رأسمالية العرب وعبد الناصر منهم

س- مالذي يرغمك على التفكر ؟؟

س- ما الذي يجبرك على التراجع والمراجعة؟

من المؤكد أنه تغير الأحوال من سيء لأسوأ، وفقدان السيطرة على التحكم بالمعقول والممكن؛ وثورات الغضب في الشارع العربي نتيجة تردي الأحوال المعيشية، والتعامل اليومي مع مختلف الأفكار والنظريات والتنظير، والتعرض لشتى أسباب الإحباطات المركبة والمعقَدة المعقِدة تجبرك على التفكر والتدبر والمراجعة، فتلاحظ من خلال مراجعتك للأنظمة العربية في الحكم أن العرب مستبدون بطبيعتهم حتى من خلال تدجين الأنظمة العالمية بمقاسات دكتاتورية تناسب ميولهم وتجيب أسئلتهم الشرهة، فالرأسمالية العالمية مستبدة نعم، ولكنه استبداد بنّاء ومشيد، أما وقد طبقت في بلاد بعض العرب، فقد اغتالتها الأنظمة العربية حين قزمت وناورت وحورت، وتلاعبت بمبادئها الأساسية في الاقتصاد فضاع العباد، وفشل المستبدون العرب ببناء أي صرح غير صروح سجون مشهورة كل في بلده. والعقلية الإدارية العربية عقلية بيروقراطية ظلت تراوح عهدها رغم تقلب العهود وتغير الزمان، والأجهزة الإدارية وهي يد الدولة، خربت وستخرب نتاج الثورات وستلتف على الحصاد؛ كما خربت عقلية رجالات عبد الناصر انجازات ثورته. فاذا تأملت التاريخ الناصري؛ ستجد أن عبد الناصر اعتمد على ذات الرجال، ذوو العقلية البيروقراطية التقليدية، والتي نخرت في خشب ثورته، فتواضع مشروعها خصوصا وقد جاء وزميله ورفيق انقلابه وثورته، محمد نجيب بأفكار ليبرالية بناءة، فاستبعدها حين استبعد صاحبها وتنكر للرفقة والأهداف التنويرية، التي حرضت على قيام الثورة ونفي الملك. وظل يدور في فلك رأسمالية الدولة، تلك الدولة التي يحكمها عقل وفكر وتوجه رجل واحد جاء على حصان انقلاب أو -لنقل تجميلا ليس إلا- ثورة ويظل قائدا وحاكما حتى يموت.