توقعات بإندلاع حرب شاملة بالمنطقة وانتفاضة ثالثة في فلسطين

‎أخبار البلد - شهدت منطقة الشرق الأوسط الكثير من الاضطرابات خلال عامي 2011 و2012، مما سيكون لها أثر كبير على أوضاع المنطقة خلال العام الجديد، ما دفع عددا من المفكرين والمحللين الدوليين والاسرائيليين إلى استكشاف صورة المنطقة في عام 2013 والقضايا الأكثر أهمية؛ التي ستفرض نفسها خاصة في دول الربيع العربي وعلاقتها مع اسرائيل.


وكانت الصورة النهائية غير مبشرة بالخير، فأغلبهم رأوا أن الربيع العربي وضع البلدان التي عصف بها على "شفا جرف هار".


‎بدءاً من تونس، فقد كانت هي المحرك الرئيسي للثورات العربية، فبعد إضرام أحد التونسيين النار في نفسه يوم الـ 17 من ديسمبر 2010 احتجاجًا على الفساد الحكومي، ونجاح الثورة التونسية، انتفضت الدول العربية المجاورة هي الأخرى للتعبير عن غضبها من فساد حكامها.


وتواجه كل دولة عربية تمر بمرحلة انتقالية (تونس، ومصر، وليبيا، واليمن) عقبات سياسية واقتصادية وأمنية تختلف من دولة لأخرى، فقد أسفرت الثورات عن نتائج مختلطة حتى الان على حد قول الباحثين روبن رايت، وهي باحثة بارزة في مركز وودرو ويلسون الدولي للدارسين، وجاريت ندى، وهو مدرس مساعد في مركز إدارة النزاع التابع للمعهد الأميركي للسلام.


‎وقد كان التحول الديمقراطي في تونس سلسا نسبيا مقارنة بالدول الأخرى التي تمر بمرحلة انتقالية، وذلك من وجهه نظر رايت وندى اللذين يتوقعان أن تواجه البلد ثلاثة تحديات رئيسية في عام 2013 وهي: الاقتصاد الهش، والاستفتاء على الدستور، وانتخاب حكومة دائمة في جو من التوتر بين الإسلاميين والعلمانيين.


‎اما بالنسبة لمصر، يقول المحلل الاسرائيلي عوزي رابي انها ستشهد خروج الملايين للشوارع، في حال استمر تدهور الوضع الاقتصادي، وطريقها نحو الديمقراطية لا يزال طويلا ومعقدا.


‎وأكد رابي خلال حديثه مع الإذاعة العامة الإسرائيلية ان كلا من الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين انتصروا في هذه المرحلة على الأقل في الصراع السياسي، وهمشوا المعارضة والديمقراطية لصالح فرض أجندتهم على الساحة المصرية، ما أدى لحالة غضب شديدة بين المثقفين والإعلام والقضاء المصري.


‎وأكدت صحيفة معاريف أن محمد مرسي لا يرغب في دخول حرب مع إسرائيل، ورغم أن العلاقات مع مصر في ظل العلاقات الضبابية الإسرائيلية مع الإخوان المسلمين، إلا أن عام 2013 لن يشهد حربا عسكرية أو سياسية بين الطرفين.


‎ومن جانب آخر ذكرت صحيفة هآرتس أن السلطات المصرية لم تدخل مواد البناء لقطاع غزة إلا بعد الموافقة الإسرائيلية المسبقة. مشيرة إلى أن الحكومة المصرية أرسلت منذ فترة طلبا للسماح بإدخال مواد البناء، وبالفعل سمحت إسرائيل منذ أسبوع بإدخالها عبر ميناء رفح.


‎وأشارت الصحيفة إلى أن الموافقة الإسرائيلية على الطلب المصري يأتي في إطار التقدير الإسرائيلي للدور الذي تقوم به مصر في صد كافة أشكال التهريب من سيناء إلى قطاع غزة، وأيضا لدورها كوسيط في التفاهمات بين حماس وإسرائيل، التي تم على إثرها وقف إطلاق النار.


‎أما بالنسبة للملف السوري، فلا يستبعد عوزي رابي سقوط نظام الأسد، مما سيؤدي الى تفكك سوريا طائفياً إلى ثلاث دويلات كردية وسنية وعلوية.


‎وبينما ذكر البروفسور الإسرائيلي أن السنة قد يتمسكون بالعاصمة دمشق ومدينة حلب، فقد استبعد سيناريو مجيء معارضة تحمل نهجا جديا لاستقرار سوريا ما بعد الأسد، معرباً عن توقعه المزيد من سفك الدماء، وحالة من عدم الاستقرار في البلاد، والتي ستنعكس سلبا على الدول المجاورة وربما الشرق الأوسط برمته.


هذا وقالت يديعوت احرنوت ان المخاوف الاسرائيلية تزداد حول حصول حزب الله على الاسلحة السورية. كما ان قلق المجتمع الدولي والاسرائيلي يزداد حول مصير الاسلحة الكيميائية التي يقدر حجمها بـ 10000 طن.


‎اما بالنسبة للشعب الفلسطيني فذكر رابي ان الرئيس عباس بدون أي انفراج دبلوماسي في ملف السلام، وجد نفسه فاقدا لسيطرته على الضفة الغربية، التي شهدت بنهاية 2012 نوعاً من الاحتجاجات الشعبية، من شأنها أن تتحول في العام 2013 إلى نوع من الانتفاضة. وما يلفت الانتباه ان اللاعب القديم بالساحة الفلسطينية خالد مشعل الذي يحاول من خلال نتائج الحرب الأخيرة في غزة، إظهار نفسه زعيماً للساحة الفلسطينية برمتها‫.‬


‎وفي نهاية المطاف يقول الجنرال الإسرائيلي ايال ايزنبرغ المسؤول عن الجبهة الداخلية 'الدفاع المدني' ان اندلاع حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط بات أمرا واردا بسبب توقعه بقدوم شتاء اسلامي راديكالي' قد يلي 'الربيع العربي'.