بوليصة تأمين على الوطن


حيث ان المواطن هو اساس الوطن وان الاسرة اساس المجتمع وان كل ما ينطبق على الاساس فهو ينطبق على الاصل ولما كان المواطن يؤمّن على نفسه من الحوادث والامراض والموت وعلى بيته من الحريق والهدم والزلازل والفيضانات وكذلك يؤمّن ةعلى سيارته من الفقدان والسرقة لذلك يجب ان نؤمّن على اوطاننا من الضياع والسلب والفساد بل والاعتداء غليه وما يتكبّده .
قد يؤمّن لاعب كرة قدم على قدمه لانها تجلب له الدخل الوفير كذلك يؤمّن المطرب على حنجرته لانه بدونها لا يستطيع إطراب الناس ليجني منهم الفلوس وهكذا فالهدف من التأمين في الغالب يكون إمّا للمحافظة على الدخل او للمحافظة على دخل للورثة والاجيال القادمة او لدفع مصاريف ونفقات ناتجة عن حوادث وامراض حسب الغرض من البوليصة وكثيرا ما يكون التأمين إلزاميا مفروضا من الدولة نفسها ويجب على المواطنين ومختلف القطاعات التقيّد به وغالبا ما يوضع المستفيد اقرب الناس للمُؤمّن عليه حسب البوليصة .
والتأمين يكاد يكون إلزاميا في المشاريع والابنية الحكومية وغيرها فاذا كان الامر كذلك الا يحق لنا ان نتسائل عن هذا الوطن وهو عرضة للمخاطر والحوادث والدمار بل واحيانا لدرجة الضياع اذا كان بحاجة لبوليصة تأمين يكفلها الشعب بكافّة افراده وطوائفه .
أمّا مصاريف ونفقات بوليصة تأمين الوطن فيجب ان يدفعها الأغنياء والمليارديريين واصحاب الملايين كنوع من التكافل والتضامن من مجموعة حباها الله المزيد من النعم والخيرات وتلك المساهمة كتزكية عن امواله لمصلحة وطنه .
وضريبة من اخرين سلبوا الوطن خيراته وكانوا سببا في ازماته ووجب عليهم تحمّل جزءا من نفقات بوليصة تأمينه وإعادة إعماره وتلك المساهمة تعتبر ضريبة وغرامة عن تنمية اموال اصلها من مقدّرات الوطن وثرواته وحقوق مواطنيه .
ولكي تكتمل اركان البوليصة يجب ان يكون هناك المستفيد من البوليصة وفي حالتنا لن يكون هناك مستفيد لانه لن يكون هناك نهاية للوطن بإذن الله وإرادة الشعب .
ولكن وحيث ان الاوطان تُبنى بسواعد وعقول ابنائها وحسن الادارة والتخطيط السليم بعد التأكد من ثروات الوطن ومقدّراته الماديّة والبشريّة والتأكّد من كافّة التحدّيات ووضع الحلول والبدائل ومراقبة سير تنفيذ الخطط التنمويّة ومعالجة اي تعثّر باستخدام الخطط البديلة الموضوعة سلفا وكذلك تبنى الاوطان بإخلاص ابنائها وتكافلهم وتضامنهم وحكمة قادتها وامانة وزرائها ونوّايها وموطّفيها وحرص ابنائها ووعيهم وثقافتهم في بناء لبنات المجتمع من خلال بناء الاسرة المنتجة الفاعلة .
وحيث ان بوالص التأمين مشكوك في توافقها مع الشرع ولدرء الشبهات فلا داعي لإصدار بوالص تأمين للوطن ولكن لتبقى مسؤولية التكافل والتضامن من اثرياء الوطن بالحلال والغرامات والضرائب ممّن جمعوا اموالا بالفساد وبغير وجه حق وتوضع هذه الاموال بصندوق خاص بإشراف وإدارة اشخاص ذو ثقات لاستخدامها في مصلحة الوطن والمواطن لوقف الاستنزاف الناتج عن تسديد القروض وفوائدها والاذعان لصندوق النقد والبنك الدوليين والدول المُقرضة ونصبح قادرين على الاعتماد على الذات ليكون العام القادم 2013 عام خير وراحة للشعب الاردني وتعود الاسعار لتصبح في قدرة المواطن ويعود المواطن لرشده في الانفاق والترشيد في استهلاك الطاقة والمياه .
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة .
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كل عبد سيسأل يوم القيامة عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وعن علمه ماذا عمل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟
احمد محمود سعيد
28 / 12 / 2012