ازدحام يعيق الحركة


يحار المرء في أمر تلك الكثافة من الكتل الانتخابية التي تتسابق لدخول قبة البرلمان، بعد الثالث والعشرين من الشهر المقبل، ذلك السباق الذي تستخدم فيه كافة الاسلحة المشروعة وغير المشروعة، وذلك لتحقيق هدف شخصي كما علمتنا التجارب السابقة، وهو الحصول على لقب " سعادة النائب".
إحدى وستون كتلة انتخابية سجلت لخوض المعركة الانتخابية، بعض عناصرها معروف في حين تحتاج للضرب في الرمل للتعرف على العناصر الاخرى وسماع شيء عن سيرتها الذاتية وتاريخها.
يعلم الكل ان عديد القوائم المسجلة للانتخابات من المحتمل ان يخرج من بعضها اثنان او ثلاثة وهم اصحاب الترتيب الاول في القائمة. بينما العدد الآخر جاء في القائمة لحسابات يعرفها بعض الذين قاموا بتشكيل تلك القوائم، وغايات اخرى لعدد من الذين احتلوا المراكز الوسطى والأخيرة فيها.
جلالة الملك عبدالله الثاني قال في احد خطاباته السامية ان الازدحام يعيق الحركة، فهل تنافس إحدى وستين كتلة انتخابية لاخراج (27) مقعداً في المجلس النيابي القادم امر يسهم في عملية اصلاح سياسي منشود ومحاربة فساد ينادي بها الاردنيون صباح مساء.
المؤكد ان (27) نائباً سيأتون من قوائم مختلفة يحتلون مواقعهم تحت القبة،والسؤال: هل هناك اتفاقات وانسجام واضح بين افراد وجماعات تلك القوائم، وهل هناك رؤية واضحة لمرشحي الاحزاب والقوائم ليتم اصهارها في بوتقة واحدة لتحقيق الهدف المنشود واخراج البلاد والعباد من الحالة التي وصلت اليها؟ نشك في ذلك حتماً.
ولكنها الفرديه الطاغية قاتلها الله. فالشعار السائد هو انا وبعدي الطوفان ولا إذن صاغية للغة العقل و المنطق.
عندما نادى جلالة الملك عبدالله الثاني بحكومات برلمانية كان يأمل ان يكون هناك حزبان او ثلاثة تحمل برامج واضحة للنهوض في البلاد والعباد، اما وقد سجلت احدى وستون قائمة وطنية يمثلها مئات المرشحين فهذا يؤكد غياب البرامج الواضحة لانقاذ الوطن مما هو فيه ويؤكد ايضا ان الشخصنة والفردية هي التي ستبقى سائدة. حمى الله الوطن حمى الله الملك.