الأنباط تاريخ وحضارة


لأن التاريخ العربي القديم لم ينل حقه الكافي من البحث والتنقيب والدراسة، ولم يكشف عن أغلب الآثار المدفونة تحت التراب.. ولعل تاريخ شرق الأردن كان الأشد إهمالاً من قبل المسؤولين والدرارسين، فقد ظلت حضارتة الأنباط القديمة طي طبقات الأتربة والغبار ولم تجد الاهتمام الكافي إلا في العشر سنوات الأخيرة حين تبين الأكاديميون والمثقفون ضرورة ابراز أهمية الأردن تاريخياً وجغرافياً وحضارياً وأصبح لزاماً إبراز الخصوصية الثقافية للأردن وإعادة تشكيل الذاكرة الأردنية حول الثقافة المعاصرة على أساس حقائق الأرض والجغرافيا
في هذا المقام قدمت الأديبة هيام ضمرة
محاضرة قيمة بعنوان *الأنباط حضارة وتاريخ*
في المنتدى العربي للثقافة والفنون
تعرضت فيها هيام ضمرة للأسباب التي توجب ابراز تاريخ الأنباط كأمة ملكت السلطة في شرق الأردن ووصلت سلطتها إلى حدود مدينة دمشق شمالاً حتى شمال الحجاز جنوباً، وتركت آثارها الفريدة في أجمل المدن الأثرية على وجه الأرض (البتراء) والتي أصبحت اليوم إحدى عجائب الدنيا السبع.. المدينة الحجرية المنقورة في الجبال إضافة إلى زخم غير قليل منثور في أرجاء وادي رم ومدينة الحجر ( المدائن) في شمال الجزيرة العربية
والمؤكد أن الأنباط قوم عرب يعودون في أصولهم لقوم ثمود العربية ولقبيلة الأزد بشكل خاص هاجروا من مناطق جنوب الجزيرة العربية إلى وسطها وشمالها إلى أن قام بترحيلهم عنها ملك أشور (بانيبال) إلى جنوب الأردن حينها سيطروا على المنطقة وتوسعوا للشمال وكان لهم شأن عظيم وحضارة بارزة
والجدير ذكرة أن الأنباط عاصروا مرحلة ولادة السيد المسيح .. وبلادهم آخر المعاقل التي استولى عليها خلفاء الأسكندر المقدوني فرغم قوة الاسكندر فقد استعصت عليه دولة الأنباط وعاصمتهم،
لغة الأنباط العربية القديمة وأحرفها الأبجدية، وأسماءهم عربية، وحتى ديانتهم عربية وإن تأثرت حضارتهم بفن البناء الروماني.. ولهذا يعود الخط النبطي إليهم وكذلك الشعر النبطي واشتهر كثير من شعرائهم كالذبياني وحسان بن ثابت..
المحاضرة وجدت ثناءاً وتجاوباً جيداً وثار حواراً فاعلاً وأبدى الجميع ترحيبهم بحصولهم على معلومات كانت مجهولة بالنسبة لهم