلف الاجتماعي المرتبط بالتخلف الفكري وسيطرة الفكر الرجعي الذي ينظر للمرأة بدونية غير مسبوقة , وقد توارثت الأجيال بعد الأجيال مسألة الدونية , لتّكون ذهنية سالبة عند مجتمع الرجال تجاه المرأة , ودورها في المجتمع الذي تعيش فيه .
أذن نحن أمام ذهنية الرجل العربي تجاه المرأة , ودورها في المجتمع الذي تعيش فيه , وهنا أؤكد حقيقة مفادها , أن العقل الباطني للرجل العربي , يحاول دائما أن تبقى المرأة أسيرة لديه كل الوقت , وأن العقل الباطني للرجل العربي لديه شعورا أن المرأة لديها قصورا في القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة , ولا تستطيع القيام بالإعمال السياسية , آخذين بعين الاعتبار أن المرأة نصف المجتمع ، لهن نفس حقوق الرجل ، وعليهن نفس الواجبات , إلا أنها تمثل أقل من عشر المجتمع السياسي في العالم العربي ككل , الذي ما زال ينظر إلى نساء العرب باعتبارهن قاصرات سياسيا ، ولا يمتلكن موهبة القيادة ، رغم ما حققته المرأة العربية من نجاحات في شتى المجالات والمناصب التي تبوأتها في الفترة الأخيرة .
وهنا اكتفي بطرح مجموعة من الأسئلة لعلها تجد طريقا لبحثها على مستوى كبير : ما هو سبب تأخر المرأة الأردنية في المجال السياسي ؟ وما أسباب محدودية مشاركتها وتمثيلها السياسي في البرلمانات ؟ وهل تؤمن الأنظمة والأحزاب بقدرتهن أم تلجأ إليهن للديكور فحسب ؟ وهل يوجد إنجازات تسجل لنساء أردنيات خاضوا مجال السياسة ؟ أخيرا نقول أن الكرة في مرمى المرأة الأردنية , عليها أن تخرج من ذهنية الرجل السالبة , وأن تشاركه في العمل السياسي الأردني من خلال الترشيح والاقتراع والحوارات والمناقشات وإبداء الآراء , لان بناء الوطن لا يقبل القسمة على اثنين في حالة الرجل والمرأة .