نواب سابقون لا يستحقون شرف أصواتكم


لا ادري هو استغفال أم استهبال أم قلة حياء يسوقها علينا البعض اليوم بصورة قبيحة وهم يعيدون تدوير أنفسهم بطريقة سوقيه انتهازية مستغلين ضعف ذاكرتنا الوطنية وطيبة قلوبنا الإنسانية ليعودوا على ركوب ظهورنا للرجوع إلى البرلمان الذي دخلوا حرمته بالتزوير و القذارة التي مارسوها بكل أشكال المحسوبية والجهوية والرشاوى والشعارات المضللة وشراء الذمم بالمال الأسود الحرام

انظروا كيف عادوا من جديد أصحاب الوجوه العكرة يطرحون برامجهم وسخافاتهم التي ثبت فشلها مرارا وهم يستظلون القبة سنوات عديدة ولا حظوا صورهم فوق أعمدة النور والجدران كأنهم خشب مسندة أو حمر مستنفرة فرت من قصوره

أحبائي الناخبون والناخبات كم يشبه اليوم البارحة في حراكه وتحرك زبانيته الباحثون عن المناصب والمكاسب والألقاب سدنة الكذب والخداع والتضليل والرياء حماة معبد الطغيان على مقدرات الوطن وقوت المواطن لنقف لحظات قليلة قبل أن نسقط في قعر البئر المظلم وليكن لنا فيما مضى ذكرى تنفع أولي الألباب فالمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين والسعيد من استعاض بغيره والشقي من استعاض بنفسه والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم

كثير من النواب السابقين المرشحين اليوم أيديهم وأفواههم ملطخة بعار المشاركة في جلد الشعب والاعتداء على حريته الفكرية والمعيشية بالاصطفاف المبرمج مع الحكومات المتسلطة في استعداء الشارع الأردني الذي فقد وعيه وقدرته على الاحتمال فخرج إلى الشارع مدفوعا بالفقر والجوع والبطالة ورفع الأسعار بعدما أجبر على دفع ضريبة ( الدم ) لسداد ديون خزينة سرقها أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة وأبناء الذوات منذ سنوات حينما سلطوهم على جيوبنا وحياتنا في كل مرافق الدولة السيادية والمنتجة والحساسة

هل تذكرون حكومة سمير الرفاعى الابن التي حصلت على الضوء الأخضر من مجلس نواب 2010 للقيام باتخاذ إجراءات اقتصادية قاسية على المواطنين قريبا بعد أن حصلت على أرقام الثقة القياسية بحوالي (111) ومن خلال جلسات مع بعض الكتل والنواب المستقلين وجاءت الثقة بمستوى مرتفع جدا وبمزايدة ومغازلة للحكومة رغم أن نواب الشعب كانوا يعرفون ما ينتظر المواطنين المنهكين من القرارات الاقتصادية القاسية والتي في حينه أكلت الأخضر واليابس واستنفذت رواتب أغلبية الموظفين في القطاع العام والخاص ومعهم المتقاعدين بقايا الطبقة المتوسطة والنواب يكيلون المديح للحكومة بشكل مبالغ فيه بعدما وضعت الحكومة مجلس النواب في جيبها الصغير

وهل تذكرون الاتفاقية التي أقرها أقروها مع شركة برتش بتروليوم التي تضمنت السيطرة على حقل غاز الريشة إلى الأبد هذه الاتفاقية التي يتحسر عليها كل مواطن شريف عند اطلاعه على بنودها المذلة

