الوافدون في 2012.. عملاق جائع وفتاة شقية ودرع فولاذي!
شهد عام 2012 بزوغ نجم عدد من المصارعين في سماء اتحاد المصارعة الحرة الترفيهي (دابليو دابليو إي) بعد أن أثبتوا جدارتهم ليس فقط بالتواجد داخل الحلبة بل لعب دور أساسي ومحوري في العروض.
يأتي على رأس هؤلاء النجوم، العملاق الجائع رايباك الذي نجح خلال أشهر قليلة في اكتساب وضع مهم جدا في سيناريوهات الاتحاد والدخول على منافسات الألقاب أمام نجوم الصف الأول في واقعة نادرة الحدوث، وبالأخص خلال العقد الماضي.
الأهم من هذا أن رايباك، على الرغم من أنه لم يتحدث في العروض التي ظهر بها أكثر من نصف ساعة إذا تم جمع عدد الدقائق التي نطق بها، إلا أن عبارة واحدة جعلت جمهور الاتحاد بمختلف انتماءاته يضعه في الحسبان ألا وهي "فيد مي مور" أو "أطعمني أكثر"، والتي ينطقها ويرددها وراءه الحاضرون كلما كان على وشك الإجهاز على أحد خصومه.
المثير في الأمر أن رايباك كان ظهر قبل ذلك في عروض في الاتحاد حينما كان يشكل جزءا من فريق (نيكسيس) الشهير تحت قيادة ويد باريت، ولكن باسم مختلف هو سكيب شيفلد، إلا أنه لم يلفت الأنظار فضلا عن أن إصابة منعت مسؤولي الاتحاد من استغلاله، إلا أنهم انتظروا ونجحوا في إعادة اكتشافه بشخصية "العملاق الجائع" الجديدة.
ويتوقع الكثير أن يكون لرايباك مستقبل باهر ربما يجعله واجهة الاتحاد الجديدة بعد سحب البساط من نجمي العروض الدائمين في الوقت الحالي وهما جون سينا وحامل الحزام سي إم بانك، خاصة وأن لديه مؤهلات جسدية هائلة وقبول معقول لدى الجماهير يذكر بالمصارع المعتزل غولدبرغ.
في المركز الثاني تأتي الديفا الشقية إيه جيه لي والتي لم يكن أي من المتابعين يضع لها وزنا منذ بداية ظهورها مطلع العام الماضي كرفيقة لدانييل براين، خاصة وأنها مقارنة بباقي المصارعات في قطاع الـ"ديفاز" لا تتمتع ببنيان قوي مثل ناتاليا على سبيل المثال أو مقومات إثارة فائقة مثل إيف توريس، ولكن مرة أخرى نجح مسؤولو فريق الإبداع في قلب الأمور ومواجهة كل التوقعات، بسبب القدرة الفائقة للإقناع والكاريزما التي تتمتها بها المصارعة الشابة.
التطور الجذري في شخصية إيه جي لي كان تحويلها من نموذج "الملاك" إلى الفتاة المضطربة المجنونة الشقية، وهو الدور الذي تبدع في تقديمه بقفزاتها المجنونة حول الحلبة ونظراتها المتنوعة، ففي السيناريو تتنقل من بين أذرع المصارعين من براين إلى الوحش الأحمر الكبير كين إلى سي إم بانك إلى سينا والآن إلى دولف زيغلر ومن يدري بعد ذلك، كان السبب الرئيسي في هذه النقلة النوعية التي حدثت للفتاة وجعلتها جزء أساسياً من محور الأحداث في مختلف العروض.
ويكفي ما قالته الديفا السابقة ليتا بخصوص إيه جي لي، حيث قالت إن الأخيرة هي الوحيدة في طاقم مصارعات قطاع الديفاز التي تتمتع بـ"شخصية" وحضور قوي مثل مصارعات حقبة التمرد أو "أتيتيود إيرا".
يأتي في المرتبة الثالثة فريق (ذا شيلد) أو (الدرع)، وذلك على الرغم من أنه لم يمر على ظهوره في الاتحاد سوى شهر وبضعة أيام، إلا أن كل من رومان رينز وسيث رولينز ودين أمبروز، نجحوا خلال مرات ظهورهم القليلة في ترك أثر قوي لدى الجمهور.
وهذا الثلاثي في الأساس شأنه شأن رايباك، فجميعهم قادمون من قطاع تنمية المواهب بالاتحاد والمعروف باسم (إن إكس تي) وكما حدث سابقا مع ظهور فريق (نيكسيس) فإن هذا الثلاثي في السيناريو يلعب الدور الشرير ويهاجم كقطيع من الذئاب، وهو النموذج الذي أثبت شعبية كبيرة بين الجماهير التي كانت في فترة من الفترات عقب تفكيك عصابة (نيكسيس) كانت تهتف في العروض "نحن نريد نيكسيس"، فها هو الاتحاد يقدم لهم ما يتوقع أن يكون أكثر إثارة منهم.
المثير في الأمر أن هذا الثلاثي خلال أول مباراة رسمية يخوضه في عروض الدابليو دابليو إي الأساسية في مهرجان طاولات وسلالم وكراسي قدم أداء قويا للغاية، وبالأخص كل من سيث رولينز ودين أمبروز ينبئ بمستقبل باهر لهم.
رابعا وإن كان بأثر أقل كثيرا ممن سبقوه يأتي براد مادوكس الذي قدمه الفريق الإبداعي في البداية كحكم قام بالاعتداء على رايباك لتمرير فوز سي إم بانك عليه في عرض قفص في الجحيم، ولكن منذ هذا الحين لم يتم إكسابه أي دور كبير في العروض، ربما بسبب الإصابات المتلاحقة لعدد من النجوم، أو لأن الاتحاد يجهز له سيناريو أفضل العام المقبل.