صدام حسين كفاك ربك الشهادة في يوم عظيم



مع حلول الذكرى السادسة لرحيل القائد الشهيد صدام حسين وبعدما تكالب شذاذ الآفاق و شراذم الخيانة والعمالة فوق ارض الرافدين والتفت عمائم العهر حول رقابنا وإحاطتنا فتاوى العصمة من كل جانب تعود بنا الذكرى المؤلمة البشعة الحزينة إلى ذلك اليوم الذي سقط فيه الحسام من يد فارس مغوار حاصرته النذالة العربية بأنظمتها وبعض شعوبها فسقط في يد العدو والجلاد ليكون ذبيحة عيد الأضحى في 30 / 12 / 2006 كان الحد الفاصل بين الموت والحياة والرجولة والخسة والاغتيال الجبان لواحد من رموز العروبة ومعينها الذي لا ينضب بسالة وبطولة وفداء وذكرى عطرة طيبة خالدة في الحاضر والمستقبل

نعود إلى ذلك اليوم الذي جرى فيه تسليم الأسد الجريح الشهيد البطل صدام حسين لأزلام وزبانية الحكومة العراقية من قبل حرسه الأمريكي تلافياً لحصول جدل قانوني في أمريكا التي اعتبرته أسير حرب

ونعيد ذكراك أيها المتفرد عزة وشموخ وأنت ترفض ارتداء الكيس الأسود لتغطية رأسك هربا من مواجهة الموت الزؤام

ونتذكرك وأنت تصدح في عنان السماء ثقة بخالقك الذي سيرحمك يوم نادينه يقولك الذي جلل أركانهم وزلزلك كيانهم "يا الله". ثم تقدمت نحو المشنقة شامخا ووقفت على المنصة بهدوء ورباطة جأش محاطاً بالخنازير الجبناء الذين غطوا وجوههم خشية أن تعرفهم وأنت في طريقك إلى الحياة الأبدية بلا رجعة

ولا زلنا نرى زمرة الطائفية الرافضة المضللة وهم من حواليك والخوف ينهش قلوبهم من بسالتك وصمودك يرددون: "اللهم صل على محمد وآل محمد، وعجل فرجه وألعن عدوه" (وهو دعاء شيعي يتمنون فيه خروج المهدي المنتظر والنصر على أعداءة يردده أنصار التيار الصدري) قبحه الله ومن هم على شاكلته ولا زال يرن في أذاننا صراخ أحدهم "مقتدى مقتدى مقتدى" وهو كما نعرفه زعيم لعصابات جيش المهدي الصدرية الطائفية الانتقامية

أبى عدي كم زهونا بك وفاض الفخر أيامنا وأنت ترد عليهم "هي هاي المرجلة" (أي هل تعتقدون أنكم تقومون بعمل رجولي) ثم صرخ أحد الملاعين الأنجاس الحاضرين يقول "إلى جهنم" وهتف مسخ آخر منهم "عاش محمد باقر الصدر"

لقد كنت رهيبا قويا وثابا وأنت تنطق الشهادتين (أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسولا الله) لحظة شاهدت المنية قد قربت بكل إيمان وأمل بالله الخالق وكم كان حزننا عظيم وغيظنا كبير ونحن نشاهد وقوف العالم الإسلامي والعربي مكتوفي الأيدي لم يتحركوا بأكثر من إدانات خجولة واستنكار شفوي وشجب فارغ متكرر

وكما تذكرون على طريقة الأفلام الهندية والمصرية والأمريكية كانت محاكمة الرئيس العراقي صدام حسين ومجموعة من رفاقه بما احتوت من مؤامرة في الإعداد وسخرية في الإخراج وقذارة في التنفيذ حينما أصدروا حكما ظالما كان معروف قبل بدء المحاكمة المهزلة

