لننتصر للمرأة المرشحة

المتتبع لحضور المرأة الأردنية في مجلس النواب منذ عودة الحياة الديمقراطية عام 1989 يلحظ ما يلي : - عام 1989 شاركت النساء في الانتخابات تصويتا وترشيحا حيث ترشحت 12 امرأة ولكن لم تفز أية امرأة في هذه الانتخابات . وفي عام 1993 ترشحت ثلاث سيدات وفازت واحدة . وعام 1997 ترشحت سبع عشرة امرأة ولكن لم تفز أية مرشحة . وفي انتخابات عام 2003 ترشح 54 وتم خلال هذه الانتخابات طرح نظام الكوتا والذي سمح بدخول ست نساء إلى مجلس النواب ولكن ليس خارج نظام الكوتا بل بمساعدة الكوتا . وعام 2007 ترشحت 199 امرأة وفازت ست نساء على أساس نظام الكوتا في حين فازت مرشحة واحدة بالتنافس الحر.
وفي المجلس السابق وصلت 13 سيدة، كن الاكثر حضورا للجلسات بحسب تقرير يرصد الحضور والغياب لاعمال المجلس. كما كان بعضهن الاكثر تأثيرا وتسييسا للخطاب البرلماني، من خلال اداء متوازن، حظي بإعجاب الطبقة السياسية الرسمية والمعارضة في آن واحد، كما لفت نظر صناع القرار.
في الانتخابات الحالية، ارتفع عدد السيدات المرشحات الى 203 في القوائم والترشيح الفردي، وهذا يدل على هجمة نسائية بالحضور والمشاركة في صنع القرار، وعلى دور حقيقي للمرأة، وليس استكمالا للديكور الديمقراطي.
والملفت اكثر في الانتخابات الحالية تصدُّر سيدات لقوائم انتخابية، وهذا يدل على عمق القناعة بأدائهن السياسي والبرلماني، والحضور المميز في قضايا المرأة، والمساهمة في تعزيز دورها في العمل السياسي والحزبي.
الاداء النسائي للبرلمانيات يدفعنا الى دعم التجربة، والدعوة الى التصويت للسيدات اللواتي تستحق كل منهن أن تتقدم الصفوف في العمل السياسي والوطني.
كما أن شكل المجلس بوجود كوكبة من النساء الجميلات والانيقات روحا وانسانية، يضفي طابعا اكثر حضورا وبهاء ونعومة، كما يمنح القوانين والعمل البرلماني حميمية نفتقدها في الاداء الخشن والاستعراضي لبعض النواب.
بحسب تقارير عربية فإن نسبة النساء في البرلمانات الاردنية من أقل الدول في العالم, حتى مقارنة مع تمثيل النساء في بعض البرلمانات العربية، حيث تصل نسبة النساء في برلمان العراق من خلال الكوتا إلى 25% وفي السودان 26 %, وفي مصر 13 %.
الانتخابات الحالية فرصة لإظهار وجه الاردن الحضاري، وتقديم السيدات الكفؤات الى صدارة المشهد البرلماني والسياسي سوف يسجل للاردن، الذي يرتكز على انتخاب برلمان جديد بنوعيات مختلفة ومميزة عن البرلمانات السابقة.
اذا كان لنا ملاحظات عديدة على نوعية المرشحين، وعودة نسبة كبيرة من المجلس السابق الى الترشح من جديد، وغياب الشباب، ونشطاء الحراك، والرياديين، فأن هذا لا يمنعنا من اللجوء الى انتخاب الافضل والاكفأ وصاحب السيرة المنتجة وغير الملوثة.