وهل تذكرون واقعة اتفاقية بيع مبنى أموال أنفست بثمن بخس إلى غرفة تجارة الأردن ومن كان المستفيد من هذه الصفقة نائب سابق
وهل تذكرون من هم النواب المرشحين اليوم الذين صوتوا بقوة لإقرار قانون المطبوعات والنشر الذي يقمع الحريات ويكمم الأفواه وقانون المالكين والمستأجرين الذي احدث كارثة في المجتمع هزت امن واستقرار الكثير من العائلات والأسر وهل تذكرون النائب القانوني والسياسي والمحلل والذي لم تحمل الأرحام مثله بعد الذي تبنى الدفاع بغطرسة وعنجهية عن هذا القانون الظالم لأسباب يعرفها كل المستأجرين
وهل تذكرون من هم النواب الذين كانوا يساهمون في إسقاط النصاب القانوني لجميع القوانين التي تهم حياة المواطنين وتحفف معاناتهم يجب أن تعرفوهم وتحجبوا أصوتكم عنهم
وهل تذكرون النواب الذين حنثوا بالقسم وخانوا الأمانة والمسؤولية في حماية المال العام ومحاربة الفساد ومطاردة الفاسدين وصوتوا لصالح الجوازات الحمراء والدبلوماسية وقانون تقاعد النواب مدى الحياة الذي يستنزف الخزينة في سعي محموم منهم لتحقيق مصالح شخصية عاجلة لا تنسجم مع التوجهات الإصلاحية في ظل التحديات الراهنة التي تعصف بالوطن والتي أثارت انتقادات شعبية وإعلامية واسعة
وهل تذكرون من النواب السابقين الذي عارض مشروع قانون لصالح صيادلة الأردن بصفته كان رئيس اللجنة الصحية وذلك لصالح متنفذين في القطاع الصيدلاني أصحاب اكبر مجموعة صيدليات معروفة حسبما تردد على السنة أصحاب المهنة وهو مرشح اليوم
وهل تذكرون النواب السابقين المرشحين اليوم الذين مارسوا دور القضاء ومنحوا صكوك الغفران وحموا الفساد والاختلاس والسرقة وأعطوا الثقة لرموزها وبصموا دون معرفة ولا قراءة ولا تدقيق يوم انحازوا للباطل بتبرئة المتهمين في قضايا الكازينو والفوسفات وسفر خالد شاهين وملف سكن كريم وها هم اليوم من جديد في قبضة القضاء الذي نثق بعدالته في الحكم

هل تذكرون النائب الهمام الذي شتم تحت القبة بعض أبناء الشعب الأردني من الحزبيين والسياسيين والشباب ووصف من يشارك منهم في الحراكات والاحتجاجات بالحاقد والفاسد والنذل والحقير وطالبهم بالتوجه لجسر الملك حسين في تعبير يشكل اهانة واضحة وصريحة

وهل تذكرون من كان يحرك بعض النواب المرشحين اليوم من خلف الستار يوم كانوا يعطون الثقات بالجملة وكمش

وهل تذكرون ( نواب المجلس المزور الأخير وليس الوحيد ) الذي كان حله ضرورة وطنية ملحة لأنه لم يحقق للشعب الأردني أي انجاز حضاري يسهم في تقدم الوطن بل لعب دورا كبيرا في النزاعات والخلافات والتضليل والكذب

وهل تذكرون النواب شلة محمد الذهبي الذين شكلهم على يديه في جميع المحافظات وبقي يجتمع بهم في الصالونات والمنازل والمزارع ويطلب إليهم السير بعكس التيار ومقارعة الحكومات والضغط لإفشال القوانين والمهمات

إذا على ماذا يراهنون هؤلاء لدخول غمار الانتخابات البرلمانية وهل سيغفر لهم الشعب جملة الإهمال واللامبالاة والاستغلال والزلات والأخطاء والخطايا الكثيرة وهم يشجعون قمع الحريات وسرقة البلاد والخيرات ويضعون أنفسهم تحت إمرة راعي توزيع الأوامر والمغانم والأعطيات

والسؤال المطروح الآن هل سيعودون لا قدر الله ويستمرون في خداع قواعدهم الانتخابية المغرر بها والتي ستضطر للتصويت لهم تحت وطئت الغفلة أو الحاجة أو العصبية القبلية

إن كل مواطن شريف في قلبه مصلحة الوطن والخوف على مستقبل أجياله مدعو في الغد القريب وبكل وعي وصدق وعزيمة للعمل والتوعية من اجل عدم إيصال اي من هؤلاء ثانية للمجلس مهما كلف الثمن بتعريتهم على ما أساءوا للوطن بتصرفاتهم وللمواطن بالعبث في مقدراته الحياتية لمصالحهم الشخصية ومكاسبهم الآنية
إن من أوصلهم التزوير سابقا وربما لاحقا أبناء الدوائر الوهمية البغيضة لا ترجوا فائدة منهم لن ينصفوكم ولن يصدقوكم ولن يدافعوا عنكم بعدما اعتادوا على التدليس والمراوغة والضحك على اللحى

بقي أن نقول ليس كل نائب سابق مرشح فاسد ومغشوش لا يصلح للعودة إلى البرلمان فهنالك نواب شرفاء مخلصين تركوا بصمات مشرفة ومواقف محسوبة في مسيرة الحياة التشريعية وخدمة الناس ينبغي ان ندعمهم ونلتف حولهم ولا نخذلهم ونتشرف بنجاحهم أما الأكثرية المخزية في مجلس ال 111 الفاسد فليذهبوا ( إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم )
mahdmublat@gmail.com