وكل مراقب للشأن العراقي والشرق أوسطي ومنذ ما يزيد على عشرين عام يعلم جيدا ان ارض وشعب وقيادة العراق كانت تجر إلى حبل المشنقة عبر خطة صهيو أمريكية بدايتها كانت شهوة السيطرة على الذهب الأسود وأضعاف قوة العراق العسكرية والسياسية كداعم لقضايا العرب في مواجهة مشاريع الخذلان والاستسلام مع إسرائيل بعدما عجزت أمريكيا في حينها عن احتواء النظام وبعد فشل كافة محاولات التهديد كان لابد من إغراق العراق في العديد من المشاكل الإقليمية والدولية بدء من احتلال الكويت وهي المصيبة الكبرى والخطأ العظيم الذي اقترفه صدام حسين حيث كانت بداية الطريق والسم داخل الدسم وطلقة الغدر للقضاء على العراق أرضا وشعبا وقيادة عن طريق الغزو والاحتلال وإسقاط النظام واعتقال الرئيس ليكون في ذلك عبرة لمن بعده ولكل من يحاول أن يرفع عقيرته في وجه أمريكيا

الرئيس بوش وعصابته المتصهينة أرادة اللعب على حبل المشنقة بعد جل الهزائم التي منيت بها فوق ارض الرافدين لعل وعسى أن يكون ذلك النفس الأخير في إنقاذ سمعة الرئيس وزبانيته التي أصبحت محل احتقار لكثير من الأمريكيين الذي كانوا تسألون ليل نهار لماذا البقاء في العراق ولحساب من يموت أبنائنا كل يوم وكيف نقبل احتلال دولة وفق بمرارات ودواعي الكذب والدجل السياسي التي ساقها الرئيس وزمرة المعارضة العراقية أقزام وأزلام واشنطن وعلى رأسهم احمد الجلبي الذي كان عراب اتهام العراق وإقناع الإدارة الأمريكية بوجود أسلحة دمار شامل وغيرها من الأسباب التي ثبت عدم صحتها لاحقا

لقد كان بوش اللعين يريد استخدام هذا الحكم كورقة تفاوض مع المقاومة بعد اضطراب الحالة الأمنية وزيادة عدد القتلى الأمريكيين ومبادلة رأس صدام رحمه الله بقوة العبثيين وسيطرتها على حركة المقاومة الوطنية وفق المنطق الأمريكي المعروف بالمزايدات والمساومات بعد الفشل المتكرر في كل ارض حلو فيها

منذ البداية كانت محاكمة الرئيس جزء من الحرب النفسية البشعة من خلال بث جلساتها المباشر لإسقاط هيبة الرئيس وأركان النظام وإضعاف التعاطف مع المقاومة

واليوم يثبت التاريخ والواقع ان الأمريكيين قد اخطئوا في الرهان على ان هذا الحكم سوف يوقف العنف ويرهب المقاومة والحقيق أن العراق ومنذ رحيل صدام شهد مزيدا من العنف والقتل والتفجيرات والمؤامرات والمقاومة

ولقد كان من العار البائن بينونة كبرى على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي لا نرى فيه الا دمية أمريكية ولعبة إيرانية وهو يمثل في منصبه جميع العراقيين يوم دعى إلى الفرح والابتهاج بهذا الحكم المشين في تاريخ العدالة وبعنصرية طائفية صارخة

وقد كان عارا أكبر للمجرم بوش الابن أن يدعوا العراقيين إلى تسجيل هذا اليوم الأسود في تاريخ العراق الحديث وهو كان حينها يسقط أمام شعبه في صناديق الاقتراع لحزب جمهوري لم يعد مقبولا ابدا بسبب مراهقته السياسية وجرائمه الطاغية وليتذكر بوش الابن فردتي حذا البطل منتظر الزيدي ابن مدينة الصدر صاحب المذهب الشيعي وهما ترشقان وجهه كراهية واحتقار

في المقابل نجد ضريح المرحوم صدام حسين قد أصبح محجا وملهما لشرفاء العراق وأبناء العروبة والإسلام يقفوا على جنباته يراجعون الماضي ويعززون وحدتهم الوطنية لمواجهة من نصبتهم أمريكيا على مستقبل العراق وهاهو بوش قد لفه النسيان وغادره الزمان واسقط من التاريخ كمجرم ومحتل أما أنت بقيت الذكرى الحية في ضمير الأمة والعراق نحي ذكراك في كل عام نمسح الدموع بيد الفخر والبطولة والاعتزاز الذي سجلته فينا وأنت شامخا في طريق الموت والشهادة حيث كنت كأشجار النخيل التي لا تموت الا وهي واقفة رحمك الله وغفر لك وتقبلك وإنا لله وإنا إليه راجعون
mahdmublat@gmail.com