ساعـات وينتهـي عـام لـيبدأ عـام جـديد

 
الحمد لله الحي القيوم على مر الدهور وكر العصور، أحمده - سبحانه - ﴿ يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ﴾ أن الأيام تطوى، والأعمار تفنَى، والأبدان في الثرى تبلَى، وأن الليل والنهار يَتراكضان تَراكض البرق، فيقربان كل بعيد، ويخلقان كل جديد، ويأتيان بكل موعود، وأنكم على موعد استقبال عامًا جديدًا لا تدرون كم تبلغون منه من الآمال، فازرعوا خيرًا يكن لكم عند الله ذخرًا؛ فان لكل زارعٍ ما زرع، فمن زرع خيرًا يوشك أن يحصد رغبة، ومن زرع شرًّا يوشك أن يحصد ندامة، ولا يسبق بطيء بحظه، ولا يدرك حريص بحرصه، ما لم يقدر له، فمن أعطى خيرًا فالله أعطاه، ومن وقي شرًّا فالله وقاه، وإن المؤمن بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يَدرِي ما الله صانع فيه، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه، فليأخذ العبد لنفسه من نفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الشبيبة قبل الهرم، ومن الصحة قبل السقم، ومن الإِمكان قبل الفوت، ومن الحياة قبل الموت.
ساعات ونودع وينتهي عام مرت خلاله أحداث وظروف أتعبت البعض من الشعب وأحزنتهم وأخرى أسعدت البعض الاخر. فكثير منا قد شكى ومنا من شعر بلذة الفرح. والان نحن على مشارف أستقبال عام جديد لا نعرف محتواه نقف على عتبته مستمدين العون من الله عز وجل ان يكون عام خير على الاردن وعلى الأمة الاسلامية. ان نهاية عام تعني انتهاء ثلاث مئة وستين يوما من عمرنا بما فيه كثير من الساعات والدقائق والثواني بما فيه من أعمال وهواجس وحركات سواء كانت صالحة او طالحة. ها هي الأيام تمر سريعا فهي كالبرق لا نشعر بها، عام يمضي سريعا، وينقص من أعمارنا. وعام ننتظره لنستقبله بالفرح والأمنيات والاصلاحات وربما بوعود قد نوفي بعضها وننسى بعضها الآخر. علينا أن لا ننسى زمن تنقلب فيه الخيرات والبركات الى حرمان وقلة أرزاق. ساعات قليلة ويأتي عام لا نعرف خيره من شره لعل القادم أجمل يحمل معه الوعد والأمل، الحلم والأماني علينا أن نتجاوز محطات اليأس والألم. علينا نبدأ صفحة جديدة في العام الجديد ونستمر في مسيرة الاصلاح التى تجعل من حياتنا أكثر جمالية، نستفيد من تجاربنا السابقة ونجعلها جسرا نسير عليه لا أن نقف عنده، لنحقق أجمل ما نصبو اليه من آمال وطموحات وأصلاحات.
ساعات ونستقبل عامًا جديدًا ساعات ونفتح الباب لعام جديد يحلّ بيننا. دعونا نطوي عام مضى بكل ما فيه من اللحظات الحزينة والسعيدة. ولنتذكر أننا في لحظة وداع وأن ما مر بنا لم يعد الا ذكرى قد تعيش معنا في حياتنا. وكما ودعنا عام. سنستقبل عاما آخر ملئ بالأحداث والاصلاحات التي يمر فيه الوطن سنعيشها ونتعايش معها. لا أحد فينا يعلم نصيبه من الفرح أو الحزن. وقبل أن نفكر بما قد تحمله لنا الأيام القادمة، علينا أن نقف مع أنفسنا وقفة تساؤل ومحاسبة عن ما مضى، ثم وقفة استعداد وعزيمة على حسن الاستفادة من عام قادم ولنتعظ بسرعة مرور الأيام والليالي فبالأمس القريب كنا نعد أنفسنا لأستقبال هذا العام وها نحن نودعه ونطوي آخر صفحاته لنستقبل عام آخر. فأهلا بك أيها العام الجديد عام الأصلاح وتنظيف الوطن من الفاسدين والمفسدين ومنع التلاعب في مقدرات الوطن ومنع المنحرفين والفاسدين من استلام المناصب والتحكم بمصائرنا، ومن أجل أن تنتصر الارادة الخيرة فينا لتزدهر بنا أوطاننا.
أقبلوا على ما كلفتموه من اصلاح ولاتستعملوا جوارح خلقها الله وغذاها بنعمته، بالتعرض لسخطه بمعصيته، واجعلوا شغلكم بالتماس مغفرته، واصرفوا هممكم بالتقرب اليه بطاعته، فإنَّه من بدأ بنصيبه من الدنيا فاتَه نصيبُه من الآخِرة، ولم يدرك منها ما يريد، ومن بدا بنصيبه من الآخِرة وصَل إليه نصيبه من الدنيا، وأدرك من الآخرة مايريد، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ومهدوا لها قبل أن تعذبوا وتزودوا للرحيل قبل أن تزعجوا فانما هو موقف عدل واقتضاء حق، وسؤال عن واجب، وقد أبلغ في الاعذار من تقدم بالانذار، ألا وان أفضل الناس عبد عرف ربه فأطاعه، وعرف عدوَّه فعصاه، وعرف دار إقامته فأصلَحَها، وعلم سرعة رحلته فتزوَّد لها، ألاَ وإنَّ خير الزاد ما صحبه التقوى، وخير العمل ما تقدَّمه صالح النية، وأعلى الناس منزلةً عند الله أخوفهم منه. ساعات ونحن نستبشر بإطلالة عام جديد، ونحـن نتباين في مشاعرنا، وأمانينا، بعد سنة مرت بذكريات مؤلمة، ومفرحة، تركت أثراً في نفوسنا، نبتهل إلى الله العلي القدير، أن تكون سنة جديدة، ملؤها الفرح للجميع، وتمنياتنا للمرضى، بالشفاء العاجل، ولمن فقدنا من الأحبة بالرحمة والمغفرة، وكل عام وأنتم بخير واردنــا في تقدم ورفعة.
وكل عام والوطن والشعب الاردني وسيد البلاد وأبناء الامة العربية بألف خير.
عــلاء حســين البــوات
Bawwat_alaa@yahoo.com