وتنطلق الطاعة لسيد البلاد


بهذه العبارة افتتح جلالة الملك باب الحوار إيذانا بدخول مرحلة ديمقراطية جديدة بمناسبة الانتخابات النيابية ،واضعا حجر الأساس لبناء صرح ديمقراطي أردني قائم على أربعة أعمدة ،تلخصت باحترام الرأي الآخر كأساس للشراكة بين الجميع ،وان المواطنة لا تكتمل إلا بممارسة واجب المساءلة ومحاسبة المواطنين للنواب على أساس الالتزامات التي قطعوها على أنفسهم ، إضافة للمبدأ القائم على إننا نختلف ولا نفترق وان التوافق واجب وطني مستمر ،وإننا جميعا شركاء في التضحيات والمكاسب وجوهر الديمقراطية لا يعني وجود رابح أو خاسر .
بعد هذه الإرادة السامية أصبحت الكرة في ملعب الشعب ،وتحددت محاور مسؤولية الأردنيين في إطاعة التوجهات الملكية نحو بناء الديمقراطية المتجددة ،بمبادئها الأربعة التي أعلن عنها جلالته في رسالته إلى الشعب ،بعيدا عن الثرثرة وشعارات الضجيج الفارغة، التي لا تلامس الواقع وكادت ان تورطنا في المجهول .
في خضم موج الرسائل والشعارات الخرافية المتهورة التي تصم الآذان ، لم تترك رسالة أثرا في نفوسنا مثلما تركت ورقة جلالته النقاشية، ذلك أنها تدعوا إلى إزالة الأقفال عن السنة الأغلبية الصامتة ، وكان خطاب جلالته حواريا وديا يفيض بالحكمة والألفة والمحبة ،وبدا كعادته فقيها غزيرا يثير الذاكرة الخامدة ،ووافر الحظ من العلم والتجربة، مشاركا شعبه حياتهم اليومية ،ما يفسر لنا قدرة جلالته على تجاوز تبعات الربيع العربي ،ومعالجة حالة الجنون العابر ،ومظاهر تخريب وتدمير مكتسبات الوطن ،وكيف قادنا جلالته بثقة إلى بر ألامان.
كان جلالته في صياغته للمبادئ الديمقراطية الأربعة رزينا متأنيا صافي الذهن ،بعد أن أصغى لنا باهتمام بعيدا عن التعنت والمشقة ،فأزال الشك باليقين ،وسهل الصعب ،وألغى الضوابط غير الحضارية وقيود التعبير عن الرأي ،وقد نطق بالقول الواضح الصريح بالإبانة والمنطق ، واضعا مبادئ الديمقراطية في موضعها الصحيح ،وترجم فكره إلى عمل ينفع الناس ويمكث في الأرض.
وفر جلالته مستلزمات الإصلاح وكافة أدوات التغيير ،وكان معلما ومقنعا ،وأجاد الخطاب وأحسن عرض توجهاته لعموم الناس بهدوء وسلاسة ،وكان واثقا بنفسه ومن إرادة شعبه ،وقد دنت ساعة العمل ،وعلينا إتباع خطوط إنتاج التقدم والنمو ،للخروج من محنة ضائقة العيش ،وبدء العمل دون إبطاء لحصد ثمار الديمقراطية (فما من نبتة تحمل الأرز مطبوخا )كما يقول المثل الياباني الشهير.fayz.shbikat@yahoo.com